جاء انتخاب الزميل العزيز الدكتور ضياء رشوان يوم الجمعة 15 مارس نقيبا للصحفيين في مرحلة مهمة من تاريخ النقابة من عدة زوايا اولها انها اول انتخابات للنقابة في عهد الرئيس محمد مرسي الذي تول حكم مصر منذ 8 اشهر تعيشها الدولة في وضع سياسي شائك ومرتبك . فهي الانتخابات الاولي للنقابة في عهد الرئيس محمد مرسي الذي تولي الحكم منذ 8 اشهر شهدت خلالها الصحافة الكثير من المواقف التي تؤكد انها تسير الي نفق مظلم كنفق الدولة الشائك والمتوتر، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا رشوان نقيبا ؟ اعتقد ان السبب الرئيسي هو تخبط نقابة الصحفيين. كما شهدنا الدستور المعيب ونصوصة التي وضعتها لجنة الغرياني التاسيسية والخاصة بالصحافة كما انه لم يحفظ ماء الوجه الصحفي في معاملته مع نقيب الصحفيين السابق اثناء جلسة الفجر الدستورية التي اهين فيها كل الصحفيين . ومن هنا حاول البعض من فصيل معين ومعه النقيب السابق -ندين الاعتداء عليه في النقابة- الذي لم يكن له موقف واضح من قضية استشهاد الزميل الحسيني ابو ضيف واخذ النقابة التي كان سلمها مفتاح الحرية في عهد مبارك ,عرقلة عقد الجمعية العمومية في موعدها اول مارس وتقدم -علي طريقة النظام السابق- احد الزملاء الصحفيين بقضية هدفت لتأجيل موعد الانتخابات لكن القضاء المصري انتصر للنقابة، وفي اول مارس لم يكتمل العدد المطلوب 50 في المائة من الصحفيين اعضاء النقابة +1 وحضر بالكاد حوالي الفين وتم تاجيلها الي الجمعة 15 مارس واكتمل النصاب، وحاول البعض ايضا افشال العرس الديمقراطي عندما لمسوا أن الناجح هو رشوان وفشلت الخطة وتمت الانتخابات في جو ديمقراطي ليعلن القاضي بشفافية فوز رشون بحصوله علي 1280 صوتا مقابل 1015 صوتا للزميل عبد المحسن سلامة الذي كنت اتمني - بحسب معرفتي له - ان يبقي حتي اعلان النتيجة ويهنيء الزميل ضياء بالفوز، و نلتمس له العذر فهو النقابي المعروف لنا وندعوه لوضع يده في يد النقيب رشوان من اجل وحدة الصحفيين واعادة القوة والزخم الي نقابتنا العريقة والمطلوب اعادة روح حافظ محمود وكامل زهيري احمد بهاء الدين وحسين فهمي وعلي حمدي الجمال ويوسف السباعي وغيرهم ,فهي النقابة التي عاصرت احداث مصر ملك و5 رؤساء نجيب وناصر والسادات ومبارك والان مرسي وقبلهم الملك فاروق. المشهد الانتخابي كان راقيا وتميزت حملة النقيبين بالشفافية برغم انها شهدت احيانا استخدام اشاعات الضرب تحت الحزام. الا ان الصحفيين كانوا قد لمسوا علي مدي 8 اشهر من حكم مرسي في 30 يونيو الماضي ان النقابة في مفترق طرق ومعرضة للخطر وان هناك محاولة لشل يدها فكان قرارهم انتخاب رشوان لقيادة النقابة نحو بر الامان بعيدا عن فصيل الاخوان الذي كان يتمني خطفها . صحيح الاخوان اعلنوا ان ليس لديهم مرشحا في النقابة وهذا غير صحيح والصحيح ان قائمة الاخوان معروفة للجميع وتيار الاستقلال معروف للجميع .وفشلت خطة التمكين لديهم في نقابة الصحفيين كما فشلت علي يد ابنائنا الطلاب في الجامعات من خلال انتخابات الاتحادات الطلابية . فالصحافة مهنة ونقابة شهدت في 8 اشهر تحويل العديد من الصحفيين للمحاكم بسبب قضايا رفعتها الرئاسة نفسها تجاوزت كل القضايا التي تعرض لها الصحفيون في كل عهد مبارك، وبدلا من القصاص لشهداء ثورة يناير كانت الخطة يسير لتكبيل الصحافة ومنع كبار الكتاب من الكتابة وتفريغ مضمون المهنية وكرامة الصحفي من معناها. واصبح يتدخل في مسيرة الصحف القومية من لايهمهم وجودها وايضا من لم يقرأوا كتاب بعد تخرجهم من السنة الرابعة في الجامعة والمهم لديهم تصفيتها او بيعها الامر الذي يجعل في احوج وقت لنقابة قوية تحفظ للمهنة والنقابة قامتها وقميتها . الصحفيون ارسلوا منذ مع اكتمال الحضوروبدء الانتخابات عدة رسائل للرئيس في القصر والمرشد محمد بديع في المقطم رفض الدستور واخونة الدولة وان نقابة مصر ستظل منارة الاستقلال والاشعاع وبرز نجم ضياء رشوان بعد حوالي ساعتين من بدء الانتخاب، ويجب ان نذكر هنا ان شباب الصحفيين كان فارس دورة الشهيد الحسيني ابو ضيف و الرقم الصعب في المعادلة التي جاءت بضياء رشوان نقيبا يساندهم شيوخ وحكماء المهنة الذين جاءوا وعلي رأسهم النقيب مكرم محمد احمد ونقيب النقباء جلا ل عارف ليدشنوا الرسالة التي اراد صحفيو مصر ارسالها . واكتمل العرس بالمجلس الجديد بلا عضو واحد للاخوان ليسجل اكثر من رسالة لمصر وشعبها ان الثورة مستمرة .ومن هنا هتف جموع الصحفيين "يسقط يسقط حكم المرشد بالطول بالعرض جبنا الإخوان الأرض". رشوان قال بعد إعلان فوزه "في ظل التحديات التي تتعرض لها المهنة إما أن نكون أو لا نكون، لا ندافع عن أرزاقنا فقط بل ندافع عن أرواحنا ووطننا أيضا". وردد مع الصحفيين الحاضرين هتاف الثورة "عيش حرية عدالة اجتماعية". واليوم النقابة في وضح لاتحسد عليه وسط أزمة مالية في العديد من المؤسسات الصحفية ومشاكل الحصول علي المعلومات ومخاطر العنف في الاحتجاجات السياسية.وما يتعرض له رجال الصحافة من استهداف الاغتيال والاصبة وسط الاحداث وربما ليس مصادفة ما تعرض له الصحفيون امام مبني مكتب الارشاد في المقطم بعد اقل من 24 ساعة من اعلان النتيجة التي بالتأكيد لن تعجب المرشد ومستشاروه الصحفيون الذين كانوا يضعون امامه الحقائق علي طريق السحلب بالمكسرات . امام النقيب اولويات ترتيب البيت وعودة رموز العمل النقابي الي بيتهم بعد ان هجروه الفترة السابقة وسط انباء تشكيل مجالس وهيئات وطنية للاعلام وتهميش كبار الاقلام لصالح الاخوان . كما تتفاقم أوضاع عددا كبيرا من الصحفيين في وسائل الإعلام الحزبية والمستقلة مع تدني الأجور وارتفاع أعباء المعيشة. اقول مبروك للزميل العزيز ضياء ولمجلسه في تجديده النصفي الذي يضم لاول مرة صحفيتين هما عبير السعدي وحنان فكري التي حققت حلمها بنجاح مميز هذه الدورة دورة الحسيني ابو ضيف . وربما فارق الفوز بين فارسا السباق هو نفسه بين مرسي وشفيق في الرئاسة وامام مطالب مهمة يتصدرها اضافة الي التدريب والكادر الجديد ومد سنوات العمل الي عاما65 وتطبيق ميثاق الشرف الصحفي و كشف كل صحفي يخالف قرارات الجمعية العمومية و المطبعين مع اسرائيل . فالتركة التي تنتظرالعزيز ضياء تركة سيئة وهموم مزمنة وبالتأكيد لايملك عصا سحرية لحلها الا بوقفة الجمعية العمومية ومجلس النقابة الجديد والباقي من اجل نقابة نفتخر جميعا اننا ننتمي اليها .