تدور في إسرائيل هذه الأيام معركة سياسية عنيفة بين المتطرفين من رجال الدين وغيرهم من غير المتطرفين وهي المعركة التي بدأت مع قيام دولة إسرائيل. المتطرفون من الحاخامات المتطرفين يحصلون علي إعانات من الدولة لدراسة التوراة دون القيام بأي عمل ولا يخدمون في الجيش. وبدأت المعركة الأخيرة عندما طالب أحد نواب البرلمان عضو الكنيست بأن هؤلاء المتطرفين عليهم أن يعملوا بدلا من أن تعولهم الدولة. وكانت نتيجة هذه المطالبة ان طرد من حزبه "شاس" وصنعت صحيفة الحزب ملفا خاصا عنه ووصفته بأنه شيطان ووضع حوله "بودي جارد" لحراسته خوفا من اغتياله ولكن النائب استمر يطالب بأن يعمل هؤلاء المتطرفون قائلا ان الدولة لا تستطيع أن تعيش اقتصاديا إذا شجعت سياسة ثقافية تعتمد علي الثقافة والحصول عليها دون القيام بأي عمل لأن الدولة تتولي رعاية هؤلاء اليهود الدينيين المتطرفين. وقد ثبت ان هؤلاء الذين يعالون يمثلون 10 في المائة من سكان إسرائيل بالإضافة إلي خمسين في المائة من نساء الطبقة لا تعمل بينما عدد النساء غير العاملات في إسرائيل لا تزيد نسبتهن علي 21 في المائة من نساء إسرائيل. والغريب في الأمر ان هذه الطبقة ممن يعالون ولا يعملون لا تقتصر علي الحاخامات فحسب بل علي المتطرفين بصفة عامة وهم يميلون إلي الزواج المبكر ويؤمنون بزيادة النسل حتي ان الأسرة منهم تنجب 8 أطفال علي الأقل. وقد زاد عدد أبناء هؤلاء المتطرفين في المدارس الابتدائية بنسبة 50 في المائة في السنوات العشر الأخيرة وقال الخبراء ان 78 في المائة من الطلبة في المدرسة الابتدائية في إسرائيل سيكونون من المتطرفين في عام .2040 وقد وصل عدد الطلاب الذين يتعلمون ولا يعملون إلي 60 ألف طالب في إسرائيل وكان بن جوريون أول رئيس لوزراء إسرائيل هو صاحب فكرة ان يدرس هؤلاء ولا يعملون لضمان وقوف المتطرفين معه وأن تكون الدولة اليهودية متطرفة دينيا.. وحاولت حكومات إسرائيل المتعاقبة ان تجعل هؤلاء المتطرفين يعملون ويدرسون التوراة في نفس الوقت لكن الحكومة فشلت. واستمرت إسرائيل في سياسة التطرف الديني حتي الآن!