يدخل الحارس الهولندي المخضرم ادوين فان در سار إلى موقعة السبت المقبل التي تجمع فريقه مانشستر يونايتد الانجليزي ببرشلونة الأسباني في نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو يحلم بليلة "لندنية" وداعية تبقى خالدة في ذاكرته. وسيسدل الحارس الهولندي العملاق (40 عاما) في موقعة السبت التي يحتضنها ملعب "ويمبلي" في لندن، الستار على مسيرة كروية بدأت قبل 20 عاما، وهو يمني النفس ب"إحساس رائع أخير" من خلال رفع الكأس الأوروبية المرموقة للمرة الثالثة في مشواره والثانية مع "الشياطين الحمر" بعد 2008 عندما تغلب الأخير على مواطنه تشلسي بفضل فان در سار الذي صد الركلة الترجيحية الحاسمة. وسيخوض فان در سار النهائي الخامس له في المسابقة الأوروبية بعد أن توج باللقب عام 1995 مع أياكس امستردام على حساب ميلان الإيطالي ثم خسر في الموسم التالي أمام يوفنتوس الإيطالي قبل أن يبلغ نهائي 2008 و2009 وهذه المرة مع مانشستر يونايتد فتوج بلقبه الثاني على حساب تشلسي قبل أن يخسر أمام برشلونة بالذات. وحاول زملاء فان در سار اقناعه بمواصلة المشوار مع "الشياطين الحمر" لكن حارس يوفنتوس السابق كان مصمما على أن المشوار وصل إلى نهايته، وهو تحدث عن هذه المسألة مؤكدا أنه لا يشعر بالندم حيال القرار الذي اتخذه، مضيفا "إنها لحظة جيدة للاعتزال، لا يمكن اختبار لحظة أكبر من ذلك". وعلّق فان در سار على محاولة اقناعه بمواصلة المشوار، قائلا "من الجيد دائما أن تسمع الناس يتحدثون عنك بهذه الطريقة والجميع يريد أن يسمع بأنه يحظى بالتقدير، من الجيد ان تسمع الناس يقولون لك: عمل جيد، سنشتاق اليك. لكن عليك أن تفكر أيضا بما هو جيد بالنسبة لك". وتحدث الحارس الهولندي الذي خاض الأحد الماضي آخر مباراة له على ملعب "اولدترافورد" وكانت أمام بلاكبول (4-2) في المرحلة الختامية من الدوري الإنجليزي الذي توج به للمرة الرابعة مع "الشياطين الحمر" (أعوام 2007 و2008 و2009 و2011)، عن شعوره بخوضه نهائي دوري الأبطال للمرة الثالثة مع مانشستر، قائلا "إنه شعور رائع بالطبع، اختبرت شعور اللعب في النهائي أربع مرات في السابق لكن أن أخوضه في ويمبلي هذه المرة فإنها لحظة مميزة جدا خصوصا أنها ضد فريق رائع من طراز برشلونة". وواصل "انت كلاعب تحلم باللعب مع منتخب بلادك وبرفع كأس دوري أبطال أوروبا، وعندما تحقق هذا الأمر فأنت تحمل الكأس بيديك لمدة خمس ثوان من أجل رفعه قبل أن تمرره للاعب التالي، ومن الرائع أن تشاهد في اليوم التالي صورتك مع الكأس وهذه الصورة ستبقى موجودة إلى الأبد". وتطرق فان در سار إلى نهائي 2008 في موسكو الذي حسمه مانشستر بركلات الترجيح 6-5، مشيرا إلى أنه الأفضل بالنسبة له من بين المباريات النهائية الاربع التي خاضها حتى الآن، وهو قال بهذا الصدد "أنت تتذكر دائما المباريات النهائية التي فزت بها أكثر من تلك التي خسرتها، وهذا أمر بديهي، الأمر الذي بقي عالقا في ذهني أكثر من غيره هو نجاحي بصد الركلة الترجيحية التي نفذها انيلكا، هذه الصدة منحتنا الكأس، وأنت كحارس لست معتادا على منح فريقك الفوز، لأنه عادة ما يحقق الفوز (بركلات الترجيح) نتيجة تسجيل الركلة الترجيحية الأخيرة (وليس صد الركلة الأخيرة)، وبالتالي كان الشعور رائعا وآمل أن أختبره مجددا". ولكي يختبر فان در سار شعور رفع الكأس الأوروبية مجددا على فريقه ان يحقق ثأره من برشلونة الذي كان تغلب عليه 2-0 في نهائي 2009، وتطرق الحارس الهولندي الى الفارق بين نهائي أولمبيكو 2009 وويمبلي 2011 معتبرا بأن الكثير من الأمور تغيرت منذ حينها. وأضاف "خسرنا لاعبين مميزين هما (البرتغالي كريستيانو رونالدو) و(الارجنتيني كارلوس تيفيز)، وتعاقدنا مع لاعبين آخرين، لقد نضجنا وربما تغير قليلا أسلوب لعبنا أيضا، أما بالنسبة لبرشلونة، فما زال يلعب بنفس الأسلوب الهجومي والإيجابي وما زال يحتفظ بمعظم اللاعبين، سيكون مفتاح المباراة بالنسبة لنا متمثلا بتسجيل الهدف الأول. تلقينا هدفا في (نهائي) روما (بعد 10 دقائق فقط) وكان من الصعب علينا العودة إلى اللقاء، وبالتالي نأمل أن نقلب هذا الوضع إذا كان باستطاعتنا ذلك". ويلعب فان در سار الذي خاض 130 مباراة مع منتخب بلاده (رقم قياسي محلي)، مع مانشستر يونايتد منذ عام 2005 قادما من فولهام، وهو اعترف ان تجربته في "اولدترافورد" كانت أفضل مما كانت يتوقع، مضيفا "عندما تنضم إلى فريق كبير مثل مانشستر يونايتد فمقدر دائما أن تفوز بلقب الدوري وأن تحقق النتائج الجيدة في دوري أبطال أوروبا، لكني وقعت معه لأربعة أعوام وكنت سعيدا لو فزت معه بلقب الدوري مرة واحدة ثم الانتقال مجددا إلى اياكس والاعتزال في سن السادسة والثلاثين، لكن لحسن الحظ أخذت الأمور منحى آخر وأنا سعيد بالنتيجة".