رحل عن عالمنا أمس الأحد الكاتب والمفكر الإسلامي الكبير د.عبدالصبور شاهين، وذلك عن عمر يناهز 82 عاماً، وكان الراحل يعمل أستاذاً متفرغاً بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة، ويعد أحد أشهر الدعاة المسلمين.وشيعت الجنازة اليوم عقب صلاة الظهر اليوم من مسجد عمرو بن العاص.شغل المفكر الراحل العديد من المناصب آخرها منصب أستاذ بقسم الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الملك فهد, وشغل عضوية مجلس الشورى، وكان الفقيد خطيبا لمسجد عمرو بن العاص في القاهرة.ولد عبدالصبور شاهين عام 1928بحي الإمام الشافعي وحفظ القرآن الكريم كاملاً في أحد الكتاتيب ولم يبلغ السابعة من عمره، وبعد انتهاء دراسته الابتدائية في المدرسة الإلزامية في سن الحادية عشرة التحق بالأزهر الشريف، ووتابع دراسته الجامعية بكلية دار العلوم والتي تخرج منها عام 1955 ثم عمل معيدا في نفس الكلية ونال شهادة الدكتوراة عن القراءات الشاذة في القرآن الكريم مثل القراءة بالسبع والأربعة عشر.أثرى شاهين المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات القيمة فله قرابة من السبعين مؤلف، كما ترجم العديد من المؤلفات الفرنسية إلى اللغة العربية، من أشهر مؤلفاته نذكر كتاب أبي آدم الذي أثار ضجة كبيرة بعد أن طرح فيه وجهة نظر جديدة حول خلق سيدنا آدم عليه السلام، هذا إلى جانب العديد من الكتب الأخرى مثل: دستور الأخلاق في القرآن ومفصل آيات القرآن وترتيب معجمي وتاريخ القرآن وموسوعة أمهات المؤمنين وصحابيات حول الرسول.في حوار أجراه مؤخرا الزميل مجد خلف بجريدة الدستور المصرية مع المفكر الراحل تعرض شاهين لمسألة اتهامه بتكفير الكاتب الراحل نصر حامد أبوزيد ، ونفى ذلك إضافة لنفيه تصديه لتفريق نصر عن زوجته، مؤكدا أنه فقط أكد بتقريره أن الإنتاج المقدم لا يرقى إلى درجة أستاذ بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة .أما عن كتابه الذي أثار الكثير من الجدل والذي يحمل عنوان أبي آدم قال المفكر الراحل عبدالصبور شاهين أنه كتبه على مدى خمس وعشرين سنة قضاها في محاولة فهم النصوص التي جاءت في القرآن الكريم؛ وهي قطعية تروي وقائع قصة الخلق، التي صارت تمثل أمام العقل الحديث مشكلة، نتيجة التصادم بين معطيات القصة القديمة ومعطيات العصر الحديث، وكان الهدف من هذا الكتاب التوفيق بين التصوير القرآني والاتجاه العلمي في تصوير الحياة البشرية علي هذه الأرض، ولأن معطيات القصة القديمة استقت أحداثها من مصدر واحد هو ما ورد في العهد القديم وكتب التفسير التي اعتمدت علي الإسرائيليات؛ كان لزامًا علينا أن نحاول تقديم رؤية عقلية تحترم المنطق وتستنطق اللغة من جديد، وتدعم إيمان المؤمنين بما ينطوي عليه كتاب الله عز وجل من أسرار، بعيدًا عن هرطقات بني إسرائيل.وعن ملخص الكتاب قال شاهين بحواره في الدستور أن الإنسان الذي كرّمه الله عز وجل، وأمر ملائكته بالسجود له، هو امتداد لمخلوق واحد قبله هو البشر، وليس كما يقول داروين حلقة في سلسلة تطور القردة، فالله تبارك وتعالي خلق البشر من طين، ثم سواه وصوره ونفخ فيه من روحه، فكان الإنسان هو الثمرة مكتملة الملكات في آخر المطاف، فوجود البشر إنما كان بمثابة المراحل التحضيرية لظهور ذلك المخلوق الذي قضي علي الأرض ملايين السنين بين عوامل التسوية وتحصيل خواص الجمال والكمال بروح من الله الذي قدر له أن يكون سيد الكون، حتي صار جديرًا بحمل أمانة الله علي هذه الأرض، فالإنسان أشرق من سلالة البشر، واكتمل الخلق فجاء آدم، وليس غريبًا أن نتصور أن آدم جاء مولودًا لأبوين، وكذلك جاءت زوجته.