شنت الجماعة الإسلامية هجومًا شرسًا على رجل الأعمال نجيب ساويرس ووصفته بأنه يجاهد ويبذل كل ما يملك من طاقة وجهد- منذ بدايات الثورة وإلى اليوم- لكي لا ترى مصر النور، ولكي تعود مرة أخرى لظلام الاستبداد السياسي وحكم الحزب الواحد والانفراد بالسلطة، على حد وصفها. واعتبرت الجماعة، في التقرير الذي نشرته اليوم عن نجيب ساويرس، أنه أخطر من فلول النظام السابق وأعضاء الحزب وثلة الفاسدين المنتفعين، وقالت: إنه يدعي بإيمانه بالليبرالية والحرية والعلمانية؛ محاولا بهذه الادعاءات أن يقوم بإنزال الإسلاميين من حافلة الديمقراطية التي انطلقت في ربوع البلاد بحجة أن الإسلاميين سوف يحتكرون كرسي القيادة لأنفسهم ولن يتركوه أبدا لغيرهم. وأكد التقرير أن ساويرس يقوم الآن بحرب شرسة لا هوادة فيها بغرض تشويه صورة الإسلاميين لتخويف المصريين منهم وتصويرهم على أنهم وحوش ضارية ستقطع آذان وأيدي الناس، وستلاحق غير المحجبات وستهدم الأضرحة وتفجر الآثار وتمنع السياحة وتفرض الجزية على الأقباط، وتحرم الفنون والمسرح والسينما والرياضة، وستحول البلاد إلى مآتم كبير. وقالت الجماعة : إن ساويرس وأجهزة إعلامه التي توغلت في مصر تتبع المنطق نفسه في الخداع والتخويف للمجتمع المصري والمجتمعات الغربية واستخدامهم كفزاعة لإثارة الرعب والفزع من دولة دينية أسطورية لا وجود لها إلا في مخيلتهم المريضة في سبيل التفرد بالحكم وترسيخ الاستبداد. وكشفت التقرير عن أن ساويرس كان يقوم بدور التنظير والتمويل في فترة ما بعد الثورة في حالة الاستقطاب الحاد الذي شهدها المجتمع المصري والتي مهدت السبل لثورة مضادة، وعبرت عن استغرابها من أن الرجل أعلن في المؤتمر التأسيسي للحزب أن الهدف هو مواجهة جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين والجماعة الإسلامية وإقصائهم من الحياة السياسية؛ لأنهم لا يومنون بالليبرالية ويكفرون بالعلمانية، ولموقفهم من المرأة والأقباط ولخلطهم بين الدين بالسياسة أو لغير ذلك من الأسباب. ووصف التقرير ذلك بأنه بداية لنظام شمولي جديد لأنه المعنى الوحيد لهذه التصريحات هو الإقصاء بما يعني الشمولية. كما كشف التقرير عن أن الوكلاء المؤسسين للحزب هم شخصيات لهم علاقة بالنظام الحاكم السابق ووثيقي الصلة بحسني مبارك. وفي نهاية التقرير أكدت الجماعة أن حزب ساويرس ليس مجرد حزب يريد المشاركة، بل يسعى بالقوة والمال والإعلام وخبرات النظام السابق لفرض المنهج الإقصائي الشمولي بديلاً عن الديمقراطية الحقيقية التي يحلم بها المصريون.