أ ش أاعتبر أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى أن إسرائيل تفرض المزيد من العراقيل أمام أية تسوية سلمية بإقرار الكنسيت مشروع قانون يفرض إجراء استفتاء قبل أي انسحاب إسرائيلي من القدسالشرقية أو هضبة الجولان.وقال موسى - خلال محاضرة له أمام الأكاديمية الدبلوماسية الدولية بباريس - إن هذا القانون يتعلق بالقدسالشرقية والجولان وهى أراض ضمتها إسرائيل في عام 1967 ،وبالتالي فإنه يخالف القوانين والقرارات الدولية.وأشار إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تريد المساعدة من أجل التوصل لإقامة دولة فلسطينية إلا أنه لا يمكن الحديث عن إقامة دولة فلسطينية في ظلاستمرار بناء إسرائيل للمستوطنات التي تغير الأوضاع على الأرض وتجعل من الصعوبة بمكان إقامة الدولة الفلسطينية نتيجة تآكل الأراضي الفلسطينية المحتلة بمرور الوقت.وانتقد موسى ما يقال عن مزايا كبيرة من الجانب الأمريكي لإسرائيل مقابل فقط تجميد الاستيطان لفترة محدودة وتقول إسرائيل إنها ستكون الأخيرة ولا تشمل القدس .. مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الجانبين العربي والفلسطيني لم يتلقيا رسميا شيء بشأن هذه المزايا الأمريكية الممنوحة لإسرائيل ، وأن بناء المستوطنات يخالف القانون الدولي والقيم العالمية وبالتالي لا يتعين مكافأة إسرائيل على وقف الاستيطان.وأشار موسى إلى أنه عند ورود العرض الأمريكي ستجتمع لجنة المتابعة العربية لتقييم الموقف حيث أنه لا يوجد حتى الآن أي تقدم يجعل الجانب العربي يساند مفاوضات لا تهدف إلا القبول بما تراه إسرائيل ، وهو الأمر الذي لا يقبله أحد.وقال أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى أن هناك بدائل آخرى ، منها التوجه إلى مجلس الأمن الدولي .. ليس بالضرورة لإعلان إقامة الدولة الفلسطينية وإنما لفرض المفاوضات ولكن وفقا للأسس الدولية المتفق عليها ، ولاسيما أن قرابة 20 عاما قد انقضت منذ انطلاق عملية مدريد في 1991 ولم نصل إلى شىء ، وبالتالي يتعين تغيير طريقة التعامل مع القضية الفلسطينية.وردا على أن الانسحاب أحادي الجانب لإسرائيل من لبنان وقطاع غزة لم يجعلها تسلم من هجمات حزب الله وحماس ، قال موسى إن هذه الانسحابات كانت تكتيكية فقط وليست في إطار تسوية سلمية نهائية .. مشيرا إلى أنه عند إقامة السلام ستكون هناك حدود آمنة لإسرائيل وهذا ما حدث مع مصر والأردن.واعتبر موسى أن الاتحاد الأوروبي أخطأ في وضع حماس على لائحة المنظمات الإرهابية لأن ذلك انسياق وراء إسرائيل التي تدعو العالم لاعتبار كل الفلسطينيين إرهابيين بينما هم شعب محتل يريد تحريرأرضه ، مؤكدا أن حركة حماس ليست إرهابية وإنما هى فقط تعارض الاحتلال الإسرائيلى.ودعا موسى الاتحاد الأوروبي إلى العمل إلى جانب الولاياتالمتحدةالأمريكية والتحدث معها بشأن عدم إمكانية استمرار الوضع الحالي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي يعطي الكثير من المزايا لإسرائيل ويمكنه أن يؤثر على مواقفها.وفيما يتعلق بالسودان ، قال أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى خلال محاضرته أمام الأكاديمية الدبلوماسية الدولية بباريس ، إنه ليس من السهل رؤية دولة مثل السودان تتعرض للتقسيم ، ولكن هناك اتفاقا تم توقيعه بين الأطراف وبالتالي يتعين تنظيم الاستفتاء حول مصير جنوب السودان ، ويتعين أن يجرى هذا الاستفتاء بكل شفافية وفي ظل مراقبة دولية بما في ذلك الأممالمتحدة وتجنب حدوث أية توترات بحيثينتهي الأمر بإقرار الجميع بمصداقية هذا الاستفتاء والقبول بنتائجه .. مشيرا إلى أنه ربما ينتهي الأمر إلى قبول الشمال والجنوب بإقامة كونفيدرالية بينهما.وحذر موسى من أن الخطر في السودان ليس الآن ولا يوم 9 يناير القادم موعد إجراء الاستفتاء وإنما بعد ذلك ، إذا ما تركت الأمور معلقة دون حسم .. مشيرا إلى أن السودان أغنى بلد في أفريقيا بالبترول والمعادن والأراضي الشاسعة القابلة للزراعة والمياه ، غير أن زعزعة استقرار السودان ستؤثر على أفريقيا كلها ، وأعرب عن أمله أن تمضي الأمور هناك بشكل إيجابي وأن يتحرك الشمال والجنوب معا بشكل عقلاني.وبالنسبة للتوترات الحالية في لبنان ، استبعد موسى أن يكون اللبنانيين على وشك الاقتتال الداخلي أو على وشك استخدام العنف ضد بعضهم ، مشيرا إلى أنه يخشى على لبنان من الموقف الإقليمي وليس من المواقف الداخلية للأطراف اللبنانية.وحول البرنامج النووي الإيراني ، قال موسى إن الجانب العربي لا يؤيد أي برنامج نووي عسكري في المنطقة ، مضيفا أن الحل يكمن في تنفيذ اقتراح إخلاء منطقة الشرقالأوسط من السلاح النووي بما في ذلك إسرائيل ، وقصر البرامج النووية على الاستخدامات السلمية.وبشأن الأثر الإيراني على العراق ، رفض موسى القول إن العراق واقع الآن في يد إيران ، إلا أنه أقر بأن هناك تأثيرا واضحا لإيران في العراق ، ولكن نتائج الانتخابات العراقية الأخيرة جاءت على غير هوى إيران.ونفى موسى أيضا معارضة الجامعة العربية للتجديد لنوري المالكي كرئيس للوزراء في العراق ، قائلا إن هذا الأمر قرار عراقي.وحول السياسة التركية الجديدة في منطقة الشرق الأوسط ، قال أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى إن تركيا تلعب سياسة ذكية وناعمة في المنطقة ، في مقابل السياسة الإيرانية العنيفة.ولفت موسى إلى أنه تقدم خلال القمة العربية الأخيرة في سرت بليبيا ، باقتراح من أجل وضع سياسة للجوار العربي وإقامة منتدى للحوار مع الدول المجاورة للدولالعربية وعلى رأسها تركيا وأيضا إيران ، إلا أن هذا الاقتراح قوبل بتحفظ من الدول العربية.ومن ناحية آخرى ، أشار موسى إلى أن العالم العربي لم يختف رغم ما يبدو عليه من ضعف ، مضيفا أن مستقبل منطقة الشرق الأوسط لم يتحدد بعد وأن القضية الفلسطينية على سبيل المثال توحد الدول العربية ومصر وكذلك الجهود المشتركة من أجل تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والعمل على تحسين أوضاع المرأة والخدمات الصحية والتعليم.وأكد موسى على أن العرب يمثلون أغلبية في المنطقة وسيقررون ما يتعين عليهم عمله تجاه مستقبلهم.وفيما يتعلق برؤيته للجيل الجديد ، قال موسى إننا لم ننجح في خلق جيل يتماشىمع متطلبات القرن الحادى والعشرين.