أكد الدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية أن المجلس، سيقوم في المرحلة المقبلة على تنفيذ مشروعا لمواجهة العنف الموجه للطفل ذي الإعاقة من خلال إعداد حزمة من الأدلة الاسترشادية والتدريبية التي تستهدف تمكين ودعم قدرات العاملين والمتعاملين مع الأطفال ذوي الإعاقة وكذلك أسرهم، ورفع الوعي والمساهمة في تغيير الاتجاهات السلبية تجاه هؤلاء الأطفال وحمايتهم من العنف الذين يتعرضون له.جاء هذا خلال المائدة المستديرة حول موضوع العنف الموجه للطفل ذي الإعاقة والتي نظمها المجلس العربي للطفولة والتنمية، على مدى يومي 10 -11 أكتوبر الجاري بالقاهرة، تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس المجلس، وبحضور أكثر من 22 خبيرا عربيا من ثمانية دول عربية (الأردن تونس السعودية - السودان سلطنة عمان - لبنان - مصر اليمن) يمثلون مجالات التربية الخاصة وعلم النفس وعلم الاجتماع والفنون والثقافة.كما أكد د. البيلاوي أن حماية الأطفال عبر سياج من السياسات والاستراتيجيات والبرامج الاجتماعية والتشريعات هو حماية لمستقبل الأمة، داعيا إلى إيلاء حماية خاصة للأطفال ذوي الإعاقة إيمانا بأن لهم القدرة على المشاركة والتفاعل، ويجب دعم عملية دمجهم في المجتمع وعدم التمييز ضدهم واحترام حقوقهم التي كفلتها لهم المواثيق والاتفاقات الدولية.من جانبها أشارت د.سهير عبد الفتاح الخبيرة بالمجلس العربي للطفولة والتنمية ومقررة المائدة المستديرة، بأن المجتمعين قد ناقشوا على مدى اليومين عددا من المحاور والقضايا ذات العلاقة والتي سيتم تضمينها في الأدلة الاسترشادية والتدريبية ومنها: فئات الإعاقة وخصائصها واحتياجاتها، ومفهوم العنف وأنماطه وأسبابه، ودور المجتمع المدني في الحد من العنف الموجه للطفل ذي الإعاقة، وسياسات حماية الطفل ذي الإعاقة من العنف في المؤسسات والمدارس، والحماية التشريعية لذوي الإعاقة من العنف، ودور الأدب والفنون والإعلام في حماية الأطفال ذوي الإعاقة من العنف، إلى جانب موضوعات التشخيص واستراتيجيات التدخل المبكر في الحد من هذا العنف.هذا وقد اتفق المشاركون في المائدة المستديرة على الإطار العام لتلك الأدلة، وبدء العمل على بنائها من خلال تشكيل لجان متخصصة تعمل على إعدادها مستفيدة في ذلك بالتجارب والخبرات العربية والأجنبية في المجال.مع الإستناد إلى المنهج الحقوقي في حماية هؤلاء الأطفال مع مراعاة خصائص الإعاقات المختلفة والفروق الفردية بين الأطفال ذوي الإعاقة أنفسهم، وكذلك الأخذ بعين الاعتبار السياق المجتمعي العربي الذي تطبق فيه هذه الأدلة.يذكر بأن هذه المائدة المستديرة تأتي اتساقا مع رسالة المجلس العربي للطفولة والتنمية نحو حماية الأطفال، وتواصلا مع جهوده ومنها المؤتمر العربي الذي عقده في فبراير 2010 بالقاهرة تحت عنوان واجب المجتمع تجاه الطفل ذي الإعاقة، حيث أوصى المؤتمرون خلاله بالعمل على بناء القدرات في مجال الإعاقة من خلال تنظيم ورش عمل تدريبية توجه إلى العاملين في المؤسسات ذات العلاقة والمتخصصين في تربية وتأهيل ذوي الإعاقة والأطفال ذوي الإعاقة أنفسهم وأسرهم.