قضى العشرات من المتظاهرين ليلتهم التاسعة امام السفارة الاسرائلية، للمطالبة بطرد السفير الاسرائيلى من القاهرة،وقطع العلاقات الدبلوماسية، ورفض اتفاقية كامب ديفيد، ووقف تصدير الغاز، بعد قيام اسرائيل باطلاق النار بطريقة عشوائية على الحدود المصرية الاسرائيلية، مما ادى الى مقتل واصابة جنود مصريين،و خرج أحد ضباط الجيش وحاول اقناع الشباب المتظاهرون امام السفارة لفض الاعتصام والمغادرة وفض المظاهرة ،مؤكدا لهم المجلس العسكرى،يعرف مطالبهم ويدرسها ويناقشها مع القوى السياسية المصرية من أجل اتخاذ موقف وانه لانية للتدخل العسكرى لفض الاعتصام . و رفض الشباب، وطلبوا منه العودة الى مكانه الذى خرج منه، وهتفوا ضده قائلين " مش هنمشى هو يمشى..مش هنمشى هو يمشى" و" عسكر عسكر عسكر ليه احنا فى سجن ولا ايه"، و" ويا مشير ساكت ليه انت خايف ولا ايه"و" ويا مشير ساكت ليه بعد سيناء فاضل ايه"، وقام الضابط الذى رفض الافصاح عن اسمه بالعودة الى مكانه بعد مناقشات استمرت اكثر من نصف ساعة مع المتظاهرون. ولوحظ انخفاض كبير فى أعداد الشرطة العسكرية أمام السفارة، فيما استمرت قوات الشرطة العسكرية المتبقية، معسكرة امام مقر السفارة الاسرائيلية، واستمرت الشوارع المجاورة للسفارة الإسرائيلية ، تعج بالمدرعات العسكرية التى تحميها قوات الجيش والشرطة، وحشد العديد من المدرعات أسفل كوبرى الجامعة، رافعين حالة الاستعداد تحسبا لاقتحام المتظاهرين السفارة ،وكان عدد القوات المتواجدة امام السفارة فقط 4 سيارة جيب ، وعدد 6 مدرعات،وبعض قوات الداخلية، هذا بخلاف عربات الامن المركزى المتواجدة فى الشوارع المجاورة، وقوات الجيش المتواجدة امام حديقة الحيوان. وقام المتظاهرون بأداء صلاة العشاء والتراويح ، أمام مقر السفارة ، ثم عادوا الى الهتاف مرة أخرى بعد الانتهاء مباشرة من الصلاة والدعاء للجنود المصريين الذين استشهدوا ، على الحدود الاسرائيلية، بالشهادة، والجنة ، فيما غابت الصواريخ والشماريخ، عن الحضور فى أو ليلة يقضيها الشباب بعد مليونية طرد السفير، تقلصت فيها الاعداد عن اليوم الذى مضى بشكل كبير. وعند الساعة الحادية عشر والنصف، ظهر شاب يحمل احد الجرائد ويقول بأن أحمد الشحات ليس هو من تسلق العمارة التى تقطن بها السفارة الاسرائيلية، ورفع العلم المصرى مكان الاسرائيلى، وأشار الى صورة مصطفى كاى حسب قولمل البطل الحقيقى لموقعة العلم ، على حسب قول شهود العيان وهو ما رفضه عدد من المتظاهرون ودخلوا فى اشتباكات بالالسن، حتى نجح المتواجدون فى فض الاشتباك ، وعادوا الى المظاهرة من جديد وقاموا بالهناف ل"أحمد الشحات" ، وظهر شاب أخر بعد حوالى عشرة دقائق، وقال بأن إسرائيل قررت ، رفع دعوى قضائية دولية على الشحات لانه اهانها بتنكيسه العلم الاسرائيلى ، وطالب المتواجدون بعمل محضر فى اقرب قسم شرطة لهمن وأن يثبتوا فيه بأنهم هم من حرضوا الشحات على القيام بالواقعة، حتى لا يحاكم الشحات دوليا ، وحتى نقول للعالم كله بأن الشحات قام بتنكيس العلم بام وتحريض من الشعب وبالتالى تفشل محاكمته شعبيا، وهو ما قبله كثير من المتظاهرون وقاموا بالهتاف لل"الشحات" و " احنا احنا حرضناه..والشعب المصرى كله معاه" و"كلنا الشحات ..كلنا الشحات". وعند الثانية عشر والنصف، قامت قوات الشرطة العسكرية ، بتغيير الدورية، وكذلك قامت قوات الشرطة مدنية ، بتغيير دوريتهم. وعند الساعة الواحدة سقط شاب يدعى محمد عبد الباسط احد الشباب المتظاهرون، مغشى عليه أثناء هتافه بسقوط إسرائيل، وقام المتظاهرون بحمله الى مكان بجوار اعتصامهم ، وقاموا بتهويته ، ورشوا الماء على وجهه، حتى يفيق، الا أنه لم يفيق ، وهو ما أثار حالة من الرعب فى قلوب المتظاهرون فأستعانوا بأحد المارين الى نجح فى انقاذه ، وافاقته، وحضرت سيارة الاسعاف بعد أن عاد محمد عبد الباسط الى الهتاف مرة أخرى " تسقط تسقط اسرائيل". ثم يعود الهدوء ليخيم على المتظاهرون مرة أخرى ويدخلون فى حلقات نقاشية هادئة، ثم تظهر مسيرة لعدد من الشباب والفتيات، من على كبرى الجامعة لينضموا الى المتطاهرون والمعتصمون، وهم يرددون غنوة مصرية شهيرة للعندليب الاسمر عبد الحيم حافظ " صورة صورة صورة كلنا كدة عايزين صورة"، وظلوا يرددوا كلمات الاغنية حتى انتهوا منها، ليعودوا الى النقاش مجددا حول الموقف المصرى، وطبيعة التعامل مع اسرائيل فى المرحلة المقبلة، ثم توجهوا الى عربة "الفول" المتواجدة بجوار إعتصامهم، ليتسحروا، ثم عادوا الى النقاش مرة اخرى وهم يحملون المشروب المصرى المفضل "الشاى". على بعد خطوات قليلة من هؤلاء الشباب الذين دخلوا فى نقاش طويل، جلس شاب ممن المعتصمون معصوب بالكوفية الفلسطينية، على رأسه، يحمل المصحف ويقرأ القرأن الكريم، على ضوء قادم من بعيد من أحد الاعمدة الكهربائية، نظرا لانقطاع الكهرباء عن منطقة اعتصام المتظاهرون لليوم الثانى على التوالى، وظل يقرأ القرأن حتى الثالثة صباحا، وقطع الشاب تلاوته للقرأن وذهب سريعا للمتظاهرون ليفض الاشتباك الذى وقع بين المعتصمون أمام السفارة ، وشاب ملتحى جاء ليطالبهم ، بحمل السلاح والتوجه الى الحدود بدلا من الهتاف الذى لم يعد يحل شيئا، حتى يحصل الشعب المصرى على حقه من العدو الصهيونى، وهو ما رفضه المعتصمون ، ودخلوا فى اشتباك حاد وصل لحد طرده من مقر الاعتصام ، ثم اصطحبه أحد الشباب ليخرج به من المكان حتى لا تقع مشاداة بالايدى بينهم وبالتالى تستخدمها الشرطة العسكرية زريعة لفض الاعتصام. وفى تمام الرابعة الا قليل، أذن المؤذن لصلاة الفجر، وتوجه عدد من المعتصمين للصلاة فى المسجد، وقام الاخرون بالصلاة أمام مقر السفارة، بعد ان فرشوا عدد من الجرائد الورقية، وقاموا بالصلاة، وعند الانتهاء من صلاتهم، جلسوا ليقرأوا القرأن ويتناقشوا فيما بينهم، وذهب بعضهم للنوم فى مسجد الرحمن المواجه للسفارة الاسرائيلية، حتى يستطيعون مواصلة اعتصامهم لليوم العاشر. وقد اختفى جميع المعتصمين منذ الساعه الثامنه صباحا ولم يتواجد اى احد غير رجال الشرطه العسكريه والافتات التى وضعها المعتصمون.