سئل أحد الشيوخ قديماً عن ماهو الحكم إذا تبول كلب على جدار أحد المنازل فرد الشيخ بثقة يجب ان يتم هدم العقار وبنائه سبع مرات لكون بول الكلب نجس... ولما سئل بعد ذلك عن نفس السؤال وكون التبول للكلب على جدار منزله فرد بهدوء وثقة قليل من الماء يطهره.... وهكذا صار حالنا فى مصر ... فعندما طالب دكتور الجنزورى أثناء رئاسته للحكومة المصرية بعد الثورة الأقتراض لتسيير الأمور فى البلاد فى ظل التخبط والحالة المتردية للوض الأقتصادى وتوقف الحياة فى مصر لفترة ليست بالقليلة رفض طلبه وهاجمه الجميع وخاصة حزب الحرية والعدالة و جماعة الأخوان المسلمين وكذلك أعضاء مجلس الشعب وهاجت الدنيا واتهموه بالفشل بالعجز وعدم وجود برنامج واضح للحكومة وسبل انفاق هذا القرض وكلام كتير وعراقيل وضعت فى طريقه لمنع الحصول على القروض وتداولات الأحاديث و التبريرات بأن ذلك سيزيد من الأعباء والديون على البلاد...... اما الأن حزب الحرية والعدالة يبارك ويؤيد مرسى وقنديل فى الحصول على قرض البنك الدولى ويسوقون الحجج والبراهين لتبرير اهمية القرض للنهضة باقتصاد البلاد ...ونفى صفة الربوية عن القرض وان نسبة 1% ليست إلا مصاريف إدارية وليست فائدة ولاربح ولادياولو واللافت للنظر اأن الرئيس مرسى تحصل على قرض من الصين وقدرة 200 مليون دولار ناهيك عن منحة محترمة مالية 450 مليون يوان صينى لاترد ... ومنحة عينية عبارة عن 300 سيارة شرطة لمصر مساهمة من الصين ومساعدة للشعب المصرى ونتساءل أين ذهب مشروع النهضة ( برنامج الرئيس الانتخابى ) والذى تم على أساسه إنتخاب الرئيس محمد مرسى... حفظنا الكثير منه كما نحفظ النشيد الوطنى ... أول 100 يوم ستحل مشاكل عديدة أهمها القضاء على النظافة وحل مشكلة المرور ومشكلة الخبز لاطوابير بعد الأن... توفير أنابيب البوتاجاز وإستعادة الأمن للشارع المصرى..... وعلى المدى الأبعد تحويل إقتصاد مصر من إقتصاد ريعى يقوم على الجباية وتحصيل الضرائب والإقتراض الداخلى والخارجى إلى إقتصاد إنتاجى ..ولما لا ونحن نملك كل عوامل الإنتاج والنجاح موانى عديدة بالاسكندرية والسويس ودمياط وغيرها ... أراضى زراعية موجودة.. المياة فى نهر النيل والمياة الجوفية.... حكومة الجنزورى كانت فاشلة لأنها ليست لها معالم ومتخبطة ... فماذا عن حكومة قنديل ؟ أين برامجها التنموية.؟.. ولماذا وبسرعة فائقة حصلت على قرض الصين وقبلت قرض صندوق النقد الدولى ... أشعر بإننا نسير فى طريق ضبابى غير واضح المعالم ... ونسير على نفس خطى نظام مبارك الاقتصادى الفاشل الذى كان يعتمد على القروض الداخلية والخارجية وفرض الضرائب وإهمال الإنتاج .. أين مشروع النهضة ؟ أين البرامج والدراسات ....أين مشروعاتكم الإقصادية العظيمة التى حلمنا بها وحديثكم إنهاستحدث ثورة إقتصادية هائلة لمصر.. ام إنكم مثل سابقيكم كلامكم معسول وحلو ... كلام فقط وبدون فعل وعمل وتحقيق نتائج ... واذكركم بقول الله تعالى فى القران الكريم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ، كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ): اعتقد ان الرئيس مرسى وجماعة الإخوان لم يكونوا على علم كاف بأحوال البلاد ولا بالأشياء التى من الممكن تخرج البلاد من عثرتها .... بل جاءوا بالأحلام الطيبة والنية الصادقة المخلصة فقط ولم يتسلحوا بالدراسات ولا بالبرامج .. وهكذا دائما الحال بالنسبة لمن هم على الشاطىء يشاهدون السباحة يرددون السباح يعوم بطريق خطأ وبطيئة وكان لابد من أن يفعل كذا وكذا... وعامة المصريين يقولون عن هذه المواقف جمل جميلة ورائعة ومعبرة مثلاً.. (بلسانى اعمل طرازنى).....وكل اللى على البر عوام...