مصر تعيش مرحلة اللعب الخطر ..إنه اللعب بالنار ..بروفات ماقبل اشتعال الحريق ....الحريق الذي هو من أغرب الحرائق ... فالكل يعلم أن ثمة حريق ضخم سيطيل شرره الجميع علي وشك الاشتعال ... لكن لا أحد يقوم باجراء واحد حقيقي لمنعه بل إن الرئيس نفسه ومعه جماعته ومن ولاهم .. لا يبذلون أي محاولة لمنع الحريق تحت وهم قدرتهم علي الإطفاء وهي قدرة لم تختبر من قبل .. ولا يتوقف الأمر الجلل عند هذا الحد بل أنهم يسكبون البنزين علي اللهب .. تارة بإخراج المعارضين من ذمرة من آمن بالله ! وتارة ببروفات استعراضية ليلية جري إحداها في الفيوم فجر الأحد فسقط أكثر من مائه مصاب احدهم بطلق ناري وأخر بخرطوش في العين وبالطبع لن تكون هذه البروفة الأخيرة ليوم الثلاثين من يونيو فسنري بروفات أخري أشد قد تنقلب إحداها لمذبحة في ظل احتقان لا يجد مسئول عاقل يخفف من حدته أو يقلل من وطأته ...في السطور التالية نرصد مايجري في الفريقين بعد أن انقسمت مصر لفسطاطين ..الأول يمثله الرئيس وجماعته وعشريته والثاني يمثله الشارع الرافض ومعه المعارضة والحركات السياسية المعروفة في المشهد مثل تمرد و6 أبريل وغيرهم .. فإلي التفاصيل مشهد البداية من عند الرئيس وجماعته ..قلق وترقب وقرارات وتحركات برزت بلقاء مع اسماعيل هنية وعدد من قادة حركة حماس في غزة .. جري خلال الاجتماع الذي لم يكشف عن تفاصيله أحاديث كثيرة ..تتعلق بالحركة التي أبدي قادتها قلق بالغ من الكراهية المتزايدة ضدهم في الشارع المصري معتبرين ذلك بداية مرحلة لتشويه تاريخهم سيضر بقضيتهم ... وقد استأذن قادة حركة حماس من قادة الأخوان لإصدار بيان يغسلون فيه ايديهم من أي تورط في الشأن الداخلي المصري أو الاضرار بأمن مصر . بيان حماس ..وقد صدر البيان يحمل عنوان : «وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إلاَّ بِأَهْلِه» استنكرت فيه حركة حماس ما أسمته الحملات الإعلامية والأجندات المُغرضة ضد الحركة وقياداتها ونهجها ووصفتها بأنها محاولات يائسة لن تفلح في تشويه مقاومتها الباسلة ومواقفها المشرّفة وجاء في البيان أن بعضُ وسائل الإعلام من صحف ومواقع إلكترونية وبعضُ الكتّاب والصّحفيين تعمل علي ترويج الإشاعات ونشر الأخبار الكاذبة ونسج الرِّوايات الباطلة واختلاق أحداث لا وجود لها علي أرض الواقع من خلال الأخبار والتقارير والمقالات ضمن مخطط يستهدف حركة حماس وقياداتها ونهجها، ويسعي إلي تشويه صورتها ومواقفها، وقد بات واضحاً أنَّ هذه الهجمة المسمومة والمأجورة - بحسب بيان حماس - تأتي بسبب انحياز حركة حماس لمبادئها وقيمها، وبسبب مواقفها وتأييدها للشعوب العربية وثوراتها وتطلعاتها المشروعة في الحرية والكرامة، ولم يعد خافياً الجهات التي تقف وراءها وتدعمها وتُموّلها وتوجّهها والأجندات المُريبة التي تسعي إلي تحقيقها.ويضيف البيان : إنَّنا في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإزاء هذه الهجمة الإعلامية المُغرضة والمُضلّلة وغير المسبوقة التي نتعرّض لها، فإنَّنا نهيب بوسائل الإعلام كافة والكتّاب والصحفيين توخّي الحذر والدقة والموضوعية وعدم الإنسياق وراء أخبار كاذبة وتقارير مفبركة تشوّه صورة المقاومة الفلسطينية وتضلّل الرأي العام ولا تخدم إلاَّ العدو الصهيوني، وأكد البيان ضمن ما أكد فيما يتعلق بمصر علي أنه لا علاقة للحركة بالأحداث التي جرت وتجري في مصر الشقيقة، ويضيف البيان ونؤكّد أننا لا نتدخل في الشئون الداخلية للبلدان العربية والإسلامية، وكل ما ينشر من تدخل حماس في مصر من أخبار هي محضُ افتراء وكذب، وتأتي في إطار الدعاية الحزبية الضيّقة، ولا تخدم إلا أعداء مصر وشعبها، وفي الوقت نفسه نؤكّد علي تعاملنا مع جميع الأطياف السياسية في إطار دعم القضية الفلسطينية. ونحن نتمني الخير لمصر ولشعبها الكريم الذي وقف دوماً مع فلسطين وحقوق شعبنا. إيران في المشهد ومابين بيان حماس ومشهد الرئيس وأهله وعشريته في استاد القاهرة وإعلانه قطع العلاقات مع سوريا تبرز إيران في المشهد .. حيث أن ثمة حديث متداول علي نطاق واسع بأن موقف الإخوان من سوريا قد يدفع بدولة إيران لفضح دور "الإخوان في الثورة المصرية " 25 يناير " - وبحسب إسلام الكتاتني ابن شقيق سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة والمنشق عن الإخوان - قد تظهر ما بداخل صندوقها الأسود من معلومات عن اتصالات تمت بين الجماعة وبين حركة حماس الفلسطينية وما تلاها من اقتحامات لسجن وادي النطرون و إخراج القيادات الإخوانية من هناك ومن بينها الدكتور محمد مرسي ، و هي المعلومات التي تمتلكها إيران من خلال مخابراتها التي تعمل داخل مصر . شرعية علي المحك وليس ثمة خلاف بين قوي المعارضة في مصر بل وبين قطاع من الإسلاميين علي أن شرعية الرئيس مرسي علي المحك وأن من حق الشعب في ظل غياب مجلس الشعب سحب الشرعية التي منحها له في الانتخابات نظراً ل"تخبطه" الشديد في إدارة مصر وشئونها ما فاقم من الأزمات الحياتية للناس في الداخل وأصبح الأمن القومي في خطر سواء عبر هيمنه الإرهابيين علي سيناء أو عبر سد النهضة وما يمثله من تهديد لأمن مصر المائي مع مراعاة أن مصر تصبح في خطر حقيقي إذا ما انتهكت حدودها أو تأثرت مياه نيلها وهما من أهم أسباب الحروب في تاريخها القديم والحديث .. ورغم ما تردده حركة "تجرد " المناصرة للرئيس وشرعيته عن جمعها عشرة ملايين توقيع فإنها لن تغير من الواقع شئيا كون الرافضين للرئيس أغلبية تتجاوز الخمسين بالمائة بحسب مراكز ابحاث محايدة وبحسب استمارات " تمرد" التي وصلت ل 15 مليون توقيع ستسلم للمحكمة الدستورية العليا ضمن سيناريو يطالب بتولي رئيس المحكمة السلطة حتي أجراء انتخابات رئاسية جديدة تمرد في المواجهة وقبل الثلاثين من يونيو تجري الآن بروفات استعراض العضلات عبر اشتباكات جرت بين منتمين لجماعة الأخوان المسلمين وأعضاء من حركة "تمرد " يساندهم الشارع بقوة وهو ما ظهر في مواجهات الأسكندرية ومواجهات الفيوم والتي أسفرت عن عشرات المصابين أغلبهم من الإخوان يضاف إلي ذلك ما جري أمام وزارة الثقافة وهي مواجهات خسرتها جماعة الإخوان المسلمين بفضل مساندة الشارع لحركة "تمرد" وفي هذا السياق كثيراً ما يحدث جدل بين معارضين للإخوان وأعضاء من الجماعة ينتهي لغير صالح الجماعة نظراً لإنكار الجماعة للأزمات التي يعيشها الناس وهي أزمات تمس حياتهم بصورة مباشرة كأزمة " الوقود " سواء بنزين أو سولار أو أزمة الكهرباء التي تراجعت في اليومين الماضيين بعد وقف ما كان يعرف بتخفيف الأحمال عن الشبكة البرادعي في المشهد وفي إطار الاستعداد ليوم الثلاثين من يونيو ظهر الدكتور محمد البرادعي وحمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي في المشهد بلقاءات مع شباب حركة "تمرد " ثم بأحاديث صحفية للبرادعي لجريدة الحياة اللندنية بدأ نشرها الثلاثاء 18 يونيو يكشف فيها الدكتور محمد البرادعي، رئيس حزب الدستور، وعضو جبهة الإنقاذ الوطني وجهة نظره عن سرقة الإخوان للثوره، وما تشهده مصر من محاولة خطرة علي حد تعبيره لتغيير روحها. كما يشير البرادعي إلي أن ممارسات المجلس العسكري ومخاوفه سهلت ولادة فرعون جديد حسب تعبيره خاصة وأن الرئيس مرسي هدد العسكريين قائلًا: سنحرق البلد اذا اخترتم البرادعي رئيسًا للوزراء بحسب رواية البرادعي . موسي وحركة المحافظين كما يبرز في المشهد عمرو موسي رئيس حزب المؤتمر والقيادي بجبهه الإنقاذ الوطني الذي يعتبر يوم 30 يونيو حياة أو موت للشعب المصري ويري أن حركه المحافظين الأخيرة التي شملت 17 محافظة وجاءت بسبعة محافظين إخوان وآخر للأقصر ينتمي للجماعة الإسلامية وهو ما وصفه البعض بالكارثة علي السياحة المتوقفة هناك وهذه الحركة هي تصعيد سياسي من جانب النظام قبل يوم 30 يوينو الذي يصفه موسي بأنه يوم فارق في مصر. وبحسب كثيرين فإن حركة المحافظين هي "الكارت " الأخير في يد الرئيس لتصبح اللعبة برمتها بين مكتب الإرشاد وأنصار الجماعة من ناحية والمعارضة والشارع من ناحية أخري وبحسب عمرو موسي علي حسابه علي الفيس بوك فإن إعلان حركه المحافظين الجدد "لا يمكن ترجمتها إلا بأنها مزيد من الاخونه وتولية أهل الثقة" وأن النظام يرسل رسالة أنه غير مستعد للاستجابه لمطالب الناس وماض قدماً في سياساته التي تزيد الغضب والاحتقان. لا بديل عن الانتخابات وليس ثمة خلاف بين القوي المعارضة عن المطالبه باجراء انتخابات رئاسية مبكره وهو أمر يعني أن الرئيس مرسي من وجهة نظرهم لم يعد رئيساً لمصر ..الأزمة في تصاعد والحلول غائبة ..لكن الحسم سيظل بيد طرفي المقص الشهير الشعب والجيش والتي بدون توافقهما فإننا أمام حريق سيأكل الأخضر واليابس وهو خطر لن ينجو منه أحد .