حذر مثقفون وناشطات عربيات من انعكاسات سلبية تشهدها العديد من دول المنطقة لاسيما دول الربيع العربي تهدد بتراجع كبير لدور المرأة نظراا لما اسموه باليمين الديني جاء ذلك خلال الحلقة النقاشية التي نظمها الصالون الثقافي العربي بالتعاون مع جامعة الدول العربية تحت عنوان:" دور المرأة في التحولات الجارية..المشاركة والإبداع والتغيير" بحضور مجموعة من الوزيرات والناشطات من مصر، فلسطين والعراق، المغرب، ليبيا موريتانيا، الاردن واكد السفير د.قيس العزاوي ممثل العراق لدي الجامعة العربية والامين العام للصالون ان هذه الحلقة النقاشية هي أول تعاون بين الصالون وجامعة الدول العربية وتشكل نقلة نوعية في مسيرة الصالون لان قضية المرأة هي من القضايا الاكثر اهمية في تاريخ العرب اليوم . من جانبه أكد د.يحيي الجمل رئيس الوزراء الاسبق و رئيس الصالون، أن الندوة التي يقيمها الصالون هي ، تعد بالفعل نقلة نوعية لنشاط الصالون لافتا الي الدور المهم للمرأة المصرية في ثورة 25 يناير . ، وقدم المستشارة تهاني الجبالي للحديث قائلا:" تهاني الجبالي عصف بها بنص "باطل" في الدستور، لأن النص لا يخصص لحالات بعينها، ومتي خصص صار باطلا، ويكفي لتهاني الجبالي أنها دخلت التاريخ من أبواب عدة من بينها هذا النص الباطل. اما المستشارة تهاني الجبالي فأشارت إلي أن هناك من لا يريد لهذا الوطن والشعب الواحد التقدم، وأن هؤلاء هم أداة لعدو لا يستطيع تحقيق مشاريعه إلا بوقف تقدم دولنا العربية عن السير قدما في مسارها. وأوضحت الجبالي أن المرأة العربية بلغت سن الرشد منذ عقود طويلة،وأن التحديات التي تواجهها الآن ليست جديدة، لا علي المرأة ولا علي هذا الشعب العربي، مؤكدة علي أن كل هذا إلي زوال. واكدت الجبالي أن أي هزيمة عابرة، لكن الهزيمة الثقافية هي الهزيمة الاستراتيجية، وأنه :" لولا قدرتنا كمثقفين علي إدراك الذات، ونعرف من نحن،لكانت هزيمة أوطاننا من خلالنا نحن". وأشارت إلي أن تيار "اليمين الديني" له شكل من أشكال التشدد الواضح، وأن كل قادة هذا التيار وقفوا يهتفون ضدها في ميدان نهضة مصر، وهو ما أشعرها بالسعادة، والفخر، لأنها حررت هذا المشهد من الشخصنة، لكن وإذا كان موقفها قدّ سجل هذا التيار فهي بمثابة انتصار ثقافي لها في مواجهة تيارات التخلف، التي تعامل المرأة علي أنه قاصرة ولا تعترف لها بمساواة أو بمقدرة علي تحقيق ذات. واضافت:" ليس من ورائي لا تنظيم ولا حزب، وأنا مجرد امرأة مفردة، وتحاملهم علي هو بمثابة هزيمة ثقافية لهم". وتساءلت د.هيفاء أبو غزالة وزيرة السياحة السابقة في الأردن، عضو المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية :هل الديموقراطية تحتاج المرأة أو أن المرأة تحتاج الديموقراطية، مشيرة إلي أن مصطلح الربيع العربي كان الرئيس "أوباما " أول من أطلقه، وأن المرأة في دول الربيع العربي لم تفاجئ العالم فحسب، بل فاجأت نفسها أيضا. واشارت وزيرة الشئون الاجتماعية الليبية السابقة د.مبروكة جبريل إلي الدور الهام الذي لعبته المرأة الليبية خلال الثورة، حيث كانت توزع المنشورات، وتنقل السلاح، لأن سيارات النساء لم تكن تفتش، كما أنها قامت دور كبير في دعم الجبهات بالغذاء، وأنها لازالت تحاول الحصول علي حقوقها السياسية، للمشاركة في مسار الديموقراطية. ومن ناحيتها اكدت د. ربيعة ذياب وزيرة المرأة الفلسطينية ان المرأة الفلسطينية حالة من النضال وتحمل المسئولية ، لها دورها الرئيسي في الحفاظ علي استمرارية الثورة الفلسطينية، بل انها حافظت علي تماسك الأسر الفلسطينية، وعلي الثقافة، والذاكرة الفلسطينية، خاضة عبر الأجيال المتعاقبة في الشتات، والتي تحفظ برغم ذلك فلسطين عن ظهر قلب. أما الدكتورة ابتهال الزيدي وزيرة المرأة العراقية فقد أشارت إلي مشاركة المرأة للرجل في التغيير منذ فترة السبعينيات، وبعد 2003 منحت المرأة دور وفرصة للمشاركة في كتابة الدستور وفي صناعة القرار السياسي من خلال البرلمان. وأوضحت الوزيرة أن الضامن الوحيد لحقوق المرأة هو الدستور وتحديد نسبة الكوتة وهي التي سمحت لها ان تحصل علي 27% من عدد نواب البرلمان العراقي .. . وختم النقاش د.جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق ببحث مهم للغاية عن التحولات الجارية وتاثيرها علي المرأة العربية مشيرا الي نضالات المرأة عبر التاريخ ونوعية الانجازات المتحققة التي اصيبت في عمقها بسيادة التيارات الظلامية, منوها بأن هناك نزعة غالبة علي الفكر العربي الاسلامي محقرة من شأن المرأة، وأنه ليس هناك احترام سائد لها إلا في اللحظات التي غلب فيها الفكر العقلاني وانتصر، وخلص الي أنه لا تمكين للمرأة سيحدث الآن في ظل غلبه ثقافة التعصب والتطرف السائدة في مصر حاليا.