صورة أرشيفية تغيب القمح الأمريكي لأول مرة منذ عام تقريبا عن المشاركة في المناقصة التي أجرتها الهيئة العامة للسلع التموينية، أمس الأول، بسبب المنافسة الشديدة مع مثيله الروسي الذي يستحوذ حاليا على اغلب تعاقدات الهيئة . وقال نعماني نصر نعماني، نائب رئيس الهيئة في بيان له أمس، إن الهيئة تعاقدت على 300 ألف طن من القمح من روسيا وكازاخستان بأسعار تتراوح بين 289.7 و291.5 دولار للطن، بدون أسعار الشحن. وذكرت وكالة رويترز إلي أن سعر القمح الروسي في المناقصة يقل عن سعر القمح الأمريكي بمقدار 12 دولار للطن، بدون أسعار الشحن. واستحوذ القمح الروسي، حسب نائب رئيس "السلع التموينية" على 60% من الكميات المتعاقد عليها في المناقصة الأخيرة، بينما كانت النسبة الباقية من نصيب القمح الكازخستانى. ومن جانبه، قال حمزة عبد العليم خبير في أسواق الأقماح، إن القمح الروسي سيظل مسيطرا على المشتريات الحكومية لشهور طويلة دون السماح بدخول الأمريكي، رغم جودته العالية، وذلك لارتفاع فارق تكلفة الشحن التي تصل إلى 20 دولار في الطن الواحد. وأشار عبد العليم، إلي أن الحكومة تعتمد في تفضيلها عرض عن أخر على فارق السعر لترشيد الإنفاق مع مراعاة الجودة والالتزام بالمواصفات القياسية، لافتا إلي أن القمح الفرنسي لديه مخزون وفير قد يسمح له بالمنافسة مع الروسي. وفي هذا السياق، أكد عبد الغفار السلاموني، رئيس شعبة المطاحن بغرفة الحبوب في اتحاد الصناعات، أن تكلفة الشحن تحسم دائما المناقصات لصالح الروسي، موضحا أن دخول القمح الأمريكي بكثرة العام الماضي يرجع إلى وقف التصدير من جانب روسيا خلال هذه الفترة. وقال السلامونى، إن سعر الشحن الأمريكي يتراوح بين 25 إلى 40 دولار للطن بينما يتراوح "الروسي" بين 14 إلى 18 دولار للطن . كانت الولاياتالمتحدة قد هيمنت على مبيعات القمح لمصر العام الماضي، بسبب القرار الروسي بحظر التصدير، عقب أحداث الجفاف التي مرت بها، إلا أنه لم يستطيع الاحتفاظ بهذه الحصة مع عودة روسيا إلى السوق العالمية لتصدير القمح. وحتى أواخر أغسطس انخفضت مبيعات القمح الأمريكي في الموسم الحالي 13% عن مستواها قبل عام.