أشار تقرير صادر عن منظمة العمل الدولية إلى وجود ما يقرب من مليون متسول فى مصر لا يقل دخل الفرد منهم عن 300 جنيه يومياً، وقالت دراسة أجراها المركز القومى للبحوث ونشرت نتائجها مؤخراً إلى وجود ما يقرب من 2 مليون متسول فى مصر، وأكدت أن العدد في تزايد باستمرار، خاصة في المواسم والأعياد الدينية. وخلال جولة فى محطات المترو رصد المراقب أماكن تجمع المتسولين فى المترو. يبدأ التجمع فى محطات، الزهراء، والمرج، وحلوان، والمعصرة، وحلمية الزيتون، صباح كل يوم فى مجموعات تتكون من 10 الى 15 فرد لترتيب اعمالهم خلال اليوم . يتفرقون بعد ذلك بنظام داخل عربات المترو بحيث لايدخل اكثر من واحد منهم الى احدى العربات.. التقينا مع بعضهم لمعرفه أسرار هذا العالم. فى البدايه اشتكى محمد 32 سنة من غياب دور الدولة فى رعاية الفقراء وقال: كنت أعمل فى مجال البناء قبل الثورة، وحدثت بعض الظروف التى اضطرتنى ان اترك هذا العمل وعندما لم اجد اى مصدر للرزق قررت أن أتسول. واعترف محمد بأنه يحصل يوميا على أكثر من 1000 جنيه اى مايعادل ضعفين مما يقبضه بعض الموظفين متوسطى الدخل فى مصر فى شهر كامل وأضاف: لم احصل على هذا المبلغ من مهنتى الاصلية لذلك قررت الا أترك هذه المهنة. واشتكى محمد مما وصفه بالمضايقات التى تحدث عن طريق أمناء الشرطة المتواجدين فى المحطات وواصل: بعض الزملاء دلونى على الوسيلة المثلى حيث ذهبت الى "المعلم" ودفعت له المعلوم وانتهت المشكلة ولم يعترضنى اى شرطى!! وقال: المعلم هو شخص معروف لكل المتسولين فهو يأخذ نسبة من الايراد يوميا مقابل الحماية بحيث يكون هناك احد رجاله فى المترو لكى يحمونا اذا حدث اى معوق يمنعنا فلا يطلع احدنا الى العربات بمفرده بل يتبعنا رجاله. أما أم احمد 37 سنه فروت حكايتها قائلة: "اعمل أيه معنديش مصدر دخل اقدر اصرف منه على اولادى.. اروح فين؟ ياابيع شرفى واشتغل فى الدعارة يا إيما أنزل أعمل لذلك قررت ان انزل لكى اشتغل ولكن اصحاب الاعمال لاتريد الا لحمى، واصبح مفيش بديل امامى فزوجى توفى منذ عام وكان ارزقى ومفيش ليا مصدر دخل وعندى 4 اطفال منين اكفيهم والدولة لاتسأل فينا فأنا ذهبت الى وزاره التضامن الاجتماعى حتى تصرف لى الدوله ما يغنينى عن السؤال ولكنى اكتشفت فى النهاية ان الفقير فى هذا البلد لانصير له الا الله لذلك لذلك قررت ان اعمل فى هذه المهنه التى اصرف بها على اولادى ، وخلال جولتنا وجدنا من يؤكد لنا أن تلك السيدة تمتهن التسول باحتراف منذ 17سنه وتمتلك عمارة 5 أدوار فى منطقة اسطبل عنتر وتتخفى داخل النقاب لتمارس مهنتها . ويقول سمير .ب: "أنا كل يوم بأصحى الصبح وأنزل ومعايا ابنى الصغير على محطة مترو العتبة الناس فيها كتير واللى بيجى منهم باحمد ربنا عليه بس العيشة صعبة ومش مكفية وأنا عايش فى أوضة أنا وولادى الثلاثة ومش لاقيين ناكل ومفيش شغل والحياة زى ماهى دا حتى الناس مبقوش يدوا زى الأول وساعات باروح محطة رمسيس وأخد فلوس من الستات لان قلبهم طيب وبيصعب عليهم منظر ابنى المريض . متسول أخر قابلته عند محطة مترو العتبة وكان طفلا صغيرا اقتربت منه وسألته ماذا تفعل بالنقود التى تحصل عليها فزعم انه يعيش فى احدى دور الرعايه الموجودة بمنطقه الكيت كات وان المسئولين عن الدار يستخدموه فى التسول هو ومجموعه الصبية داخل الدار وياخذون الحصيلة يوميا. يذكر أن مترو الأنفاق يعد أهم وسيلة مواصلات فى القاهرة اذ ينقل ما يزيد عن 2 مليون راكب يوميا بالإضافة الى نقل الكثير من السياح الذين يزورون مصر.