لا حديث في الأوساط الالكترونية بين الشباب سوي عن احتفالات عيد الميلاد التي ستقام في كل كنائس مصر بعد ساعات وتفنن شباب المسلمين في اطلاق حملات بأفكار مبتكرة لمشاركة الاخوة الاقباط في هذا اليوم لكن الأمر الذي لم يتوقعه أحد هو تجاوب الشباب المسيحيين مع هذه الحملات والرد عليها بشكل ايجابي جدا طمأن الجميع بأن شعب مصر كله سيظل في رباط إلي يوم الدين. أولي هذه الحملات جاءت تحت عنوان "مبادرة الورود" وتدعو للمشاركة بوضع وردة علي نفس الرصيف الذي سالت عليه دماء شهداء كنيسة القديسين علي ان تمتد هذه المبادرة من الثامنة صباحا حتي الثامنة من مساء اليوم الخميس امام كنيسة القديسيين أو أي كنيسة اخري وهدفها كما يقول مطلقوها مخاطبة الغرب باللغة التي يفهمونها خاصة من يردد أن هذه الجريمة طائفية وليست ارهابية كي نقول لهم من يضع الورود لا يمكن ان يضع القنابل وكان من أوائل المشاركين في الحملة فتاة مسيحية تدعي اليسا جرجيوس وعدت المسلمين بأنها ستقف غدا علي باب الكنيسة لاستقبالهم وشاركها في الرأي وجدي جميل الذي يري ان كل ذي عقل وعينين يري حقيقة واحدة هي ان المسلمين لم يمس احدهم مسيحي بسوء علي مدي ألف عام فما الذي سيدفعهم لهذا الآن بعدما اتعظ الجميع من حال الدول العربية التي فتكت الحرب الطائفية بأهلها. وتحت شعار "حرمة دور العبادة" طالب الناشطون علي الموقع الشهير أن يتم تخصيص خطبة غد الجمعة في كل المساجد للحديث عن حرمة دور العبادة سواء كانت مساجد أو كنائس أو معابد وكيف كان النبي محمد عليه الصلاة والسلام يتعامل مع أهل الكتاب وكيف خصص القرآن الكريم صورة كاملة باسم مريم العذراء ومازال المسلمون يطلقون علي بناتهم اسمها حتي اليوم وعلق المشترك عامر بيتر علي هذه الفكرة قائلا: مسلم ومسيحياً الاتنين صحاب بقوا خلاص تحت التراب.. ارهابي وهدفه يفرق بنا بس أنا مصري ضد الارهاب. بينما قال صادق وهبة: المسيحيون مدركون تماما ان عدوهم بلا وطن او دين وهو نفس العدو الذي يخشي من اتحاد الصليب مع الهلال لأن هذا الاتحاد هو الذي اخرج الانجليز من بلادنا بل والاسرائليين ايضا. وآخر حملات المسلمين أكدت علي ان المسلمين غدا سيكونون أول من يطرق باب الكنائس لحماية الأقباط والتضامن معه وانهم سيكونون دروعا اسلامية بشرية تحمي اخوانهم الاقباط عملا بقول الرسول محمد عليه الصلاة والسلام "من آذي ذميا فقد أذاني" ولقد كان لكلمة دروع إسلامية بشرية مفعول السحر في نفوس الاخوة الاقباط الذين تفاعلوا بشدة مع الحملة ومنهم ماريو عادل الذي قال: إذا كان الرب معنا فمن علينا ستتشابك ايدي المسلمين بأيدينا غدا للدفاع عن وحدتنا الوطنية لا عن الكنائس فقط. قال عيسي خلاف: عمري ما هنسي اننا اخين.. علي أرض مصر بقي لنا زمان عايشين ومن نيلها شاربين.. خلينا إيد واحدة ضد الارهابينن. أما هاني شيتوس فقد قام بوضع صورة ارشيفية للشارع الذي وقع به الانفجار ليوضح ان الكنيسة يقابلها في نفس الشارع مسجد متسائلا: كيف اذن نقول إن الجاني مسلم؟ ولماذا لم يخش علي أبناء ملته أو دار عبادته من أثر الانفجار؟ وعلي الصفحة الرئيسية لحملة "أنا مصري وأنا ضد الارهاب" اطلقت فتاة مسيحية تدعي بتول وهبة نداء إلي كل المسلمين والمسيحيين تقول فيه: أنا من ابناء المنطقة التي شهدت التفجير اطلب منكم الصلاة والدعاء لنا سواء كنتم مسلمين أو مسيحيين لاننا في كرب واحتياج لرحمة الرب. وبعد نشر النداء بدقائق سارع جميع الأعضاء بكتابة أدعيتهم إلي ان استقر بهم الرأي أن يدعو الجميع اليوم الخميس عند دقات الثانية عشرة بعد منتصف الليل من الجامع أو الكنيسة أو حتي المنزل بأن تمر هذه الازمة علي خير وأن يرددوا الدعاء التالي: اللهم احفظ مصر للمصريين وادر دائرة السوء علي من اراد بمصر السوء .. الجدير بالذكر ان غالبية هؤلاء الشباب قاموا برفع صورهم الشخصية من علي الفيس بوك واستبدولها بصور مختلفة للهلال مع الصليب.