«المحاربين القدماء وضحايا الحرب» تُكرم عدداً من أسر الشهداء والمصابين    مناقشة مشروعات تخرج طلاب الإذاعة والتليفزيون ب«آداب كفر الشيخ»    توافد الراغبين فى التصالح على مخالفات البناء بالبحيرة    السيسى ينتصر للعمال وتحسين الأوضاع الاجتماعية    «معركة الأصوات».. كينيدي يطلب مناظرة ترامب قبل انتخابات أمريكا 2024    خبير: إسرائيل تحاول التسويق بأن العمليات في رفح محدودة    بوتين: 90% من المدفوعات في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي تتم بالعملات الوطنية    الأهم من القرار الرائع    توت عنخ آمون يتوج بكأس مصر للسيدات    الإفتاء تكشف عن موعد هلال ذي القعدة    المهن التمثيلية تنعي وفاة والدة كريم عبدالعزيز.. وتعلن مكان العزاء    «الأخبار» تضىء الشمعة 79 للروائى الكبير جمال الغيطانى    دعاء الامتحان الصعب.. ردده قبل دخول الامتحان    بعد قرار "أسترازينيكا" سحب لقاح كورونا.. استشاري مناعة يوجه رسالة طمأنة للمصريين (فيديو)    محلل سياسي: «الجنائية الدولية» تتعرض للتهديد لمنع إصدار مذكرة اعتقال لنتنياهو    «فلسطين» تثني على اعتراف جزر البهاما بها كدولة    لفترة ثانية .. معلومات عن سحر السنباطي أمين المجلس القومي للطفولة والأمومة    محافظ أسوان: مشروع متكامل للصرف الصحي ب«عزبة الفرن» بتكلفة 30 مليون جنيه    وزير الرياضة يفتتح النسخة الثالثة من القمة العالمية للقيادات الشبابية الإعلامية    «التجارية البرازيلية»: مصر تستحوذ على 63% من صادرات الأغذية العربية للبرازيل    السجن 5 سنوات لنائب رئيس جهاز مدينة القاهرة الجديدة بتهمة الرشوة    أسعار الأضاحي في مصر 2024 بمنافذ وزارة الزراعة    وزير التعليم مناقشا لرسالة ماجستير ب تربية الزقازيق .. صور    حسن الرداد يكشف عن انجازات مسيرته الفنية    مرصد الأزهر يحذر الشباب من الاستخدام العشوائي للذكاء الاصطناعي    أمين الفتوى يوضح حكم وضع المرأة "مكياج" عند خروجها من المنزل    كيف أبر والديّ؟ خالد الجندي : يسقط في هذه الحالة    «اسمع واتكلم».. المحاضرون بمنتدى الأزهر يحذرون الشباب من الاستخدام العشوائي للذكاء الاصطناعي    وكيل وزارة الصحة بالشرقية يتفقد مستشفى الصدر والحميات بالزقازيق    تقديم رياض أطفال الأزهر 2024 - 2025.. الموعد والشروط    "عليا الوفد" تلغي قرار تجميد عضوية أحمد ونيس    مناقشة تحديات المرأة العاملة في محاضرة لقصور الثقافة بالغربية    رئيسة المنظمة الدولية للهجرة: اللاجئون الروهينجا في بنجلاديش بحاجة إلى ملاجئ آمنة    كريستيانو رونالدو يأمر بضم نجم مانشستر يونايتد لصفوف النصر.. والهلال يترقب    «تويوتا» تخفض توقعات أرباحها خلال العام المالي الحالي    «القاهرة الإخبارية» تعرض تقريرا عن غزة: «الاحتلال الإسرائيلي» يسد شريان الحياة    المشدد 10 سنوات لطالبين بتهمة سرقة مبلغ مالي من شخص بالإكراه في القليوبية    أحدثهم هاني شاكر وريم البارودي.. تفاصيل 4 قضايا تطارد نجوم الفن    11 جثة بسبب ماكينة ري.. قرار قضائي جديد بشأن المتهمين في "مجزرة أبوحزام" بقنا    يوسف زيدان عن «تكوين»: لسنا في عداء مع الأزهر.. ولا تعارض بين التنوير والدين (حوار)    «8 أفعال عليك تجنبها».. «الإفتاء» توضح محظورات الإحرام لحجاج بيت الله    فرقة الحرملك تحيي حفلًا على خشبة المسرح المكشوف بالأوبرا الجمعة    تعرف على التحويلات المرورية لشارع ذاكر حسين بمدينة نصر    رئيس قطاع التكافل ببنك ناصر: حصة الاقتصاد الأخضر السوقية الربحية 6 تريليونات دولار حاليا    تعمد الكذب.. الإفتاء: اليمين الغموس ليس له كفارة إلا التوبة والندم والاستغفار    الزمالك يكشف مفاجآت في قضية خالد بوطيب وإيقاف القيد    ذكرى وفاة فارس السينما.. محطات فنية في حياة أحمد مظهر    صحة المنيا تقدم الخدمات العلاجية ل10 آلاف مواطن فى 8 قوافل طبية    صالح جمعة معلقا على عقوبة إيقافه بالدوري العراقي: «تعرضت لظلم كبير»    مصرع سيدة صدمها قطار خلال محاولة عبورها السكة الحديد بأبو النمرس    محافظ كفر الشيخ: نقل جميع المرافق المتعارضة مع مسار إنشاء كوبري سخا العلوي    لمواليد 8 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    ضبط قضايا اتجار في العملة ب12 مليون جنيه    الصحة: فحص 13 مليون مواطن ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة    سيد معوض: الأهلي حقق مكاسب كثيرة من مباراة الاتحاد.. والعشري فاجئ كولر    إعلام فلسطيني: شهيدتان جراء قصف إسرائيلي على خان يونس    «النقل»: تصنيع وتوريد 55 قطارا للخط الأول للمترو بالتعاون مع شركة فرنسية    رئيس إنبي: نحن الأحق بالمشاركة في الكونفدرالية من المصري البورسعيدي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحزان الأفاعي.. الحزب (4)
نشر في المراقب يوم 13 - 02 - 2012


الفصل الحادى عشر
ارتفعت انفاسهاوبرقت عيناها وقالت لا استطيع ان امنع نفسى من الوقوع فى غرامك وانا اعلم ان العلماء قالوا لا يقع فى الحب غير الساذج لكن القدر قد قدر لنا ان نلتقى كما يلتقى النيل بالبحر ويصب فيه . ابعث لى بنورك فانا كرهت الظلمات نعم انا كرهت الظلمات فان الحياة ليس علم وعمل وفكر الحياة حب والحب هو مايدفع الانسان الى العمل والفكر والعلم فهيا اقترب منى اكثر واملاء حياتى بنورك فانا لا استطيع ان اعيش مرة اخرى فى الظلمات . تعلو انفاسها وتلتقى مع انفاسه وهو يمطرها بالقبلات وهى مستسلمة وتنظر الى عينيه وتحاور نفسها وتتذكر مااحدثه فى حياتها من تغيير وكيف سيطر علي عقلها وتمضى مع نسمات العشق وسكراته وهى تحاول ان تجد فى عقلها شئ تقدمه له . استرخى بجوارها فامسكت بيده ووضعتها على صدرها ومضت تحاور عقلها مرة اخرى ومازالت تحاول ان تجد ماتستطيع ان تقدمه له وهى تطرح فى راسها الاسئلة لقد اصبح الطاهر يمتلك القدرة على التحاور وبناء العلاقات لقد كسر الخوف من الاقدام على طرح الفكر وابداء الراى لقد اصبح يملك المعرفة وهذا كل ما املكه مايمكن ان تقدميه يا جمالات الى الطاهر لم تجد فى عقلها شئ تقدمه له غير انها قررت ان تبنى له جسر مع اصدقائها فى المغرب العربى وبلاد الشام . نعم لقد اصبح الطاهر يملك المعرفة ولكن لكى يجد للمعرفة طريق يتواصل به مع المستقبل فلابد من المال نعم المال والمال مع الاصدقاء وهم يريدون بناء جسر معنا . نهضت ومضت الى صالة الشقة وجلست مع نفسها ومازالت تملكها الحيرة ومازالت تدور فى راسها الاسئلة بينما هو مسترخى على السرير وخيم عليه الارهاق فخلد الى النوم . عادت جمالات الى السرير ونظرت الى الطاهر وقبلته واسترخت بجواره ومضت تفكر حتى غلبها النوم اشرقت الشمس ونهضت جمالات من نومها واعدت الطعام ونادت على الطاهر الذى جلس بجوارها يرسم على وجهه الابتسامة ومضى يناولها الطعام فى فمها وهو ينظر الى عيناها الشارده وهو ميقن انه اصبح يمتلكها ويسيطر على عقلها فينتظر منها المزيد لكنه يخاف ان يفصح لها عن رغباته بينما هى فى حالة صراع مع النفس تبحث كيف يمكنها ان تحافظ عليه ؟ كيف تجعله يستمر معها ؟ قاطعت صمتها وصمته وقالت سائلة كيف تمضى بك الايام؟ نظر اليها وهو يرسم علامات الاستغراب الشديد على وجهه وقال : بل قولى اللحظات فانا اعيش الحياة لحظات من السعادة والايام اصبحت سنوات من اجمل سنوات عمرى ثم امسك بيدها وقبلها . قالت بشئ من الارتباك : هل انت سعيد معى؟ قال : لا .... بل قولى هل انتى سعيدة معى ؟ هل انا جدير بك ؟ كيف طاوعك عقلك واطلقتى من لسانك سؤال مثل هذا ؟ قالت : كلما نظرت فى عينيك اشعر اننى مقصرة معك اشعر اننى لم اقدم لك شئ وانت تملا حياتى بحبك . قاطعها قال : ان كنت قد قدمت لكى حب فهو من حبك الذى ملاء قلبى فلا يستطيع ان يقدم انسان حبه وقلبه لانسان دون ان يكون مااخذ اكثر مما قدم له فلن استطيع ان اعوضك عن عطائك لو عشت الف عام لا استطيع ان اوفى بما اخذت فلا تدعى العقل يعبث بكى فانا اعيش فى لحظات من السعادة والشمس والقمر والارض والطيور كل شئ يشعر بالسعادة التى اشعر بها ثم نهض وقبلها وقال :والان اليس علينا ان نمضى الى دمياط كى ننتهى من الاعداد لمناصرة احمد سامى فان المؤتمر العام اقترب ونحن ام ننتهى من كل المهام . ابتسمت وقالت : نعم لكن هناك شئ مهم اود ان اتحدث معك فيه عن بعض الاصدقاء فى المغرب العربى . ابتسم وقال : هل حدث شئ لهم هناك ؟ قالت : لا انهم جميعا بخير ولكن هناك امر مهم قمنا بالبحث فيه ولم نجد سواك تقوم به فابتسم وقال : لابد ان هناك امر كبير ؟ ابتسمت وقالت : ليس بالحجم الذى تتصوره لكن كل ما فى الامر انهم يريدونه تنشيط الدور القومى الناصرى فى مصر وانت تعلم مابينهم وبين مصر من خلاف منذ اتفاق السادات مع اسرائيل وان العلاقات اصبحت شبه منقطعة بيننا وبينهم وهم الان قلقون مما يحدث فى الوطن العربى ومصر بالذات حيث يشعرون ونشعر معهم ان هناك غزو ثقافى واقتصادى وخاصة بعد تزايد دعاه التطبيع ومن ناحية اخرى تزايد المد السلفى وتنشيط الجماعات الاسلامية ذات الميول الوهابى اللذين يسعون الى تدمير الكيان الجمهورى والعمل على قيام خلافة اسلامية ف مصر مثل ما حدث فى ايران . ابتسم الطاهر وقال : كل هذا متفقون عليه ونعلمه ونحذر منه ى كل مكان لكن هؤلاء الاسلاميون الجدد يملكون اليات للعمل نحن لا نملكها فهم معهم المال والدين ودعاة التطبيع معهم الاعلام والمال ايضا ونحن لم يتبقى لنا غير الموروث الناصرى والقليل من اصحاب الفكر الثورى والمناضلون اللذين يجاهدونللتصدى لهؤلاء وان كان اغلب قد استسلم ورفع الراية منذ ايام السادات وتركوت الفكر والعمل النضالى واهتمو بحياتهم الخاصة دون الاخرون وذلك بعد ان ضيق الخناق وكل ابواب العمل واصبحت المعرفة والفكر الثورى الناصرى القوى لا يمثل شئ بدون قوة بشرية واقتصادية ترعاها وتحميه . قالت جمالات مقاطعة : وهذا مربط الفرس . نعم فان المعرفة نصف القوة والمال النصف الاخر ومن هنا جاءت فكرة وبحث الاخوة فى المغرب العربى مساندة ابناء التيار الناصرى فى مصر لكى تساعدهم على عودة المشروع الثورى القومى وبناءه من جديد ولذلك هم رشحوك انت لتكون وسيط بينهم وبين ابناء التيار .نظر الطاهر نحو جمالات وهو يرسم الاستغراب على وجهه وقال : انا !!! كيف يحدث ذلك ؟ من اكون من ابناء التيار حتى اكون وسيط بينهم وبين الرفقاء فى الوطن العربى اين انا من بين كل هؤلاء ؟ لقد وقع الاصدقاء فى الاختيار الخطا قالت : انها فرصة لك تحقق من خلالها احلامك وفكرك تجاه بناء المشروع القومى وستكون حافز لك فى التحرك فى المحافظات لتكوين مجموعات من ابناء التيار وتساعد من يملك الفكر فى طرح فكره فى مؤتمرات وندوات ونستطيع ايضا ان نقوم بدورات تثقيفيه وكل هذا يحتاج اموال كثيرة وبجانب ذلك سوف تحتاج الى تلك الاموال فى تاسيس الحزب . قال الطاهر : كيف يحدث ذلك والكل يعلم انى لا امتلك شئ وان فعلت هذا سوف اجد نفسى فى قبضة الامن متهم بتلقى اموال من الخارج ومن دول هى الان فى عداء مع مصر . قالت : كيف يصل لهم ذلك من يعلمهم بانك تاخذ اموال من احد ؟ ان كل شئ سيتم فى الخفاء وهذا امر بسيط علينا وعليهم ولقد ساعدناهم نحن فى الماضى فى بناء ديوانهم وفى تثقيف وتعليم كل ابناء التيار فى الوطن العربى باكمله حاول دائما ان تتذكر اننا قدمنا الرجال والسلاح كى نحافظ على كرامة هؤلاء وذلك بجانب المال وما يقدون هم على فعله الان نحن سبقناهم فيه . قاطعها الطاهر وقال انك تتواصلين مع كل هؤلاء منذ من بعيد ولم تفكرى فى تعاون مثل هذا وان كنت تفعلين ذلك الان فانا اعلم انه من اجلى وانا لا احتاج الى مال . قاطعته وقالت ان كان هذا من جلك فانا لا انكر ولكن هو فى الاصل من اجل كل ابناء التيار والتصدى للعدو فنحن نحتاج الى المال لكى نبنى جدار قوى من المناضلين . قاطعها الطاهر وقال سوف نعيد بناء المشروع بالمخلصين وما خططنا له ينفذ امام عيوننا الان فعندما نعيد احمد سامى الى مكانه سيكون رسول لنا عند النظام وسوف يعمل على اقناعهم باعطائنا الحزب وعندما يكون لدينا الحزب سنتحرك منه ونتصدى بشكل اقوى الى كل تلك الجماعات ودعه التطبيع وسنكون درع نحمى الوطن بجوار النظام حتى تاتى فرصتنا ونجمع قوتنا اكثر ونقدم للناس البرنامج الجيد الذى من خلاله نصل الى ما نريد دعكى من كل هذا فلدينا سفر طويل وسفر شاق فى دمياط ولو امتلكنا بعض الوقت فلنذهب الى شمس الدين صبحى ونقف بجواره فى حملته فى انتخابات البرلمان فان شمس الدين رجل ناصرى سوف نحتاج اليه فى بناء الحزب . ابتسمت جمالات وقالت اتعلم ياطاهر ان شمس الدين يمول حملته الانتخابية من خلال اصدقائنا فى المغرب العربى . نظر الطاهر اليها وقال وما يريدون مه فى المقابل ؟ صمتت جمالات لحظات ثم ابتسمت وقالت لا شئ غير ان يكون داخل البرلمان ويتصدى لمن يريدون تهميش وتدمير دور مصر والوطن العربى وتدمير دور الزعيم فى الوحدة العربية . قال الطاهر : وان كان هذا صحيح فانا لا استطيع ان اغمر بعمل هذا والكل يعلم والدولة معهم انا لا امتلك غير راتبى من شركة المقاولات الصغيرة التى اعمل بها قالت جمالات : هذه ستكون البداية . ارتسم الاستغراب على وجهه وقال : كيف ؟ قالت : هناك رجل اعمال كبير سيدخل فى شراكة مع صاحب الشركة الحالى وسيعمل على تطوير الشركة كى تواكب العصر وتغطى احتياجات السوق وذلك يحتاج الى اموال كثيرة سيتحملها هو وستكون انت المسئول الاول امام الشريكان صديقك صاحب الشر كة والشريك الجديد ومن خلال هذه الشركة سيتاح لك الراتب الجيد وسيترك لك الشريك الجديد الفرصه للتصرف فى المال الخاص بالشركة الذى سيكون فيه جزء كبير موجه لخدمة بناء المشروع وعودة الروح الى ابناء التيار . ايقن الطاهر ان تلك فرصة جيدة وامسك على لسانه ان يعترض عليها مرة اخرى والتزم الصمت . نظرت اليه جمالات وابتسمت وقالت وهى تقبله لا تقلق من شئ وانا معك
الفصل الثانى عشر
دقت العاشرة مساءاً وبدأ الأصدقاء في التوافد على بيت بسمة نور الدين التى مضت ترحب بالاصدقاء وعلامات التعجب تسيطر على وجهها الجميل . ولم تجد تعليق او جواب ترد به على اسءله الاصدقاء الفضولية غير ان تقول لهم سائلة وهل يوجد بينكم سوى بسمة واحدة ؟
لكن تعليقات واسئلة الاصدقاء تتزايد حتى اصبح لا حديث يربط الجمع الكبير غير حضور محب الاحمدى قبل الكل وكلما حضر بعض الاصدقاء يتزايد التوتر على وجه بسمة التى لم تستطيع بكل مهاراتها وخفة ظلها ان تغير سير الحديث الدائر بين الاصدقاء فمضت واختفت لحظات في غرفتها وجلست امام المراة تنظر الى وجهها وتعيد اصلاح زينتها وهى تبتسم كلما تذكرت نظرات وكلمات الاحمدى لها ولوعه الاعجاب والشوق التى ظهرت على ملامح وجهه.
صمتت لحظات ثم عاودت النظر الى وجهها في المراة وهى تقول يا لك من عجوز شيطان لقد عبثت بعقلي وعقول الكل .
بينما امها نانا " نفيسة الجرجيري " كانت اكثر مرح وسعادة وترحيب بالجمع وان كانت مضت اغلب الوقت تتحاور مع محب الاحمدى الذى ابهرها بحضوره واسلوبه في الحوار وبين هذا وذاك لم تستطع تلك المفاجاة بحضور الاحمدى مبكرا قبل الجمع ان تمحو من عقلها الالام الماضي التي عاشتها بعد ان قامت الثورة بتاميم ممتلكات زوجها الالمانى فهى ترى في الاحمدى الذكريات الاليمه لكن جاهدت نفسها واخفت ما تشعر به وبدات تتحاور معه وهى من الحين والاخر تبحث بعينيها بين الجمع وتنظر نحو الباب وهى تبحث عن الطاهر وجمالات .
عادت بسمه واختلطت بالحضور ومضت تمزح معهم بعد ان تغلبت على لحظات التوتر والتعجب التى صاحبتها منذ حضور الاحمدى قبل الجمع وعلى مقربه من الاحمدى ونانا كان يجلس احمد سامي وبجواره سيد حسان وعدد من الحضور يتحاور معهم سامي وهو يراقب الاحمدى لحظات وانور البدرى لحظات اخرى بينما انور لا يهتم بشئ سوى المرح والتحاور مع الفتيات والنساء وهو يتنقل من مجموعه الى اخرى وكلما التف عدد من الحضور حول انور البدرى يزداد احمد سامي توتر وغضب .
شعر انور البدرى بالضيق الذي سيطر على احمد سامي فمضي يبتكر القفشات والمداعبات وهو يتبادل اطراف الحوار مع الجمع الملتف حوله.
التمست نانا الصراع النفسي والحرب الباردة التى تدور بين احمد سامي وانور البدرى وباسلوبها الماكر مضت تتحاور مع الاحمدى حتى استطاعت ان تعرف منه ما يدور بينهما من صراع على مقعد داخل البيت العتيق وسعادة الاحمدى بتلك المعركة .
واثناء ذلك اقتربت بسمة من احمد سامي وهى تداعبه فشعر الاحمدى بالاستياء مما جعل نانا تلاحظ ذلك فابتسمت بينما سيد حسان اقترب من الاحمدى وهو يتودد اليه فصب له كاس ثم وقف بجواره صامت .
اقتربت فتاة من بسمة وهمست لها في اذنها فمضت بسمة الى نهاية صالة البيت واطفئت الانوار فصمت الجمع بعد غوغاء طالت لكن نانا شعرت بالخوف والغضب فهى تخشي الظلام وزاد من ارتباكها صوت ضعيف يهمس في اذنها بكلمات من الغزل ثم مضي مسرعا .
صاحت بسمة وبعض من الجمع فصاح الكل معها وهى تعيد اضاءة الانوار ليلتفت الكل نحو ضيف شرف الحفل الطاهر جميل محمود الذي اتى بمفرده. اسرعت بسمة نحو الطاهر ترحب به ومعها بعض من الشباب والفتيات بينما مضى الاحمدى واحمد سامي وانور الهوارى وسيد حسان يراقب ترحيب الكل بالطاهر بينما الطاهر امتلكته الرهبة من الاستقبال الكبير له .
وما زالت نانا تبحث بعينيها عن صاحب الصوت الهامس المغازل وهى في حيرة من امرها حتى انتبهت لوجود ضيف شرف الحفل فمضت ترحب به بحرارة لكن الطاهر مازالت الرهبة مسيطرة عليه وهو يتجمل بالصمت ويتبادل التحيه بالابتسامة ولم تمضي لحظات حتى امطره الكل بالاسئلة حول غياب جمالات السعيد وهو لا يجد اجابة سوى ان يبلغهم بسفرها المفاجئ الى العاصمة البريطانيه لندن ليمسك الكل ذلك الخيط ويمطرن الطاهر بالاسئلة التى لم يجد لها جواب وبين كل ذلك مضت نانا بدهشتها بعدم حضور جمالات وسفرها المفاجئ وهى تحاول ان تحصل على اجابة لسبب سفر جمالات الى لندن لكن لم تجد عند الطاهر سوى انه لا يعلم شئ ومن انحيه اخرى مازالت تعبث بعقلها كلمات المجهول الهامس في اذنها.
جلست نانا بجوار الاحمدى الذى بادر وطلب من الطاهر الجلوس بجواره جلست وهى صامتة على غير عادتها تنظر الى عيون الكل وتستنط لاصواتهم باحثة عن صاحب الصوت الهامس المغازل بينما مضي الاحمدى يتحاور مع الطاهر الصامت الذى يعلق على كلام الاحمدى بالابتسامه ونعم وبالطبع شعر الاحمدى انه يتحدث مع شخص ابله ثم سرعان ماتغير شعوره لحظات شعر فيها انه يتحدث مع ثعل ماكر لكن في النهاية ايقن انه مخطئ وانه بالفعل يتحدث مع شخص ابله فصمت بعد ان اصابه الملل من الحديث مع الطاهر ومضي يتحاور مع نانا التى مازالت شاردة حتي انتبهت للاحمدى ومضت تتحاور معه وباسلوبها الماكر خرجت من اطار الحفل وجعلت الحوار حول السياسة ليلتقط الطاهر اطراف الحديث ويعلق ببعض الكلمات التى لفتت نظر الاحمدى ونانا اليه لكنه سرعان ما يعاود الصمت وهو يستمع الى نانا التى اشركت انور البدرى في الحوار ومضت تتحدث بحرارة حول الليبرالية والدول المتحررة واسرائيل التى تنظر اليها من منظور انها دولة تلتزم بعهدها مع مصر بالسلام حتى تطرق الحوار الى الدعوة التى يتبناها انور البدرى بالمساواة وبالعودة الى المشاعيه الاولى ونظرة ماركس للمراة فنهض الطاهر وهو ينظر الى الاحمدى ونانا وهو يرسم الابتسامه على وجهه ويقول فلتاذن لى سيدة البيت واستاذى ان اتحرك بين الجمع فلقد شعرت بالملل من كلام الرفيق انور البدرى فتعجب الاحمدى من صراحة الطاهر بينما ضحك البدرى وقال هكذا انت دائما يا طاهر تهرب من الحوار الذى يخاطب العقل ويبحث ويبحر في الامور المهمة ابتسم الطاهر وقال لكي تؤمن يا صديقي بان طريقك هو الصحيح فلا حاجة لك ان تثبت ان الطريق الذي اختاره غيرك ليس صحيحا اما فكرة المساواة فهى غير ممكنة انطلاقا من فكرة ان الناس طبائعهم مختلفة فهناك شخص يدرس ويعمل ويدير شئون حياته واخر يلهو فان اعلنتهم متساويان فهذا يعني تحويلهم الى عدوان وهذا من منطلق العقل وليس من منطلق الفكر المسمى بالليبرالي حتى لا يتهمنى احد اننى استند لليبرالية التى لا اتفق معها نهائيا قاطعه البدرى وقال هل اسالك سوال فقال الطاهر قل قال البدرى هل تنكر ان العامل اهم من الاله وان لم تؤمن بهذه الفكرة فضع اله جيدة في يد عامل جاهل وان هذا العالم المرتبط بالدولة والكيان الكبير هل تنكر انه عالم سئ يعبث بالانسان فان المشاعيه الاولى تدعو الى العودة الى الاسرة والفرد وليس الدولة والكيان فالفرد هو وحده الذي يحدد مصيره وليس للدولة سلطان عليه ضحك الطاهر وقال ربما اتفق معك في بعض ما قلت وانا اشعر في هذا الزمان انه لا يوجد بالفعل كيان كبير يوفر للفرد الحريه الكاملة في اعلان ما يريد قوله دون قيود ثم صمت وابتسم وقال لكن بعقلك هذا ثق تماما اننا سنظل مختلفان وان كنا متقاربان في بعض الاشياء وانا لن ادعو كالى التوقف عن هذه الاحلام حتى لا تنتهى حياتك وتشغل باقى عمرك في اصداع راسي ورؤوس الاصدقاء او تنشغل بالبحث عن ما ياتى بعد الموت فافعل ما تشاء لكن بعيدا عني ثم ضحك وصمت بينما الاحمدى يراقب الحوار الدائر بينهما وهو منبهر بالطاهر بينما نهضت نانا واقتربت من الطاهر وقالت تعلم ان هذا جيد وانا متفقة معك ومعه في ان واحد فعليك وعليه ان تاخذن الخطوة الاولى فهى وحدها المكلفة ومن هو على صواب فهو الذى يستمر قاطعها الاحمدى وقال وان كنت انت يا طاهر وانت يا انور تريدان ان تتركن اثر لكم في الحياة السياسية فعليكم بالعمل الجاد وان تتركن الصراع بينكم وان كان في النهاية نحن المستفيدون من هذا الصراع والمجتمع في النهاية هو الذى يختار ابتسم الطاهر وهو يصافح الاحمدى ثم مضى واختلط بين الجمع واقترب من احمد سامي وجلس بجواره فشعر احمد سامي بالارتياح لوجود الطاهر بجواره بينما كان سيد حسان ثالثهم ومضى سامي يتحدث مع الطاهر حول انور البدرى وما يقوم به تجاه التجهيز للمؤتمر العام بينما سيد حسان لا يهتم بالحوار الدائر امامه وهو يراقب نانا من بعيد دون ان يحاول ان يلفت نظرها اليه .
نظر الطاهر الى احمد سامي وباسلوب صادم رفض الحديث حول المؤتمر العام وما يقوم وقام به وقال بشئ من الحزم دائما ما اعجب بالرجل الذى لديه القدرة على القضم اكثر من اعجابى باخر يمضغ ثم يمضغ ثم صمت بينما ظهر خلفه صالح البيتيتي وهو يعلق على كلمات الطاهر لاحمد سامي وقال بعد ان استدار ووقف امام الطاهر لقد صدقك تلميذك يا سامي فان اردت ان تستمر في عالم الافاعى الرهيب فيجب عليك ان تنجح في شيئين اثنين وهم ان تكون صامت وصادم .
شعر الطاهر بالارتباك يسيطر عليه بعدما سمع تعليق صالح البيتيتي ونظرات عينيه نحوه .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.