شعب مصر يدعو الله مستجيرا أن يختار له الرئيس ، مجتمعى الصغير هو حجر الأساس لشعبى الكبير، أسرتى هى اللبنة فى بيتنا الكبير مصر هل فِكْرُ جيل عمره ثلاثون عاما ساد خلالهم القهر المُقَنًعْ والفقروالبطالة والفساد والذل والجهل كفيل بأن يختار الرئيس ؟؟؟ لابد أن يؤثر ذلك على الإختيار .... فلسنا كلنا شرفاء نزيهون أصحاب مبادىء وفضيلة ودين وهذا نتاج الفساد فيما مر من سنين فنحن فى أزمة حقيقية الله المنجى والمغيث وحده منها ..... وإن إختار الشعب بجيديه وسيئيه ؟؟؟ ماذا بعد إختيار الرئيس ؟؟؟ لما الخوف ومما ؟؟؟ وما الحل ؟؟؟ أبت الأسرة المصرية الصغيرة الأصيلة إلا أن تشارك فى إنتخابات رئيسها ،،، فبالرغم من إختلاف إختياراتها .... إلا إن كل الأسر خرجت لتدلى بصوتها... كل فى مكان إنتخابه ،،، وتقدمت مصر بكل فئاتها .... لتختار رئيس مصر . كانت الحوارات السياسية بين المنتخبين فى كل مكان ‘ فى العمل فى المقر الإنتخابى فى الشارع حتى فى مترو الأنفاق كان الكل يعرض وجهة نظره ومنهم من يناقش بحدة لإختيار رئيس بعينه وأنه هو الأكفأ... فرحت لحواراتهم وشاركت معهم ولكنى حزنت بعد تأمل وبدأت أشعر بخوف حقيقى على مصر لما رأيت من تشتت فى الفكر وفرقة فى التوجهات والنزاعات الغير بناءة على الإطلاق . تعالوا نتأمل لماذا الخوف ؟؟؟؟ الأسرة الصغيرة ما هى إلا ... لبنة البيت الكبير... لبنة مصر .... فهى حجر الأساس لبيتها مصر .... وكما قال رسولنا محمد الصادق الوعد الأمين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وزوجه وسلم (المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ) و ( مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) فإن كان الإختلاف فى الأسرة الواحدة لإختيارها للرئيس إلى هذا الحد من التشتت الفكرى والسياسى فى اللبنة الواحدة فما الحال ببقية البيت فإن التصدع سيصيب البيت كله فيصبح بيتا مهددا ضعيفا آيلا للسقوط وهذا هو مراد أعداء مصر بل أعداء الأمة العربية كلها فلنرى ماذا فعلوا الأعداء ليصلوا إلى هذه النتيجة ؟؟؟وبماذا ساعدناهم ؟ أثاروا الفتن بين الديانات، وقلبوا الإسلام رأسا على عقب ، وضيعوا السنن والأحكام وعطلوا الحدود ، وأحيوا البدع كلها ،ففعلت فينا السياسة فعلها الفاتك ففرقت كلمتنا وأزالت وحدتنا ومجدنا . فصرنا خصوما متباعدين ، بعد أن كنا إخوانا متحابين واشتغلنا بالحروب الداخلية عوضا عن دفع خصومنا وأعدائنا . فنحن فى أزمة حقيقية فلابد لنا من التوحد وجمع الكلمة وضم الصفوف والتقارب دينيا .... فصدق الشاعر عندما قال : تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا * وإذا افترقن تكسرت آحادا والعالمون منكم والعارفون بأهداف الإستعمار يعلمون كل العلم أن تجزئة الأمة أعظم وسيلة تمسك بها المستعمرون للاحتفاظ بسلطتهم . قلت لنفسى لننتبه ماذا بعد إختيار الرئيس ؟؟؟ كلنا دعونا الله مستغيثون أن يساعدنا فى الإختيار ولكن عندما يقع الإختيار ما الواجب علينا ؟؟؟ حل الأزمة .... لابد أن نسمع لصوت العقل الصوت الواعى الواعظ بأن نتعامل كشعب راقى ..... وأن يتبلور دور الأزهر وعلمائه والإعلام والسياسيين والمفكرين والحقوقيين والعلماء بالتعاون جميعا ..... لعرض مطالب الشعب التى تضمن له حقوقه كاملة ثم نأخذ الضمان الكافى لتحقيقها لقيام دولة مصرية ديمقراطية مستقلة وبما لا يدع فرصة لحدوث نزاعات أو فرقات بيننا مرة أخرى .... وعندها تكون الطاعة واجبة .... عندها .. لابد أن نسمع لكلام الله الحق المدبر فهو الفيصل وليس بعده كلام فلنأخذ به ...... على أهل البلاد الطاعة الواجبة لولى الأمر ... الذى إخترناه بإرادتنا وفى نزاهة إنتخابية ليس لها مثيل ..... وعلى الحاكم أن يتقى الله فى شعبه ويحتويه ويسهر على تحقيق مطالبه وإحتياجاته بما يحقق العدالة .... كفانا نزاع تناحر كفانا إنشقاق ولكن لابد أن نعلم أيا كان الإختيار فهذا قرار شعبنا الذى أغلبه جيلنا بكل ميزاته وعيوبه بكل ماتركه لنا نظام الحكم السابق من خير وشر. ماذا نفهم من أقوال علماء الدين فى مثل هذه المصائب التى تقع فيها البلاد ::: *** قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله : كما إن ولاة الأمر من الأمراء والسلاطين ( يقصد حكام البلاد ) يجب احترامهم وتوقيرهم وتعظيمهم وطاعتهم حسب ماجاءت به الشريعة لأنهم إذا أحتقروا أمام الناس وهون أمرهم ضاع الأمن وصارت البلاد في فوضي ولم يكن للسلطان نفود ولا قوة . فهذان الصنفان من الناس : العلماء والأمراء إذا أحتقروا أمام أعين الناس فسدت الشريعة وفسدت الأمن وضاعت الأمور وصار كل إنسان يري أنه هو العالم وكل إنسان يري أنه هو الأمير فضاعت الشريعة وضاعت البلاد ولهدا امر الله تعالي بطاعة ولاة الامور من العلماء والامراء فقال ((ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه الي الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا )). ونضرب لكم مثلا :إذا لم يوقر الأمراء والعلماء : فإن الناس إذا سمعوا من العالم شيئا قالوا :هذا هين قال فلان خلاف ذلك . او قالوا:هذا هين هو يعرف ونحن نعرف كما سمعنا من بعض السفهاء الجهال انهم ادا جودلوا في مسألة من مسائل العلم وقيل لهم :هدا قول الامام احمد بن حنبل او هدا قول الشافعي او قول مالك او قول ابي حنيفة او قول سفيان او مااشبه ذلك قال :نعم هم رجال ونحن رجال... لكن فرق بين رجولة هؤلاء ورجولة هؤلاء ... من أنت ؟؟؟؟ حتي تصادم بقولك وسوء فهمك وقصور علمك وتقصيرك في الاجتهاد وحتي تجعل نفسك ندا لهؤلاء الأءمة رحمهم الله ؟ فإذا إستهان الناس بالعلماء كل واحد يقول :أنا العالم أنا النحرير انا الفهامة انا العلامة انا البحر الذي لا ساحل له وصار كل يتكلم بما شاء ويفتي بما شاء ولتمزقت الشريعة بسبب هدا الذى يحدث من بعض السفهاء . أما أن نريد أن تكون أمراؤنا كأبي بكر رضي الله عنه وعمر وعتمان وعلي رضي الله عنهم اجمعين فهذا (لا يمكن )لنكن نحن صحابة او متل الصحابة حتي يكون ولاتنا متل خلفاء الصحابة ........ أما والشعب الآن أكثرهم مفرط للواجبات وكثير منتهك للحرمات ثم يريدون أن يولي الله عليهم خلفاء راشدين (فهذا بعيد)لكن نحن علينا أن نسمع ونطيع وإن كانوا هم أنفسهم مقصرين فتقصيرهم عليهم (عليهم ماحملوا وعلينا ماحملنا ...... فاذا لم يوقر العلماء والأمراء ضاع الدين والدنيا . *** قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : لا يجوز منازعة ولاة الأمور ولا الخروج عليهم الا أن يروا كفرا بواحا عندهم من الله فيه برهان وماداك الا لأن الخروج علي ولاة الامور يسبب فسادا كبيرا وشرا عظيما فيختل به الامن وتضيع به الحقوق ولا يتيسر ردع الظالم ولا نصرة المظلوم وتختل السبل ولا تأمن فيترتب علي الخروج علي ولاة الامر فساد عظيم وشر كبير الا اذا رأي المسلمون كفرا بواحا عندهم من الله فيه برهان((( فلا بأس أن يخرجوا علي هذا السلطان لإزالته إذا كان عندهم قدرة أما إذا لم يكن عندهم قدرة فلا يخرجوا أو كان الخروج يسبب شرا أكتر فليس رعاية للمصالح العامة والقاعدة الشرعية المجمع عليها (((أنه لا يجوز إزالة الشر بما هو أشر منه بل يجب درءه بما يزيله ويخففه ))) وأما درء الشر بشر أكتر فلا يجوز بإجماع المسلمين . بتأمل الموقف كله وأقوال العلماء والفقهاء خرجنا بحلول وتوصيات لأنفسنا للم الشمل *** فعلينا نحن الشعب بثلاثة أمور : 1- أن نستغيث بالله فنعود إلى كلامه ونتأمله ونعمل به وأن ننصت لرجال الدين والعلماء والحكماء والسابقين 2- الإلتزام بأمر الله وتقبل الرئيس الجديد والثقة به بعد أخذ الضمانات كاملة لتحقيق مطالبنا ... وإعطائه الفرصة ليثبت لنا جدارته ،،، 3 - تعاوننا وإتحادنا لنلم الشمل لبناء البيت الذى نعيش فيه جميعا. *** وعلى راعى مصر الجديد ثلاثة أمور: 1 - يتقى الله فينا ويكون أمينا على ما خلفه الله فى الأرض ، 2 - يحتوى شعبه مسلميه ومسيحييه ... ويعيد له أمنه وأمانه و كرامته داخليا وخارجيا .... 3 - يحقق طلبات شعبه وينهض بالأمة دينيا وعلميا . *** على الأزهر الشريف وعلمائه : 1- أن يظهر مكانته وثقله للوجود فمصر فى أشد الإحتياج للعلماء الأمناء من رجال الدين للنهوض بمصر دينيا وعلميا فى كل المجالات. 2- أن يكون له دورا فعالا داخليا وعربيا وعالميا نلمسه جميعا ليساعد فى قيادة الأمة وتوجيهها والأخذ بيدها فى أزمتها. على المجلس العسكرى : 1- الحفاظ على وحدته التى هى وحدة الوطن وحراسة وإحتضان الثورة التى انتصرت بمعاونته فالجيش والشعب كالماء والهواء. 2- الحياد التام فى إختيار الرئيس والحفاظ على الأمن خارج وداخل البلاد كما عهدناه حتى يختار الله لنا الرئيس الجديد . ولكى ننهض بنواة مصر فلا يصح إلا الصحيح على رب كل أسرة مصرية مسلمة أو مسيحية : أن يوجه ويزرع فى أسرته الإنتماء وأصالة تقاليدنا وعاداتنا ومبادىء الدين التى زرعها فينا أباؤنا وأجدادُنا لأن الأسرة المصرية ببساطة شديدة هى عماد البيت الكبير هى بناء مصر ومستقبلها. وإن لم نفعل فنحن سنقدم أنفسنا فريسة سهلة وعلى طبق من ذهب .... ليلتهمها كل من يتربص لمصر .... وذلك ببساطة نتيجة إختلافاتنا وخلافتنا وعدم إتحادنا . فالحل الوحيد هو الإتفاق الأجمع على مصر جديدة برضا كل الأطراف .... ثم الرضا بالرئيس الجديد الذى تختاره الأغلبية ...و أن نتقى الله فى أنفسنا ونطيعه ونستعد بالإتحاد لبناء مصرالجديدة بعد إسترداد حريتها فى ظل فرحة إختيار حر كان قدوة للعالم أجمع والله معنا برحمته وعزه يؤيدنا وينصرنا .