تتواصل الدعوات في مختلف محافظات مصرية للتظاهر للمطالبة بطرد السفير الإسرائيلي الممنوع من دخول مقر السفارة منذ 6 أيام بسبب المظاهرات من القاهرة ، وسحب السفير المصري من تل أبيب ، بالإضافة إلي تعديل أو إلغاء اتفاقية كامب ديفيد بما يسمح لمصر من نشر قوات الجيش في سيناء لفرض كامل سيطرته علي الأراضي المصرية . وقد أكدت معظم الحركات والائتلافات الثورية والتيارات السياسية ومجموعة من الأحزاب مشاركتها في مظاهرة مليونية مقرر لها غداً عقب صلاة الجمعة، وذلك احتجاجاً على استشهاد جنود مصريين بنيران إسرائيلية على الحدود المصرية – الفلسطينية الخميس الماضي. وتتمركز المظاهرة الرئيسية بالقاهرة أمام حديقة الحيوان بالجيزة حيث مقر السفارة الإسرائيلية التي لا تزال التظاهرات مستمرة أمامها منذ ستة أيام ، فيما تتحرك مسيرة بوسط البلد متجهة إلي ميدان التحرير تقابلها مسيرة من مسجد عمر مكرم ، ومظاهرة أخري تخرج من أمام مسجد النور بالعباسية متجهة إلي مقر السفارة بالجيزة . فيما تخرج مظاهرات حاشدة بالإسكندرية في ميدان القائد إبراهيم وطريق الكورنيش ومحطة الرمل متوجهة إلى مقر القنصلية الإسرائيلية بمنطقة كفر عبده للمطالبة بطرد القنصل الإسرائيلي أيضا ، تقابلها مظاهرة أخري في ميدان الأربعين بالسويس ، وثالثة بالعريش ، فيما تأتي أولي محافظات الصعيد مشاركة في تظاهرة الجمعة محافظات أسيوط وقنا وأسوان حيث يخرج المصلون عقب صلاة الجمعة للمشاركة في المظاهرة بالميادين الرئيسية في كل محافظة . وقد تأكدت مشاركة جماعة الإخوان المسلمين، والدعوة السلفية، و الجمعية الوطنية للتغيير برئاسة الدكتور محمد البرادعي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية ، وحركة كفاية وحركة شباب 6 أبريل، وأحزاب الحرية والعدالة والعربي الناصري والوسط والنور والتحالف المصري والمصريين الأحرار والغد. وعلمت المراقب من مصادرها في محافظات بورسعيد والشرقية والغربية وكفر الشيخ والفيوم والمنيا وسوهاج والبحر الأحمر ، أن نشطاء سياسيون في تلك المحافظات يقومون بحشد مجموعات شبابية للمشاركة في تظاهرات حاشدة مقرر لها غداً عقب صلاة الجمعة في الميادين الرئيسية في تلك المحافظات، وذلك للمطالبة بموقف رسمي مصري حاسم تجاه ما حدث من استشهاد الجنود المصريين بالنيران الإسرائيلية علي الحدود المشتركة. كانت المظاهرات قد اندلعت في القاهرة وعدد من المحافظات عقب شيوع نبأ مقتل خمسة جنود مصريين علي الحدود المصرية مع الأراضي الفلسطينيةالمحتلة برصاص إسرائيلي غادر ، وهو ما برره الصهاينة بأنه كان موجها لمنفذي عملية تفجير أتوبيسي ايلات التي وقعت ظهر اليوم نفسه ، وبالرغم من تعبير إسرائيل عن أسفها لما حدث وهو ما اعتبره البعض اعتذاراً عما حدث علي الحدود ، إلا أن غالبية المصريين يرون أن ذلك الأمر غير كاف وأنه يجب تقديم اعتذار رسمي من جانب إسرائيل إلي الشعب والحكومة المصرية . وفي ظل حالة الغليان هذه والاحتقان في الشارع المصري وبالرغم من المرونة التي أبداها وزير الخارجية الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإعلانه استعداد بلاده لفتح تحقيق مشترك مع القوات المسلحة المصرية فيما حدث ، إلا أن وزير دفاعه باراك خرج ليؤكد أن حكومة بلاده لم تعتذر للمصريين وأنها لن تعتذر معتبرا أن اتفاقية كامب ديفيد الموقعة بين الطرفين كنزا استراتيجي لإسرائيل ولا يمكن أن تفرط فيه ، وهو ما زاد من حنق الشعب المصري تجاه العدو الصهيوني الذي يواصل هجماته علي الإخوة والأشقاء في فلسطين .