** هل هي الفوضي الخلاقة التي بشرتنا بها من سنوات كوندوليزا رايس لأجل الخلافات والكراهية والقتال بين المصريين أم هي مؤامرة صهيونية أم هي الثورة المضادة أم هي أفعال اللهو الخفي؟... هل هي أحد هذه الأسباب أم كلها مجتمعة وراء الفوضي الشاملة التي نعيشها الآن؟. بالتأكيد هناك سبب أو أسباب وراء الكارثة التي نعيشها.. والمؤكد أننا إذا رحنا نبحث عن إجابة سنختلف عليها وندخل في جدال بسببها وننسي أن الوطن في طريقه إلي الضياع لو استمرت حالة الفوضي المنظمة في تصاعدها وانتشارها.. فوضي الشارع وفوضي التصريحات وفوضي الخلافات وفوضي المزايدات وفوضي الصمت نعم الصمت علي البلطجة وعلي العصيان وعلي التسيب وعلي البلد الموقوف حاله.. هذا الصمت أكبر من أي فوضي! فوضي منظمة ومرتبة تتصاعد... فوضي سمحت للتوك توك بالسير علي كوبري أكتوبر وصعود التوك توك لأكبر وأهم وأطول كوبري في مصر اختبار للحكومة واستهزاء بالشعب وانتصار للفوضي.. ومادام التوك توك طلع أكتوبر فالسير في الاتجاه المعاكس أصبح واقعا واختراق عربات الكارو لشوارع المعادي السرايات عاديا واقتحام أقسام الشرطة لتحرير المساجين هواية والحوار بين المصريين لم يعد بالكلام ولا حتي بالسنج والمطاوي إنما بالبنادق الآلية والطبنجات وأين الحوار بالرصاص.. بشارع عبدالعزيز في قلب القاهرة عاصمة مصر المحروسة... فوضي مرتبة تنتشر من الجنوب إلي الغرب إلي الشرق ليصبح قطع الطرق حقا ووقف حال الناس حقيقة!. في مطروح بالغرب خلاف في الرأي تحول إلي قطع الطريق الرئيسي بالمدينة وحرب بالرصاص!. إخواننا في سيناء حرروا مساجين بقسم شرطة الطور بقوة السلاح! إخواننا في سيناء يريدون الإفراج عن المسجونين الذين أمضوا نصف العقوبة وأنا لا أعرف قانونية المطلب من عدمه لكن ما أعرفه أنه حتي لو كان قانونيا فإن تنفيذه يتطلب وقتا لأننا نتكلم عن كل السجون وكل المسجونين.. والذي أعرفه أيضا أن المطالب تكون بالحوار وليس باستخدام كل أنواع الأسلحة الآلية والثقيلة بقطع الطرق المؤدية إلي ومن شرم الشيخ!. لكن لماذا لا يفعلون وإخواننا في الجنوب لم يعجبهم قرار للحكومة فقطعوا السكك الحديدية بل نفذوا العصيان المدني بكل أشكاله وبدلا من الحساب والعقاب كان الاستعطاف والرجاء.. والطبيعي أن يسود وينتشر منطق القوة بعدما انفض أسلوب الضعف! فوضي مدروسة راحت تضرب القضاء.. تارة بالتصريحات والآراء في مختلف وسائل الإعلام وأخري بتحطيم قاعة محكمة والاعتداء علي القضاة ومنطقي أن يحدث هذا مادمنا قلبنا الأحوال والضباط الذين حاولوا حماية أقسام الشرطة من الحرق ونهب السلاح يحاكمون.. بينما من كانوا يستهدفون الفوضي لمصلحة أي مخلوق وأي جهة.. بإحراق أقسام الشرطة وإطلاق سراح المساجين ونهب السلاح وإفزاع المواطنين في وقت دقيق يستهدف ثورة في مهدها!. الذين أثاروا حالة الفزع العام بحرق أقسام الشرطة في وقت واحد لأجل ضرب الثورة.. كيف يمكن أن يكون هؤلاء البلطجية ثوارا وبأي منطق يخرج من هؤلاء شهداء... الفوضي الخلاقة تبدو واضحة في حالة الإصرار والترصد لإشعال نار الفتنة بين المصريين.. وكلما أطفأت الدولة نارا في مكان أشعلوها نيرانا في أماكن علي أمل أن تتمكن النيران من جسد الوطن ويدور القتال في كل مكان بين أبناء الوطن ويتحقق مشروع الشرق الأوسط الجديد وتنقسم مصر لا قدر الله إلي ثلاث دول... الأسبوع الماضي قلت إن أمريكا عندما أرادت احتلال أراض في الخليج استغلت الدين وخلقت من المذهب الشيعي فزاعة يرعبون بها أهل السنة في الخليج... وقلت أيضا الأسبوع الماضي.. إن أمريكا فيما يبدو في طريقها لخلق فزاعة دينية جديدة اسمها السلفيون تمهد الطريق للاستنجاد بالغرب لأجل أن يقوم بحماية المسيحيين... هذا الأسبوع وبعد كارثة إمبابة وتوجيه كل الاتهامات إلي السلفيين أقباط المهجر في الخارج طلبوا الحماية الدولية من السلفيين.. وفي الداخل مظاهرة كبيرة من المسيحيين توجهت بعد فزاعة إمبابة إلي السفارة الأمريكية تطلب التدخل لأجل الحماية... كنت علي حق فيما قلته الأسبوع الماضي وأكدته الأحداث هذا الأسبوع.. والذي قلته وأقوله هو أن نكون جميعا في موضع المسئولية وألا نستدرج أفرادا أو طوائف لأي استفزاز وألا نسمح لمخلوق بأن يستثير غضبنا وألا نستجيب للتصريحات الدافعة للعنف... إن لم نتحد الآن ونتحرك فورا لقتل الفتنة وبتر الفوضي فمتي نتفق وفي أي وقت نتحد؟... نقلا عن جريدة الأهرام