الأرصاد تعلن بدء فصل الصيف رسميًا.. أطول نهار وأقصر ليل    أسعار اللحوم والأسماك اليوم 20 يونيو    مصادر أمريكية: الرصيف العائم في غزة يستأنف العمل اليوم    إلى أين تتجه التطورات على حدود إسرائيل الشمالية؟    هل يسير "واعد تركيا" جولر على خطى أسطورة البرتغال رونالدو؟    بعد تصريحات اللاعب| هل يرفض الأهلي استعارة «تريزيجيه» بسبب المطالب المادية؟    تعرف على خريطة الكنائس الشرقيّة الكاثوليكية    مصرع شخصين وإصابة 3 آخرين في حادث تصادم بكفر الشيخ    حصيلة مرعبة.. ارتفاع عدد وفيات الحجاج المصريين بسبب الطقس الحار    مدرب إسبانيا يصف مواجهة إيطاليا اليوم ب "النهائي المبكر"    إعلام عبري: تصريحات المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي بشأن حماس أثارت غضب نتنياهو    حماس: تأكيد جديد من جهة أممية رفيعة على جرائم إسرائيل في غزة    سبب الطقس «الحارق» ومتوقع بدايته السبت المقبل.. ما هو منخفض الهند الموسمي؟    ارتفاع عدد ضحايا الانهيارات الأرضية إلى 10 أشخاص في بنجلاديش    حرب الاتهامات تشتعل بين مندوبي السودان والإمارات في مجلس الأمن (فيديو)    الآلاف في رحاب «السيد البدوى» احتفالًا بعيد الأضحى    العطلة الطويلة جذبت الكثيرين إلى المصايف| أين قضى المصريون الإجازة؟    تصل إلى 200 ألف جنيه.. أسعار تذاكر حفل عمرو دياب في الساحل الشمالي في يونيو    هيئة الداوء تحذر من 4 أدوية وتأمر بسحبها من الأسواق    أسرع مرض «قاتل» للإنسان.. كيف تحمي نفسك من بكتيريا آكلة اللحم؟    وفاة عروسة أثناء حفل زفافها بالمنيا    وزير الداخلية السعودي: موسم الحج لم يشهد وقوع أي حوادث تمس أمن الحجيج    بعد بيان الأبيض.. اتحاد الكرة يبحث عن حكم أجنبي لإدارة قمة الأهلي والزمالك    بوتين: روسيا ستواصل تعزيز العلاقات وتطوير التعاون مع فيتنام    التخزين الخامس خلال أيام.. خبير يفجر مفاجأة بشأن سد النهضة    تشييع جثامين أم وبناتها الثلاث ضحايا حادث انقلاب سيارة في ترعة بالشرقية    الركود يسيطر على سوق الذهب وإغلاق المحال حتى الإثنين المقبل    هل يسمع الموتى من يزورهم أو يسلِّم عليهم؟ دار الإفتاء تجيب    «آخرساعة» في سوق المدبح القديم بالسيدة زينب| «حلويات المدبح»    «المالية»: حوافز ضريبية وجمركية واستثمارية لتشجيع الإنتاج المحلي والتصدير    بعنوان «قلبي يحبك يا دنيا».. إلهام شاهين تُعلن عن فيلم جديد مع ليلي علوي وهالة صدقي    بعد قرار فيفا بإيقاف القيد| مودرن فيوتشر يتفاوض مع مروان صحراوي لحل الأزمة    بعد نجاح زراعته في مصر.. هل الكاسافا هو البطاطا؟ الزراعة تجيب    "تاتو" هيفاء وهبي وميرهان حسين تستعرض جمالها.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    حمدي الميرغني يوجه رسالة ل علي ربيع بعد حضوره مسرحية "ميمو"    تامر حسني يشعل حفله بكفر الشيخ رابع أيام عيد الأضحى (صور)    قمة أوروبية.. جدول مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة    «من أجل كايزر تشيفز».. بيرسي تاو يضع شرطًا مُثيرًا للرحيل عن الأهلي (تفاصيل)    تحت سمع وبصر النيابة العامة…تعذيب وصعق بالكهرباء في سجن برج العرب    سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 20 يونيو 2024 في البنوك    المركزي الكندي يدرس الانتظار حتى يوليو لخفض معدل الفائدة    حظك اليوم| برج الحمل الخميس 20 يونيو.. «وجه تركيزك على التفاصيل»    وفاة الناقد الأدبي محمود عبدالوهاب    فرقة أعز الناس.. سارة جمال تغني "ألف ليلة وليلة" في "معكم منى الشاذلي"    معظم الحجاج المتوفين خلال موسم حج هذا العام من المخالفين    تطورات جديدة| صدام في اتحاد الكرة بشأن مباراة القمة    كندا تبدأ بتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية    مشروبات صحية يجب تناولها عقب لحوم العيد (فيديو)    تعرف علي المبادرات التي أطلقتها الدولة المصرية لتدريب الشباب وتأهيلهم وتمكينهم    إحالة مديرى مستشفى "ساقلتة" و"أخميم" للتحقيق لتغيبهما عن العمل فى العيد    بخطوات سهلة.. طريقة عمل كفتة داود باشا    بعد انتهاء أعمال الحج.. علي جمعة يكشف عن آداب زيارة مقام النبي والمسجد النبوي    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج بكالوريوس الطب والجراحة (الشعبة الفرنسية) جامعة الإسكندرية    هل ينتهي الغياب المتكرر دون إذن إلى فصل الموظف من العمل؟    مايا مرسي تستقبل رئيس الوكالة الإسبانية للتعاون الإنمائي    ما هي علامات قبول الحج؟.. عالم أزهري يجيب    علي جمعة ينصح: أكثروا في أيام التشريق من الذكر بهذه الكلمات العشر    ما هي الأشهر الحرم وسبب تسميتها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى الذكرى ال 40 لنصر أكتوبر :السادات يعود للحياة
نشر في النهار يوم 08 - 10 - 2013

أصابت رقية السادات، نجلة الرئيس الراحل محمد أنور السادات كبد الحقيقة عندما علقت على الاحتفال بالذكرى ال 40 لنصر أكتوبر بقولها " إن الشعب المصرى أول مرة يعرف قيمة الرئيس الراحل أنور السادات، بعد مرور 32 عام على اغتياله" مرجعة الفضل للقوات المسلحة بقيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسى.
والحقيقة الأشمل أن الاحتفال بالذكرى ال40 لنصر أكتوبر هذا العام له مذاق خاص" فهو احتفال شعبى بامتياز فشلت كل المحاولات لإفسادة .
وبالطبع شتان بين احتفال حضره القتله بل كانوا فى صدارة المشهد واحتفال كانت السيدة جيهان السادات فى صدارته إلى جوار رئيس الدولة والفريق أول عبد الفتاح السيسي وقادة الجيش وأفراد الشعب ..ففى هذا العام تحرر نصر أكتوبر من احتكار النصر واختصاره فى الضربة الجوية على مدى أكثر من ثلاثين عاماً هى فترة حكم مبارك ..وعاد الرئيس محمد أنور السادات للمشهد بوصفه صاحب قرار الحرب وقائد النصر ..السادات قصة حياة حافلة عاد صاحبها للحياة من جديد ..عن الرجل والقائد المنتصر سيرته ومسيرته نتحدث فى السطور التالية :-
البداية من والدته السودانية والتى تدعى ست البرين من مدينة دنقلا .. هذه السيدة تزوجها والده المصرى حينما كان يعمل مع الفريق الطبى البريطانى بالسودان، لكنه عاش وترعرع فى قرية ميت أبوالكوم.
حيث ولد السادات بها سنة 1918، وتلقى تعليمه الأول فى كتاب القرية على يد الشيخ عبد الحميد عيسى، ثم انتقل إلى مدرسة الأقباط الابتدائية بطوخ دلكا وحصل منها على الشهادة الابتدائية. وفى عام 1935 التحق بالمدرسة الحربية لاستكمال دراساته العليا، وتخرج من الكلية الحربية بعام 1938 ضابطاً برتبة ملازم ثان وتم تعيينه فى مدينة منقباد جنوب مصر. وقد تأثر فى مطلع حياته بعدد من الشخصيات السياسية والشعبية فى مصر والعالم.
، وقد أشار السادات مرات عدة إلى أن القرية لم تضع غشاوة على عقله، كما أن جدته ووالدته هما اللتان فتنتاه وسيطرتا عليه، وهما السبب الرئيسى فى تكوين شخصيته.
قصص الحروب
كما ذكر السادات أن جدته ووالدته كانتا تحكيان له قصصا غير عادية قبل النوم، عن الأبطال المعاصرين ونضالهم من أجل الاستقلال الوطني، مثل قصة دس السم لمصطفى كامل بواسطة البريطانيين الذين أرادوا وضع نهاية للصراع ضد احتلالهم لمصر، أنور الطفل الصغير لم يكن يعرف من هو مصطفى كامل، لكنه تعلم من خلال التكرار أن البريطانيون أشرار ويقتلون الناس بالسم ولكن كانت هناك قصة شعبية أثرت فيه بعمق وهى قصة زهران الذى لقب ببطل دنشواى التى تبعد عن ميت أبو الكوم بثلاث أميال، وتتلخص أحداثها فى أن الجنود البريطانيون كانوا يصطادون الحمام فى دنشواى، وأشعلت رصاصة طائشة الحريق فى أحد أجران القمح، فاجتمع الفلاحون ليطفئوا الحريق، لكن أحد الجنود البريطانيين أطلق عليهم النار وهرب، وفى معركة تالية قتل الجندي، وحينئذ تم القبض على العديد من الناس وشكل مجلس عسكرى بالساحة، وعلى وجه السرعة نصبت المشانق، كما تم جلد بعض الفلاحين وكان زهران هو أول من شنق، وكان من فرط شجاعته مشى إلى المشنقة برأس مرفوعة بعد أن قرر قتل أحد المعتدين فى طريقه.
وانتهت جنة القرية بالنسبة للسادات مع رجوع والده من السودان، حيث فقد وظيفته هناك على أثر اغتيال لى ستاك، وما ترتب على ذلك من سحب القوات المصرية من المنطقة. بعد ذلك انتقلت الأسرة المكونة من الأب وزوجاته الثلاث وأطفالهن إلى منزل صغير بكوبرى القبة بالقاهرة وكان عمره وقتها حوالى ست سنوات، ولم تكن حياته فى هذا المنزل الصغير مريحة حيث أن دخل الأب كان صغير للغاية، وظل السادات يعانى من الفقر والحياة الصعبة إلى أن استطاع إنهاء دراسته الثانوية عام 1936، وفى نفس السنة كان النحاس باشا قد أبرم مع بريطانيا معاهدة 1936، وبمقتضى هذه المعاهدة سمح للجيش المصرى بالاتساع، وهكذا أصبح فى الإمكان أن يلتحق بالكلية الحربية حيث كان الالتحاق بها قاصرا على أبناء الطبقة العليا، وبالفعل تم التحاقه بالأكاديمية العسكرية فى سنة 1937، وهذه الأحداث هى التى دفعت السادات إلى السياسة.
زواجه الأول
كان زواجه الأول من السيدة (إقبال عفيفي) التى تنتمى إلى أصول تركية، وكانت تربطها قرابة قريبة بينها وبين الخديوى عباس، كما كانت أسرتها تمتلك بعض الأراضى بقرية ميت أبو الكوم والقليوبية أيضا، وهذا ما جعل عائلة إقبال تعارض زواج أنور السادات لها، لكنه بعد أن أتم السادات دراسته بالأكاديمية العسكرية تغير الحال وتم الزواج واستمر لمدة عشر سنوات، وأنجبا خلالها ثلاثة بنات هم رقية، وراوية، كاميليا.
زواجه الثاني
تزوج للمرة الثانية من السيدة جيهان رؤوف صفوت عام 1951 التى أنجب منها 3 بنات وولدًا هم لبنى ونهى وجيهان وجمال.
مع الرئيس نجيب
فى عام 1941 دخل السادات السجن لأول مرة أثناء خدمته العسكرية وذلك إثر لقاءاته المتكررة بعزيز باشا المصرى الذى طلب منه مساعدته للهروب إلى العراق، بعدها طلبت منه المخابرات العسكرية قطع صلته بعزيز المصرى لميوله المحورية غير أنه لم يعبأ بهذا الإنذار فدخل على إثر ذلك سجن الأجانب فى فبراير عام 1942. وقد خرج من سجن الأجانب فى وقت كانت فيه عمليات الحرب العالمية الثانية على أشدها، وعلى أمل إخراج الإنجليز من مصر كثف اتصالاته ببعض الضباط الألمان الذين نزلوا مصر خفية فاكتشف الإنجليز هذه الصلة مع الألمان فدخل المعتقل سجيناً للمرة الثانية عام 1943. لكنه استطاع الهرب من المعتقل، ورافقه فى رحلة الهروب صديقه حسن عزت. وعمل أثناء فترة هروبه من السجن عتالاً على سيارة نقل تحت اسم مستعار هو الحاج محمد. وفى أواخر عام 1944 انتقل إلى بلدة أبو كبير بالشرقية ليعمل فاعلاً فى مشروع ترعة ري. وفى عام 1945 ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية سقطت الأحكام العرفية، وبسقوط الأحكام العرفية عاد إلى بيته بعد ثلاث سنوات من المطاردة والحرمان.
وكان قد التقى فى تلك الفترة بالجمعية السرية التى قررت اغتيال أمين عثمان وزير المالية فى حكومة الوفد ورئيس جمعية الصداقة المصرية - البريطانية لتعاطفه الشديد مع الإنجليز. وعلى أثر اغتيال أمين عثمان عاد مرة أخرى وأخيرة إلى السجن. وقد واجه فى سجن قرميدان أصعب محن السجن بحبسه انفراديًا، غير إنه هرب المتهم الأول فى قضية حسين توفيق. وبعدم ثبوت الأدلة الجنائية سقطت التهمة عنه فأفرج عنه.
بعد السجن
بعد خروجه من السجن عمل مراجعًا صحفيًا بمجلة المصور حتى ديسمبر 1948. وعمل بعدها بالأعمال الحرة مع صديقة حسن عزت. وفى عام 1950 عاد إلى عمله بالجيش بمساعدة زميله القديم الدكتور يوسف رشاد الطبيب الخاص بالملك فاروق.
وفى عام 1951 تكونت الهيئة التأسيسية للتنظيم السرى فى الجيش والذى عرف فيما بعد بتنظيم الضباط الأحرار فانضم إليها. وتطورت الأحداث فى مصر بسرعة فائقة بين عامى 1951 - 1952، فألغت حكومة الوفد معاهدة 1936 وبعدها اندلع حريق القاهرة الشهير فى يناير 1952 وأقال الملك وزارة النحاس الأخيرة.
وفى ربيع عام 1952 أعدت قيادة تنظيم الضباط الأحرار للثورة، وفى 21 يوليو أرسل جمال عبد الناصر إليه فى مقر وحدته بالعريش يطلب منه الحضور إلى القاهرة للمساهمة فى ثورة الجيش على الملك والإنجليز. وقامت الثورة، وأذاع بصوته بيان الثورة.
بعد الثورة
فى عام 1953 أنشأ مجلس قيادة الثورة جريدة الجمهورية وأسند إليه رئاسة تحرير هذه الجريدة. وفى عام 1954 ومع أول تشكيل وزارى لحكومة الثورة تولى منصب وزير دولة وكان ذلك فى سبتمبر 1954 .
وانتخب عضواً بمجلس الأمة عن دائرة تلا ولمدة ثلاث دورات ابتداءً من عام 1957. وكان قد انتخب فى عام 1960 أنتخب رئيساً لمجلس الأمة وكان ذلك بالفترة من 21 يوليو 1960 إلى 27 سبتمبر 1961، كما انتخب رئيساً لمجلس الأمة للفترة الثانية من 29 مارس 1964 إلى 12 نوفمبر 1968 .
كما أنه فى عام 1961 عين رئيساً لمجلس التضامن الأفرو - آسيوي.
فى عام 1969 اختاره جمال عبد الناصر نائباً له، وظل بالمنصب حتى يوم 28 سبتمبر 1970 .
رئاسة الجمهورية
بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر فى 28 سبتمبر 1970 وكونه نائباً للرئيس أصبح السادات رئيساً للجمهورية. وقد اتخذ فى 15 مايو 1971 قراراً حاسماً بالقضاء على مراكز القوى فى مصر وهو ما عرف بثورة التصحيح، وفى نفس العام أصدر دستورًا جديدًا لمصر.
وقام فى عام 1972 بالاستغناء عن ما يقرب من 17000 خبير روسى فى أسبوع واحد، ولم يكن خطأ استراتيجى ولم يكلف مصر الكثير إذ كان السوفييت عبئ كبير على الجيش المصرى وكانوا من قدامى العسكريين السوفيت والمحالين على التقاعد ولم يكن لهم أى دور عسكرى خلال حرب الاستنزاف على الإطلاق وكان الطيارين السوفييت برغم مهمتهم فى الدفاع عن سماء مصر من مطار بنى سويف إلا أنهم قد فشلوا فى تحقيق المهمة بالكامل والدليل خسارتهم ل 6 طائرات (ميج 21) سوفيتية بقيادة طيارين سوفيت فى أول وأخر اشتباك جوى حدث بينهم وبين الطائرات الإسرائيلية والحقيقة التى يعرفها الكثيرون بأن إقدام السادات على هذا التخلى كان من خطوات حرب أكتوبر، حيث أراد السادات عدم نسب الانتصار إلى السوفيت.
القرار المصيرى
وكذلك من أهم الأسباب التى جعلته يقدم على هذه الخطوة هو أن الاتحاد السوفيأتى أراد تزويد مصر بالأسلحة بشرط عدم استعمالها إلا بأمر منه. حيث أجابهم السادات بكلمة: (أسف) فلا أقبل فرض قرار على مصر إلا بقرارى وقرار الشعب المصرى كما أن هؤلاء الخبراء الروس كانوا معيقين بالفعل للعمليات العسكرية المصرية خلال حرب الاستنزاف وتم اكتشاف عدد منهم يتجسس لحساب إسرائيل بالفعل وكان الضباط والجنود المصريين لا يتحدثون معهم فى اى تفاصيل عن العمليات الحربية أو حتى التدريب لقد كان تواجد هؤلاء الخبراء مجرد رمز على الدعم السوفيتى ولعبة سياسية لا أكثر. وقد أقدم على اتخاذ قرار مصيرى له لمصر وهو قرار الحرب ضد إسرائيل التى بدأت فى 6 أكتوبر 1973 عندما استطاع الجيش كسر خط بارليف وعبور قناة السويس فقاد مصر إلى أول انتصار عسكرى على إسرائيل.ذلك الانتصار الخالد الذى من خلاله سلم الرئيس السادات الرايه للأجيال القادمة شامخة وعالية وخفاقة كما وعد قبل الحرب .
الانفتاح الاقتصادى
فى عام 1974 قرر الرئيس السادات رسم معالم جديدة لنهضة مصر بعد الحرب وذلك بانفتاحها على العالم فكان قرار الانفتاح الاقتصادى بكل ما له وما عليه .
ومن أهم الأعمال التى قام بها السادات إعادة الحياة الديمقراطية التى بشرت بها ثورة 23 يوليو ولم تتمكن من تطبيقها، حيث كان قراره الذى اتخذه بعام 1976 بعودة الحياة الحزبية حيث ظهرت المنابر السياسية ومن رحم هذه التجربة ظهر أول حزب سياسى وهو الحزب الوطنى الديمقراطى كأول حزب بعد ثورة يوليو وهو الحزب الذى أسسه وترأسه وكان اسمه بالبداية حزب مصر، ثم توالى من بعده ظهور أحزاب أخرى كحزب الوفد الجديد وحزب التجمع الوحدوى التقدمى وغيرها من الأحزاب.
معاهدة السلام
وإذا كان الانفتاح الاقتصادى أثار جدلاً واسعاً فى مصر فى عهد السادات وحتى الآن فأن القرار الذى اتخذه السادات بتاريخ 19 نوفمبر 1977 سبب ضجة بالعالم كله وهو قرارزيارته للقدس وذلك ليدفع بيده عجلة السلام بين مصرو إسرائيل. وقد قام فى عام 1978 برحلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية من أجل التفاوض لاسترداد الأرض وتحقيق السلام كمطلب شرعى ، وخلال هذه الرحلة وقع اتفاقية السلام فى كامب ديفيد برعاية الرئيس الأمريكى جيمى كارتر. وقد وقع معاهدة كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل مع كل من الرئيس الأمريكى جيمى كارتر ورئيس الوزراء الإسرائيلى مناحيم بيجن. والاتفاقية هى عبارة عن إطار للتفاوض يتكون من اتفاقيتين الأولى إطار لاتفاقية سلام منفردة بين مصر وإسرائيل والثانية خاصة بمبادئ للسلام العربى الشامل فى الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان.
وقد انتهت الاتفاقية الأولى بتوقيع معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية عام 1979 والتى عملت إسرائيل على إثرها على إرجاع الأراضى المصرية المحتلة إلى مصر.
وقد حصل على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع رئيس الوزراء الإسرائيلى مناحيم بيجن وذلك على جهودهما الحثيثة فى تحقيق السلام فى منطقة الشرق الأوسط.
علاقته بالعرب
لم تكن ردود الفعل العربية إيجابية لزيارته لإسرائيل، وعملت الدول العربية على مقاطعة مصر وتعليق عضويتها فى الجامعة العربية، وتقرر نقل المقر الدائم للجامعة العربية من القاهرة إلى تونس العاصمة، وكان ذلك فى القمة العربية التى تم عقدها فى بغداد بناءا على دعوة من الرئيس العراقى أحمد حسن البكر فى 2 نوفمبر 1978، والتى تمخض عنها مناشدة الرئيس المصرى للعدول عن قراره بالصلح المنفرد مع إسرائيل مما سيلحق الضرر بالتضامن العربى ويؤدى إلى تقوية وهيمنة إسرائيل وتغلغلها فى الحياة العربية وانفرادها بالشعب الفلسطيني، كما دعى العرب إلى دعم الشعب المصرى بتخصيص ميزانية قدرها 11 مليار دولار لحل مشاكله الاقتصادية، إلا أنه رفضها مفضلاً الاستمرار بمسيرته السلمية المنفردة مع إسرائيل.
وقد أقدمت الدول العربية على قطع علاقتها مع مصر، باستثناء سلطنة عمُان والسودان و المغرب. وقد اعتبر كثير من الباحثين أن هذا القرار كان متسرعاً وغير مدروس، وكان فى جوهره يعبر عن التطلعات المستقبلية للرجل الثانى فى العراق آن ذاك صدام حسين. لكن سرعان ما عادت الجامعة العربية لجمهورية مصر العربية عام 1989, ومن الغريب أن معظم الدول التى قاطعت مصر لعقدها معاهدة سلام مع إسرائيل واعترافها بها عادت بعدها بسنوات واعترفت بدولة إسرائيل بل وتسابقت فى عقد اتفاقيات عسكرية واقتصادية.
أواخر أيامه
بحلول خريف عام 1981 قامت الحكومة بحملة اعتقالات واسعة شملت المنظمات الإسلامية ومسئولى الكنيسة القبطية والكتاب والصحفيين ومفكرين يساريين وليبراليين ووصل عدد المعتقلين فى السجون المصرية إلى 1536 معتقلاً وذلك على إثر حدوث بوادر فتن واضطرابات شعبية رافضة للصلح مع إسرائيل ولسياسات الدولة الاقتصادية.
اغتياله وعودته
وفى 6 أكتوبر من العام نفسه (بعد 31 يوم من إعلان قرارات الاعتقال)، تم اغتياله فى يوم نصره الخالد فى عرض عسكرى كان يقام بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر، وقام بقيادة عملية الاغتيال خالد الإسلامبولى التابع لتنظيم الجهاد الإسلامى ومعه آخرون تم محاكمتهم جميعا ً ومنذ ذلك اليوم تراجع السادات فى مشهد النصر رسمياً ولكن الله انصفه مجدداً فعاد للحياة مجدداً بوصفه القائد والزعيم المنتصر .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.