توقع مسئولو الغرف التجارية أن أسعار السلع الغذائية في العام الجديد قد تشهد ارتفاعا وأرجعوا السبب في ذلك إلي ارتباط السوق المصري بالعالمي والذي يتأثر بالتغيرات المناخية والسياسية بالاضافة إلي التلاعبات في البورصات العالمية والاحتكار مطالبين بتغيير سياستنا الغذائية وتحقيق الاكتفاء الذاتي. يقول أحمد الوكيل "رئيس اتحاد الغرف التجاربة ان الحكم علي الأسعار صعب للغاية خلال عام كامل مشيرا الي أن ذلك في علم الغيب" وعلي سبيل المثال فإن اسعار الخضر والفاكهة ارتفعت ثم انخفضت نتيجة التغيرات المناخية. أضاف أنه بالنسبة لأزمة السكر فأتوقع وجود تذبذب في الاسعار حتي شهر فبراير القادم بعدها ستعود لمعدلاتها الطبيعية ويقول علي شكري نائب رئيس غرفة القاهرة التجارية إن التغيرات العالمية في الاسعار اصبحت تحدث بين يوم وليلة مشيرا الي انه في الوقت الحالي لم تعد هناك معايير ثابتة للحكم علي ارتفاع الاسعار من عدمه خلال عام كامل مشيراً الي أن من بين الاسباب التي تؤكد عدم استطاعتنا توقع مستوي الاسعار هو التغيرات المناخية وايضا الظروف السياسية الحرجة في العديد من بقاع العالم بالاضافة الي بورصات السلع التي أصبحت تتحكم وتتلاعب في الأسعار العالمية وفقا للمضاربات التي تحدث وتتحكم فيها مجموعات محددة. ويؤكد الباشا ادريس عضو مجلس ادارة الغرفة التجارية انه لا يمكن لأحد ان يتنبأ بطبيعة اسعار السلع خاصة الغذائية خلال شهر وليس خلال عام كامل ورغم ذلك فإن الدلائل تؤكد أن الاسعار في ارتفاع مستمر نتيجة تنامي الطلب المستمر علي الغذاء. ويؤكد سامح مصطفي زكي "عضو مجلس ادارة الغرفة التجارية" ان المؤشرات العالمية تؤكد أن العام الجديد سوف يشهد موجة من ارتفاع الاسعار بالنسبة للسلع الأساسية نتيجة الأحوال الجوية السيئة والمناخ المتغير الذي يؤثر في توافرها وهو ما نراه حاليا في السكر وأزمة القمح السابقة عندما تعرضت روسيا لموجة جفاف. أشار الي أن هذه الظروف اصبحت تؤثر في السوق المصري بشكل كبير والذي أصبح مرتبطا بالأسعار العالمية نتيجة اعتمادنا علي الخارج في استيراد السلع الغذائية وخاصة الاساسية منها كالقمح والسكر والزيت والذي يشهد ارتفاعا رهيبا نتيجة زيادة الأسعار العالمية. طالب زكي بضرورة تغيير سياستنا الزراعية مع زراعة المحاصيل الضرورية ودعم الفلاحين للوصول للاكتفاء الذاتي حتي لا تتعرض الموازنة العامة للخلل نتيجة زيادة الدعم كاشفا في الوقت نفسه عن وجود تلاعب في الاسواق العالمية للإضرار بالدول النامية وعلي سبيل المثال فإن مصر أصبحت اكبر دولة مستوردة للفول المدمس وان 3 أو 4 شركات عالمية انتبهت لذلك وتقوم بشراء الفول من السوق العالمي وتخزينه ثم بيعه لنا بأسعار مرتفعة حتي أننا أصبحنا لعبة في يد بعض الشركات نتيجة عدم وجود اكتفاء ذاتي. ويقول عماد قناوي عضو مجلس ادارة الغرفة التجارية ان العام القادم سوف يشهد بالفعل ارتفاع اسعار السلع الغذائية بشكل كبير مؤكدا ان هذا الارتفاع سببه العديد من التغيرات المناخية التي أصبحت تؤثر علي الأسعار العالمية مشيرا في الوقت نفسه الي ان الغرفة التجارية من جانبها تحاول من خلال المبادرات المختلفة الحد من ارتفاع الاسعار وايضا تطالب التجار بعدم تخزين السلع والمنتجات وإعادة بيعها بأسعار اعلي لأن ذلك من اسباب ارتفاع الاسعار.