أقام الصالون الثقافي العربي بمندوبية العراق بالتعاون مع جامعة الدول العربية حلقة نقاشية حول "دور المرأة في التحولات الجارية"..المشاركة والإبداع والتغيير. وحضر جلسات الصالون مجموعة من الوزيرات من عدة دول عربية هي مصر وفلسطين والعراق والمغرب وليبيا وموريتانيا والأردن بجانب الدكتورة سميرة التويجري المدير الإقليمي لهيئة الأممالمتحدة للمرأة بالإضافة إلي نخبة من الشخصيات العامة المصرية وأعضاء الصالون ومن بينهم د.يحيى الجمل ووزير الثقافة الأسبق ود.جابر عصفور والناقد د.صلاح فضل ود.محمود العزب مستشار شيخ الأزهر وممثل الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير وجيه حنفي الأمين العام المساعد والسفيرة فائقة الصالح الأمين العام المساعد للشئون الاجتماعية والسفير ناصيف حتي المتحدث الرسمي باسم الجامعة. كما شارك عدد من الشخصيات العامة من بينهم المستشارة تهاني الجبالي نائب رئيس المحكمة الدستورية "سابقا"، والوزيرة مشيرة خطاب ورئيس حركة كفاية جورج إسحاق وعدد من الفنانين مثل جلال الشرقاوي وعزت العلايلي والفنانة صابرين ونادية مصطفى وعدد من السفراء والدبلوماسيين من بينهم بركات الفرا سفير فلسطين بالقاهرة ود.خالد زيادة سفير لبنان بالقاهرة ومحمد سيد سيدي أبو بكر رئيس وزراء موريتانيا الأسبق وسفير بلاده الحالي في مصر. وبدأت الجلسة برئاسة السفير د.قيس العزاوي مندوب العراق بالجامعة العربية والأمين العام للصالون حيث استعرض تاريخ الصالون وكيف تأسس منذ عامين ونشاطاته وما يرمي اليه لتجميع المثقفين العرب وتواصلهم الذي ربما تعرقله السياسة. ولفت العزاوي الي أن الثقافة تجمع ولا تفرق، منوهًا بأن هذه الحلقة النقاشية هي أول تعاون بين الصالون والجامعة العربية وتشكل نقلة نوعية في مسيرة الصالون لأن قضية المرأة باتت تعد من القضايا الأكثر أهمية في تاريخ العرب اليوم. وأوضحت الجبالي أن المرأة العربية بلغت سن الرشد منذ عقود طويلة، وأن التحديات التي تواجهها الآن ليست جديدة،لا على المرأة ولا على هذا الشعب العربي، مؤكدة على أن كل هذا إلى زوال. واعتبرت أن أي هزيمة عابرة لكن الهزيمة الثقافية هي الهزيمة الإستراتيجية وأنه:" لولا قدرتنا كمثقفين على إدراك الذات لكانت هزيمة أوطاننا من خلالنا نحن". وأشارت إلى أن تيار "اليمين الديني" له شكل من أشكال التشدد الواضح، وأن كل قادة هذا التيار وقفوا يهتفون ضدها في ميدان نهضة مصر، وهو ما أشعرها بالسعادة والفخر لأنها حررت هذا المشهد من الشخصنة، لكن وإذا كان موقفها قدّ سجل هذا التيار فهي بمثابة انتصار ثقافي لها في مواجهة تيارات التخلف، التي تعامل المرأة على أنه قاصرة ولا تعترف لها بمساواة أو بمقدرة على تحقيق ذات. أما د. صلاح فضل فقد أشار إلى أن وضع المرأة يمكن اعتباره أيقونة للثقافة، مشيرا إلى أنه متى تحررت المرأة تحرر الإبداع،وأن الفترات الأكثر تحررا برز فيها الإبداع بشكل كبير، وأنه خلال فترة ازدهار الأندلس كانت أكثر فترات التاريخ الإسلامي،التي أتاحت المجال للمرأة،فنجد كتاب "الإحاطة في أخبار غرناطة" يذكر سيرة 600 شاعرة لهن نصوص في هذه الفترة. أما د.هيفاء أبو غزالة وزيرة السياحة السابقة بالأردن عضو المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية، فقد تساءلت عما اذا كانت الديموقراطية تحتاج المرأة أو أن المرأة تحتاج الديموقراطية؟وأشارت إلى أن مصطلح الربيع العربي كان الرئيس"أوباما" أول من أطلقه، وأن المرأة في دول الربيع العربي لم تفاجئ العالم فحسب، بل فاجأت نفسها أيضا. وأشارت وزيرة الشئون الاجتماعية الليبية السابقة د.مبروكة جبريل إلى الدور الهام الذي لعبته المرأة الليبية خلال الثورة في بلادها ،حيث كانت توزع المنشورات، وتنقل السلاح، لأن سيارات النساء لم تكن تفتش، كما أنها قامت دور كبير في دعم الجبهات بالغذاء،وأنها لازالت تحاول الحصول على حقوقها السياسية، للمشاركة في مسار الديموقراطية. ولاحظت د. ربيعة ذياب وزيرة المرأة الفلسطينية أنه بالرغم من كون المرأة الفلسطينية جزء غير منفصل عن المرأة العربية،إلا أن ظروفها قد تكون مختلفة مع الاحتلال،مشيرة إلى أن هناك سجينات، شهيدات، معتقلات، فالمرأة الفلسطينية حالة من النضال وتحمل المسؤولية،لها دورها الرئيسي في الحفاظ على استمرارية الثورة الفلسطينية،وحافظت على تماسك الأسر الفلسطينية وعلى الثقافة والذاكرة الفلسطينية،خاصة عبر الأجيال المتعاقبة في الشتات،والتي تحفظ برغم ذلك فلسطين عن ظهر قلب. أما الدكتورة ابتهال الزيدي وزيرة المرأة العراقية فقد أشارت إلى مشاركة المرأة للرجل في التغيير منذ فترة السبعينيات، وبعد 2003 منحت المرأة دور وفرصة للمشاركة في كتابة الدستور وفي صناعة القرار السياسي من خلال البرلمان وأوضحت أن الضامن الوحيد لحقوق المرأة هو الدستور وتحديد نسبة الكوتة وهي التي سمحت لها ان تحصل على 27% من عدد نواب البرلمان العراقي. أما نجوى صادق نائب رئيس هيئة النيابة الإدارية فأكدت على أنه جاء الوقت للمطالبة بتشريعات حاسمة وصريحة لاعطاء المرأة حقوقها،عبر تشريعات تكفل لها المشاركة السياسية ولو بقدر 30% من البرلمان ومثلها للقضاء والنيابة العامة،وغيرها من المناصب القيادية،إضافة إلى استصدار قوانين وتشريعات لحماية المرأة من العنف. وأشارت "بثينة كامل" إلى أنها لم تعلن ترشحها للرئاسة المصرية بالأساس رغبة في أن تصبح رئيسة، لكنها كانت بمثابة هجوم على المتطرفين في التيارات الدينية، لإرباكهم، وكان منها أن اعترف"محمد مرسي"رئيس حزب الحرية والعدالة" وقتها، وقال إن الجماعة ليست ضد ترشح امرأة أو مسيحي للرئاسة. وختم النقاش د.جابر عصفور ببحث مهم عن التحولات الجارية وتأثيرها على المرأة العربية، مشيرا الى نضالاتها عبر التاريخ ونوعية الانجازات المتحققة التي أصيبت في عمقها بسيادة التيرات الظلامية، ومنوهًا بأن هناك نزعة غالبة على الفكر العربي الإسلامي تحقر من شأن المرأة. وقال إنه ليس هناك احترام سائد لها، إلا في اللحظات التي غلب فيها الفكر العقلاني وانتصر، وخلص إلى أنه لا تمكين للمرأة سيحدث الآن في ظل غلبه ثقافة التعصب والتطرف السائدة في مصر حاليًا.