كشفت عدة رسائل هربها الأسرى الفلسطينيين من مختلف السجون الاسرائيلية ، النقاب عن ان الاسرى هددوا فيها بإضراب مفتوح عن الطعام حتى من أجل إنهاء سياسة العزل الانفرادي بحق عدد من الأسرى والأسيرات المعزولين، بعضهم منذ 8 سنوات.وأوضح وزير شؤون الأسرى والمحرّرين عيسى قراقع في بيان صحفي الخميس، أن الإضراب سيكون نخبويا يضم 400 أسير وأسيرة من كافة السجون، وأن هذا التوجه جاء بعد فشل كافة الجهود لإنهاء سياسة العزل التي تعتبر من أقسى وأخطر العقوبات بحق الأسرى، وتأتي بقرار من المخابرات الاسرائيلية.وأضاف أن هذا الحراك في صفوف الأسرى جاء نتيجة تصاعد الإجراءات القمعية والتعسفية بحق المعتقلين من قبل إدارة السجون، وخاصة عزل أسرى في زنازين انفرادية فترة طويلة وفرض إجراءات مشددة عليهم وعقوبات إضافية كالحرمان من الزيارات والتعليم وإدخال الكتب والملابس.يذكر أن عدد الأسرى المعزولين قد ازداد في الآونة الأخيرة، حيث وصل إلى 18 أسيرا، وأن هناك قرارا بتحويل سجن الدامون للنساء الى سجن عزل جماعي حيث تقبع 15 أسيرة في هذا السجن.وقال قراقع: إن زنازين العزل الانفرادي أشبه بالقبور، حيث تفتقد للحد الأدنى من المقومات الإنسانية والمعيشية، والحياة فيها تشكل خطرا على الأسرى، إذ يعاني عدد من المعزولين من أوضاع صحية قاسية، كالأسرى: منصور الشحاتيت، ومعتز حجازي، وعبد الناصر الحليسي، ووفاء البس وغيرهم.الى ذلك ناشد نادي الأسير الفلسطيني في محافظة طوباس، كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية والهيئات الدولية وعلى راسها الصليب الأحمر الدولي التدخل الفوري لانقاذ حياة الأسير عبد الخالق علي غوراني من سكان مخيم الفارعه.وقال مدير النادي محمود صوافطة: ان الاسير غوراني الموجود حاليا في سجن مجدو ومعتقل منذ 18/1/2010 ومحكوم بالسجن الفعلي لمدة 20 عاما يعاني من فشل كلوي وفقر دم حاد في ظل سياسة الإهمال الطبي بحقه ورفاقه الأسرى المرضى.يشار الى ان الأسير (عويضة محمد سليمان كلاب ) من قطاع غزة ، والذي امضي 22 عاماً في سجون الاحتلال فقد عقله نظرا لسوء وضعه الصحي والنفسي حيث أنه معتقل منذ 12/10/1988، ومحكوم بالسجن مدى الحياة ، وتم عزله في الزنازين الانفرادية لأكثر من (12) عام ،ونظراً لظروف العزل الانفرادي القاسية أصيب بحالة نفسية سيئة للغاية، حتى وصل الأمر إلى فقدانه للأهلية، بحيث أصبح لا يعرف من حوله من الأسرى، وكان يرفض الخروج للقاء ذويه خلال الزيارة، فهو لم يعد يتذكرهم ، ولم تسعى إدارة السجون لتقديم أية مساعدة نفسية علاجية له، مما أدى إلى تدهور حالته الصحية بشكل خطير.و اعتقل الأسير كلاب قبل 22 عاماً، وكان لديه اثنين من الأطفال وهم عاصف وكان عمره حينها 40 يوماً فقط، وفداء وكانت تبلغ من العمر عامين، ولم يسمح لهم بزيارة والدهم طوال سنوات اعتقاله ، حيث تزوجا ورزقا بأبناء ولا يعرفون والدهم ، ويتمنون رؤيته ،ولكن نظراً لأصابه الأسير بهذا المرض النفسي فانه في الغالب لن يستطيع التعرف عليهم ..واتهمت لجنة الاسرى بغزة الاحتلال بقتل الأسرى بشكل بطئ بعزلهم لسنوات طويلة في زنازين انفرادية التي تعتبر من اقسي أنواع التعذيب، ويصبح الأسير فيها عرضه للإصابة بالأمراض النفسية نتيجة العزل المنفرد لفترات طويلة .