نشرت وكالة اسوشيتد برس خبرا اوردت فيه ان المرأة المصرية كانت في قلب الثورة التي اطاحت بالرئيس حسني مبارك . تراوحت مساهمتها بين العمل في الحركة العمالية لصحفية تخترق المحرمات عن طريق مهاجمة الحكومة لوضع حد للتحرش . ساروا جنبا الى جنب مع الرجال حيث طالب الشعب المصري بسقوط النظام ، كما فعل شعب تونس وليبيا و اليمن . حتى الآن بعد ما يقرب من ثلاث سنوات ، أعلن استطلاع مؤسسة طومسون رويترز ان مصر أسوأ بلد يمكن للمرأة العربية ان تعيش بها . لذلك ، هل قلص الربيع العربي من حقوق المرأة في المنطقة - و خاصة في مصر ، كما يشير التقرير؟ و بالتأكيد تم تهميش المرأة المصرية سياسيا في فترة ما بعد الثورة . الغي الجيش الذي يسيطر عليه الذكور، المسؤول عن المرحلة الانتقالية، حصة تمثيل المرأة في البرلمان ، مما قلل عدد العضوات من 64 إلى تسعة ، و لم يشمل أي امرأة في لجنة مراجعة الدستور . استهدفت الشرطة أيضا المتظاهرات السياسيات و ذهبوا لابعد من ذلك، تجريدهم من ملابسهم في الشارع و تحث البلطجية علي التحرش بهم. كما أدخلوا اختبارات العذرية للنساء المعتقلات خلال المظاهرات السياسية . كانت الرسالة واضحة : ينبغي للمرأة أن تذهب الى المنزل و ترك السياسة للرجال . تم استخدام حقوق المرأة بوصفها القفاز المخملي خلال نظام مبارك ( كما هو الحال مع الإدارات الأخرى في ذلك الوقت، مثل زين العابدين بن علي في تونس و القذافي في ليبيا )، والتي سنت قوانين لحماية النساء في حين قمع جميع الحقوق السياسية الأخرى . و ألغى الرئيس الاسلامي المنتخب ، محمد مرسي، بعض هذه الحقوق : تم رفع القيود على تعدد الزوجات ؛ واقترح تخفيض سن الزواج ، و فرض قيود علي حق المرأة في طلب الطلاق. يعكس هذا موقف الإخوان من أدوار الجنسين و الهياكل الأسرية ، بينما لم تفعل شيء مع واقع الاقتصاد المصري ، حيث تشكل المرأة نسبة كبيرة من القوى العاملة وتوجد في جميع قطاعات الحياة العامة . لذلك عمل الجيش ، و من بعده جماعة الإخوان علي تقويض حقوق النساء بعد الثورة. أثار هذا موجة من الغضب . العديد من القضايا التي ورد ذكرها في الاستطلاع الذي أجرته رويترز ، مثل ختان الإناث و التحرش الجنسي ، ليست جديدة . لكن تصر المرأة المصرية - كما هو الحال مع النساء في البلدان العربية الأخرى بعد الربيع العربي – علي مواجهة هذه التحديات . إذا كانت تصمت حول التحرش الجنسي في الماضي ، فهي تكتب الان علي الفيسبوك أو تشن حملات عامة لمواجهته. وعلاوة على ذلك ، لم يعد النساء اليوم على استعداد لرؤية انفسهن على أنهم مجرد ناشطات في مجال حقوق المرأة ، بل تتخطي حدود النوع أو الطبقة للمطالبة بحقوق المواطنة . هذا جزء من المناقشة التقدمية التي اندلعت في مصر بعد الثورة و يدعمها الشباب ، الذين يشكلون نحو 60 ٪ من السكان. وقد شوهد تأثير أصوات الشباب الحماسي ، في المملكة العربية السعودية أيضا - والتي قد صنفت كثالث أسوأ دولة بين الدول العربية. (ولكن،المقارنة بين مصر والمملكة العربية السعودية غير عادلة، حيث يوجد اختلاف كبير بين الثقافتين، مما يجعل من الصعب تقييم كلتا البلدين طبقا لمعايير مماثلة) حول الربيع العربي قضايا المرأة الي معركة في الحرب الأيديولوجية بين الإسلاميين وما يسمى بالحداثيين. كلاهما يرى النساء من خلال عدسة تقليدية، و حرموهم من المشاركة الكاملة في العملية السياسية . ولكن المرأة ليست صامتة في هذه اللحظة التاريخية . فقد اصبحت ترفع صوتها ، وتنظم ، و تحشد ، ليس فقط من أجل حقوقها ولكن أيضا لجميع الذين يؤمنون بالحرية والديمقراطية و استقرار المنطقة ككل . فمن الأهمية بمكان ان نسمع صوتها لأنها تمثل الأمل الأكثر تماسكا في المنطقة.