شهد الاحتفال الرسمي الذي نظمه الاتحاد العام لنقابات عمال مصر تحت رعاية المجلس الأعلى للقوات المسلحة، انتقادات حادة للدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الذي غاب عن الاحتفال. وكان اتحاد العمال قد نظم الاحتفالية داخل مركز التدريب المهني بالإنتاج الحربي في مدينة السلام بحضور وزراء القوى العاملة والإنتاج الحربي والصناعة والبترول ومحافظ القاهرة. وشهد الاحتفال هتافات حادة ضد رئيس الوزراء طالبت بإسقاطه مثل «مش عايزينه.. مش عايزين"، «فين شرف ياعمال؟ كلنا هنا لينا سؤال»، وذلك وسط حالة عامة من الغضب دفعت إسماعيل فهمي القائم بأعمال رئيس الاتحاد أن يقول للحضور: إن هذا الاحتفال تم تحت رعاية المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة وبدعوة الدكتور سيد مشعل، وهو ما قابله الحضور بهتافات «يامشير يامشير.. إحنا معاك في التغيير» و«عاش الجيش مع العمال.. ضد الظلم والاستغلال» و«عبد الناصر ياما قال.. خلوا بالكم م العمال». وبمجرد الانتهاء من ذكر آيات القرآن الكريم في بداية الاحتفال بدأ العمال يهتفون ضد وزير القوى العاملة والهجرة ورددوا «اتحاد واحد.. نقابة واحدة.. مش عايزينك.. مش عايزينك». كما شهد الاحتفال خلال تكريم أسر شهداء ثورة 25 يناير حالة من الهرج وعدم التنظيم لأول مرة في تاريخ الاحتفالات الرسمية لعيد العمال، وطالب والد احد الشهداء - أثناء استلامه شهادة التقدير- من البرعي أن يلقي كلمة في الحضور، فسمح له وزير القوى العاملة واصطحبه للمنصة، وطالب الوالد في كلمته بضرورة وضع شهداء الثورة وأسرهم «فوق رؤوس الجميع»، كما طالب بتوفير شقة وفرصة عمل لكل أسر الشهداء، وبعدها صعد المكرمين على المنصة بشكل عفوي لتقديم طلباتهم لوزير القوى العاملة، مما اضطر المنظمين لإلغاء تسليم شهادات التكريم لهم في الاحتفال على أن يتم تسليمها بمقر الاتحاد العام. وخلال الاحتفال، أكد إسماعيل فهمي إن إطلاق الحريات النقابية كان هدفه إعلاء صوت مصر أمام العالم والالتزام باتفاقيات العمل الدولية قائلا: "لكن علينا أن نفرق بين الحرية النقابية والفوضى التي يحاول البعض إشاعتها في صفوف الحركة النقابية"، وهو ما تعالت معه أصوات الحضور، مرددين "مش عايزينها فوضى..اتحاد واحد.. نقابة واحدة". كما فهمي طالب بضرورة إيجاد آلية لمتابعة أحوال العاملين وسير العمل للشركات التي تمت خصخصتها، والانتهاء بشكل سريع من وضع حد أدنى للأجور ليكفل حياة كريمة للمواطنين مع زيادة الإنتاج وتفعيل تشغيل ذوي الاحتياجات الخاصة في الشركات، ومواجهة العشوائية في التدريب. واضطر الدكتور أحمد البرعي وزير القوي العاملة لعدم استكمال كلمة رئيس الوزراء التي كان من المفترض أن يلقها نيابة عنه وقام بارتجال كلمة أخرى قال فيها: إنه يقدر كل أعضاء الاتحاد ومجالس النقابات العامة وتربطه بهم علاقة طيبة. وأكد أن الحكومة عازمة على إقرار حد أدنى للأجور في أقرب وقت ممكن، ولابد- على حد قوله- من إقرار هذا الحد بشرط زيادة الإنتاج. وعقب الانتهاء من الاحتفال توجه النقابيون إلى قبر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر للتأكيد على تمسكهم بمبادئ ثورة يوليو التي اعتبروا أن ثورة يناير امتدادًا لها، وتكريمًا لروح الرئيس الراحل الذي استن سنة الاحتفال كل عام بعيد العمال.