كان واضحا بشدة أن خطاب الرئيس / محمد مرسي أثناء فعاليات مؤتمر دعم سوريا الذي أقيم بالصالة المغطاة باستاد القاهرة الدولي، هو نوع من استغلال آلام الشعب السوري ودعم متأخر لقضيتهم ، وما يتعرضون له من مذابح وإبادات جماعية من أجل توصيل رسالة للشعب المصري قبل تظاهرات 30 يونيو وأيضا ليوضح الرئيس للعالم أن له شعبيته ومؤيديه . بل كان الخطاب نوع من استعراض للقوة ونوع من الترهيب ومحاولة واضحة لاستقطاب السلفيين قبل تظاهرات 30 يونيو ، كما أن لا قيمة لتهديدات مرسي ومصر لا تملك ورقة ضغط واحدة علي حزب الله ولا إيران هذا إلي جانب أنه يعلم أن المنادين بتظاهرات 30 يونيو ليسوا من فلول النظام السابق وإنما هم الذين ساعدوه وإنتخبوه رئيسا للجمهورية . وكيف نفهم رفض مرسي للتدخل الأجنبي في سوريا ثم نجده يدعو لفرض حظر جوي علي طيران النظام السوري، وهو ما يسمح بالتدخل الأجنبي ، وكذلك سحب القائم بالأعمال المصري في سوريا بعد أن كان هو من أعاده إلي سوريا منذ وقت قريب ، هذا بالإضافة إلي موقفه من تسليح المعارضة في سوريا، في الوقت الذي دعت فيه واشنطن إلي تسليح المعارضة، مما يؤكد أن الخطاب كله مجرد كلمات وجمل متضاربة وتلاعب بالمشاعرفي الداخل والخارج. إن أهم ما أنادي به بشأن سيناريوهات ما بعد 30 يونيو هو آلا يتم إقصاء الشباب والقفز علي ثورتهم كما حدث بعد ثورة يناير ، وأن يكونوا هم المتصدرين للمشهد سواء تمت إنتخابات رئاسية مبكرة أو مجلس رئاسي مدني أو تغيير حكومة أو إنتخابات مجلس النواب أيا كان السيناريو فالمهم أن يكون الشباب علي رأس المشهد سواء تم تغيير النظام أوبقاؤه لأنهم شركاء أصليين في المعادلة السياسية ، وعلي عواجيز المرحلة أن يعودوا إلي الوراء قليلا ويتخلوا عن شهوة السلطة ويفتحوا المجال أمام جيل جديد ربما يصلح ما أفسده الآباء والأجداد، ويصبحوا مرجعية للشباب كأصحاب خبرة وحكماء، مع تقديرنا الكامل لدورهم وما قاموا به سواء كانت نجاحات أو إخفاقات ، فقد حان الوقت ليعود لهؤلاء الشباب حقهم بحب وقناعة بدورهم الأساسي في التغيير وصنع الثورات.