أكد المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، المجتمع في بنغازي بالجماهيرية العربية الليبية في الفترة من 24-26 أكتوبر 2010، على الأهمية البالغة لرصد حال الحريات في وطننا العربي، كعامل دفع نحو تحسين وضع الحرية، باعتبارها ممارسة، مؤازرة للتقدم والاستقرار.. وحرية التعبير والفكر والإبداع قضية محورية لكتابنا ومبدعينا، ولذلك فأن الاتحاد يوليها عناية خاصة، مما يستوجب الدفاع عن حقوقهم في التعبير والكتابة، دون قيود أو شروط، إلا ما يفرضه جوهر النظام العام، والقانون السوي العادل، والثوابت الدينية والوطنية، وبما يتوافق مع حقوق الإنسان، وذلك مع الحرص على حقوقهم الأصلية والمجاورة مع الملكية الفكرية.والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب يطمح في أن يكون مرجعًا ذا مصداقية، عبر مكتبه الراصد لحال الحريات في أقطارنا العربية، ليعكس ما يدور فيها، وما ينبغي أن يتاح لحملة الأقلام من مناخ جيد يمارسون فيه حقهم الطبيعي في الإبداع والتعبير دون قيد، إلا ما توجبه مواثيق الحقوق التي أمّن عليها المجتمع الدولي.وفي هذا المجال فقد رصد الاتحاد العام بعض الخطوات الايجابية في عدد من الأقطار العربية مثل: صدور بعض الأحكام القضائية المتعلقة بوقف تنفيذ قرارات منع وتوزيع الصحف في بعض البلدان العربية، ورفع الرقابة القبلية على الصحف والاحتكام على قانون الصحافة والمطبوعات، وأحكام القانون العام، وصدور بعض الأحكام المساندة لمن يتعرضون لرقابة السلطة الدينية، وإلغاء قرارات رفض نشر بعض الكتب وتوزيعها، وصدور فتوى مفتي الديار المصرية بإباحة التماثيل.- وإذ يثمن المكتب الدائم للاتحاد العام التقارير الصادرة عن الاتحاد العام في اجتماعاته السابقة، فإنه بمراجعته لها يري أنه لا تزال هناك الكثير من السلبيات، والانتهاكات التي تعرقل مسيرة كتابنا في الوطن العربي ونذكر منها:1- القبض على بعض الناشرين واعتقالهم، والتحفظ على بعض الكتب المنشورة.2- منع بعض الندوات الثقافية، بما يعد اعتداء على حرية إقامة الندوات.3- الرقابة المشددة على قوائم الكتب المقدمة في بعض معارض الكتاب بالبلدان العربية، ومنع بعض العناوين من العرض والبيع.4- حجب وإلغاء أكثر من صحيفة، ووسيلة أعلام، وقنوات فضائية، في العديد من الدول العربية.5- مراقبة شبكة الانترنت، وملاحقة حبس بعض المدونين.6- حظر ومصادرة عدد من الكتب، والمؤلفات لكتابنا العرب، وممارسة الرقابة على وسائل التعبير المختلفة على الرغم من رفع الرقابة القبلية على بعض الصحف، إلا أن بعضها تعرض للإيقاف بقرارات من السلطة التنفيذية.7- مصادرة حرية التظاهر والاجتماع، وجميع الأشكال السلمية للتعبير عن الرأي في كثير من الدول العربية.8- منع بعض الكتاب والصحفيين من الكتابة في الصحف والدوريات.9- مازالت الرقابة الدينية على الفكر والإبداع تمثل عائقًا لحرية التعبير، بما تصدره بعض الجهات الدينية من توصيات بمصادرة بعض الكتب.10- افتقار بعض الدول العربية إلى الجمعيات والهيئات التنظيمية، الممثلة للكتاب، بما يستوجب قيام التنظيمات الشرعية للدفاع عن حقوقهم.11- منع بعض الكتاب من ممارسة حقهم الطبيعي في السفر تحت دعاوى مختلفة.12- واقع الكتاب والأدباء في العراق ما يزال مضطربًا، ويشوبه العنف وعدم الاستقرار.وبعد:فان الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، إذ يرفع هذا التقرير إلى مثقفي أمته، وقادتها، ليستشعر القيمة البالغة للحرية في حياة الإنسان، والقيمة البالغة لحرية التعبير والكتابة، للكتاب والمبدعين والأدباء، ليؤكد أن الحرية حق طبيعي لا سبيل إلى المهادنة في النضال من أجل احترامه.والأدباء والكتاب إذ يعلنون ذلك ليؤكدون لأمتهم وقوفهم في طليعة صفها الأول في الدفاع عن الحقوق والحريات، مطالبين بإلغاء جميع القوانين البالية، والقيود المصادرة والضاغطة على الحريات، مدركين أنه لا حياة ولا تقدم ولا استقرار دون تحقيقها، ودون توفر مناخ الأمن والاستقرار الذي يكفل الشرط الرئيسي لتقدم أمتنا.