سيناء التي نحتفل هذه الايام بمرور 31 عاما علي تحريرها لها مكانة خاصة في قلب كل مصري فقد تحررت بدماء اكثر من 100 الف شهيد روت دماؤهم الذكية ارض الفيروز والبطولات من ابناء جيشنا البطل . في ذكري تحريرسيناء يحضرني بقوة أنه في صباح يوم الاثنين 5يونيو 1967ومع شروق شمس ذلك اليوم نهضنا علي أخبار تفيد بأن اسرائيل ضربت المطارات المصرية وبعد يومين عرفنا أن هذا الجزء العزيز من ارض مصروقد احتلته اضافة الي قطاع غزة والضفة الغربية فيما اصطلح تسميته في الصحافة الاسرائيلية بحرب الساعات الست وفي الصحافة الغربية بحرب الأيام الستة. كنا في عمر غض في هذا الوقت من الستينات و ما أتذكره وقتها ان أهل قريتي الصغيرة كانوا يرددون أن سيناء أحتلت وان جيشنا "انكسر" وجيش اسرائيل وصل الي حدود الضفة الشرقية للقناة . كان يسيطر علي المشهد الظلام الدامس والحزن الكبير علي الشهداء والجرحي الذين كانوا من جميع قري مصر ومع وصول الجنود الي قراهم سمعنا منهم لحظة الانكسار وتصميمهم علي الثأروالكرامة معا من أجل أرضنا وترابنا الغالي سيناء. وبسرعة توالت الاحداث لإعادة بناء القوات المسلحة وبدأنا نسمع أنباء معارك شدوان ورأس العش والزعفرانة والسخنة وإيلات وبحر البقر وابو زعبل ونجع حمادي عبر أجهزة الراديو حيث لايوجد تلفزيونات ولا كهرباء فكان مصدر معلوماتنا الرئيسي الراديو والصحف. ووسط هذا المشهد نجح مشروع تهجير مدن القناة في تكافل اجتماعي حكومي منقطع النظير حيث استضافت قري مصر ومدنها سكان مدن القناة الثلاثة بور سعيد والسويس والاسماعيلية ,وكان كثير من أهل سيناء الداخل قد فضلوا البقاء وكانوا سندا لوجستيا مهما لقواتنا في العبور والتحرير كما جاء في مذكرات قادة الحرب فيما بعد . ودخلت مصر نهاية الستينات حرب الاستنزاف وجا يوم السادس من اكتوبر 1973 وعند الساعة 1405 وعبرت قواتنا القناة إيذانا بتحرير هذا الجزء الغالي من ارضنا وانتصارا لكرامتنا و أنهت قواتنا الباسلة أسطورة الجيش الذي لايقهر التي روجتها الآلة الاعلامية الاسرائيلية بعبور اكبر مانع في التاريخ "خط بارليف"اضافة الي عبور القناة,لم يكن انتصارنا انتصارا عاديا بل سجل مفاجأة عسكرية لجيشنا اذهل العالم واصبح مادة علمية تدرس في الاكاديميات العسكرية . ومع السلام دارت في سيناء أهم معارك السلام في تحرير مدينة طابا لينتصر القانون إلي جانب مصر ويعود هذا الجزء المهم إلينا . سيناء بوابة التنمية أمننا القومي فهي الدرع الواقي لبوابتنا الشرقية ,وقراة التاريخ تؤكد انها درعنا الواقي ضد مؤمرات الغزاة والطامعين مما يجعل تنميتها ضرورة استراتيجية والحقيقة رغم التضحيات الكبيرة التي بذلت لتحريرها واستعادتها الا أنها لم تنل حظها المناسب في التنمية رغم ما تمتلكه من مقدرات اقتصادية مهمة فهي بوابة الخير لمصر وتنميتها سكانيا وديموجغرافيا الطريق الرئيسي لحمايتها مما يخطط لها من اجندات ويجب تحفيز الشباب للعبور الثاني لسيناء بالتنمية والبناء .وتنظيفها من الذين يعتقدون انها مكانا وملاذا لبؤر الارهاب والخارجين علي القانون إن حماية حدودنا الشرقية يعد الخط الاول في تعمير هذه المنطقة الغالية لانريد الاحتفال بتحريرها بشكل روتيني بل نريد تنمية حقيقية لمنطقة مهمة ورافد اساسي في اقتصادنا الوطني .وكل عام ومصر وأرض الفيروز بخير.