انفردت الزميلة "اليوم السابع"، بنشر تسجيل صوتي للواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية الراحل، في عددها الصادر اليوم، الثلاثاء، خلال اجتماع له مع عدد من مسئولي نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، بعد موقعة الجمل في 2 فبراير 2011، امتد ل"120 دقيقة". وكشف سليمان، عن أن "هناك 4 عناصر تسببت في ما وصفه بالأزمة التى أدت إلى اندلاع ثورة 25 يناير؛ أبرزها نقص الموارد والمطالب الشبابية بالتغيير ونقص قدرات الشرطة لحفظ الأمن وشلل في الخدمات اللازمة للمواطن ونقص في موارد الدولة والتى تتناقص يوميا ولا تتزايد، فضلا على التدخلات الأجنبية بهدف الوصول بالبلاد إلى الفوضى". وبحسب التسجيلات فإن هذه الدقائق كشف فيها نائب الرئيس الراحل، عما أسماه ب"عناصر الأزمة الأربعة" معتبرا إياها الأسباب التي أدت للثورة، سبقها شرح وتأكيد على حرص مبارك على مستقبل مصر والاستقرار فيها قائلا: "هناك طريقان للاستقرار؛ الأول هو الحوار والتفاهم والخروج من هذه الأزمة بسلام وبخطوات متصلة إلى أن تنتهي هذه الأزمة ببرنامج عمل مستمر". واستطرد: "السيناريو الآخر هو الانقلاب، والانقلاب قد يكون مفيدا أو ضارا، وبالتالي عايزين نتجنب الوصول لهذا الانقلاب.. الانقلاب خطوات غير محسوبة ومتعجلة وقد يكون فيها مزيد من اللاعقلانية وده مش عايزين نوصل له"، وتابع: "نحن في أزمة ولا بد من إدارة الأزمة، وفي نهاية المطاف ننجح في إدارتها للخروج إلى بر الأمان والوصول لتحقيق مطالب الشعب". وأضاف أن "آخر حاجة لازم نفكر ماذا بعد لما نوصل لبر الأمان هنعمل إيه وهيحصل إيه وهنتحرك إزاي ونعيد مصر مرة أخرى للساحة الدولية إزاي ونجذب الاستثمارات وفي الاقتصاد الذي انهار وهنرجع السياحة مرة أخرى إزاي كل ده جهد جبار لازم يتعمل ولا يمكن يتعمل إلا باستقرار وأمن تاني". تناول سليمان ل"الاستقرار" جعل الحاضرين يتبادلون الحديث جانبيا عن مدى إمكانية تحقيق ذلك على أرض الواقع لكنه لم يلتفت لهم مستكملا إيضاح رؤيته لأحداث ثورة يناير متطرقا لمطالب القوى الثورية والشبابية بالتعديلات الدستورية ومطالب التغيير معللا ذلك بعدم إمكانية إجراء انتخابات رئاسية مبكرة قبل انتهاء فترة مبارك نظرا لضيق المساحة الزمنية وكذلك للفراغ الأمني عقب أحداث جمعة الغضب. واستطرد سليمان: أتحدث عن مطالب الشعب للتغيير أنا أعتقد أن الرئيس تجاوب بنسبة كبيرة جدا والممكنة في الإطار الزمني المتاح؛ الشباب طالب بالتغيير وكان له 4 مطالب؛ الأول تنحي الرئيس، والثاني حل مجلسي الشعب والشورى، والثالث هو تعديل الدستور، والرابع محارة بالفساد أو ما يقولونه بمحاسبة الفاسدين مع بعض المزايدات من بعض العناصر الأخرى. وأوضح "الرئيس في خطاب 1 فبراير كان متجاوبا مع كل المطالب ومكنش عنده مانع في التجاوب معها لكن الإطار الزمني المتاح لتداول السلطة هو 200 يوم، وبالحساب علشان نقدر نعمل التعديلات الدستورية المطلوبة فكان لا يمكن حل مجلس الشعب والشورى وإعادة الانتخابات مرة أخرى وإجراء التعديلات الدستورية والاستفتاء عليها ثم نجري الانتخابات؛ تحتاج شهرين لا يمكن أداء كل ده". وكشف اللواء عمر سليمان عن خطة مبارك لاحتواء المظاهرات؛ قائلا: "تجاوبنا بالقدر المتاح إن إحنا نقبل عدد الطعون ونزود عدد المعارضة في مجلس الشعب والشورى وإجراء التعديلات الدستورية وتشكلت لجنة دستورية تنتهي من عملها نهاية هذا الشهر قاصدا شهر فبراير 2011 وترفعها لمجلس الشعب والشورى لإقرارها والاستفتاء عليها والتعديلات الدستورية هتتوافق مع المطالب الشعبية السابقة". وسرد سليمان في التسجيل عددا من المبررات حول ضرورة التأني في إجراء التعديلات الدستورية وعدم التعجل في إجرائها؛ قائلا: إحنا عايزين المادة 76 تبقى مقبولة ومعقولة وعايزين الرئيس يبقى مدتين وفي تداول للسلطة حقيقي وهيحصل هذا وكذلك تعديل المادة 88 وكل ماهو مطلوب لديمقراطية حقيقية وتداول للسلطة، الرئيس معندوش أي مشكلة في تلبية وتنفيذ مطالب الشعب بس في نفس الوقت لا بد نفكر في مستقبل مصر ونفكر من يقود المسيرة في مصر مش مين الشخص ولكن مواصفاته هتبقى إيه وتوجهه إيه شكله إيه وبعدين مش عايزين كل فترة زمنية نجد في متطلبات جديدة عايزين يبقى في تعديلات تستقر. واستكمل: "لو كان ممكن نعمل كل التعديلات كان مفيش مشكلة لكن في مشكلتين رئيسيتين الزمن القصير مش عايزين نتعجل ومش عايزين تعديلات متعجلة ومتسرعة لا تلقى قبولا أو تعمل قيودا محتاجين لدراسة متأنية بالإضافة لكده فإن عمليات الانتخابات محتاجة لشرطة تؤمن الانتخابات وللأسف الشديد الشرطة عندنا محتاجة لفترة أخرى كي تستعيد قواها مرة أخرى وتستعيد ثقة الشعب فيها؛ لأنهم أيضا روحهم المعنوية منخفضة وأداءهم لن يكون كما قبل ذلك، فإذا طلبت منهم حماية الانتخابات ستحدث مجازر فيها والذات في العائلات والعصبيات مش هنقدر نعمل انتهابات كبيرة بالحجم الكبير في جمهورية مصر العربية. واعتبر أن ترديد هتاف "ارحل" ضد مبارك غير مقبول، قائلا: "كلمة الرحيل ضد أخلاق الشعب المصري، أخلاق الشعب المصري تحترم كبيرها وتحترم رئيسها الكلمة دي مش مهينة بس للرئيس ولكن مهينة للشعب المصري"، وتابع: "الرئيس مبارك أحد أبطال حرب أكتوبر وأعتقد أن المؤسسة العسكرية حريصة أيضا على أبطال حرب أكتوبر ما ينفعش أننا ننسى تاريخنا". وأشار الراحل، إلى أن "ثورة الشباب لها إيجابيات ولكن لا يجب الانزلاق لسلبياتها وكلنا حريصون على الشعب المصري والمجتمع المصري.. الضغط والدفاع وخلافه من المتطلبات وإثارة مش هتكون أبدا في مصلحة المجتمع ولكن هيكون إلى حد كبير دعوة لمزيد من الفوضى وخفافيش الظلام يخرجون لترويع المجتمع وطبعا عارفين تماما إن مصر مستهدفة وهذه الفرصة ليست للتغير ليهم، ميهمهمش التغيير ولكن يهمهم إضعاف مصر وخلق فوضى لايعلم إلا الله مداها". وأكد أن نظام مبارك لن ينهار، قائلا: "إحنا مازلنا دولة مؤسسات، ولدينا القدرات الكبيرة لاستعادة دورنا ولم ولن ينهار النظام، وسنظل بإذن الله كلنا مسؤولين عن الحفاظ على هذا الوطن". وكشف خلال التسجيلات أن "نقص قدرات جهاز الداخلية أحد أسباب تزايد الأزمة وزيادة المطالب بعد استهداف عدد من مقراتها خلال أحداث جمعة الغضب"، قائلا: "الشرطة تدمر عددا كبيرا من مقراتها واستهدفت السجون وخرج عدد كبير من المساجين الآلاف وهم أنواع مختلفة من المساجين لكن ما يهمني منهم من يهددون الأمن من عتاة الإجرام والتنظيمات الجهادية هم من يهموني في الأمر". وأبرز سليمان خلال حديثه مخاوفه من خروج المسجونين واقتحام السجون خاصة الجهاديين، وقال: "لأن تنظيم الجهاد لم يوافق على مبادرة منع العنف أى مازال مقتنعا أن هذا المجتمع كافر، ولابد من الانتقام منه، وهذا هو تهديد للمجتمع وعلشان نرجع الناس دي عايزة جهد كبير جداً". وتابع: "أنا كنت في المخابرات وبذلت مجهودا جبارا لجمع هؤلاء الناس من الخارج ممن أرادوا عمليات إرهابية كبيرة في مصر، ودول مرتبطين بقيادات بالخارج وبالذات القاعدة، هذا هو التهديد الحقيقي". ورهن عودة الأمن باستعادة معنويات الشرطة، وقال: "نقص مقرات الشرطة ممكن نستعيدها خلال شهرين، لكن معنويات الشرطة وهي الأهم لتكون قادرة على أداء مهمتها لأن هذا الجهاز يقوم بحماية المجتمع ولابد من التعاون لرفع معنوياته لتنفيذ مهمته الرئيسية".