نتواصل في رصد ملامح القمة "106" التي انتهت بالتعادل السلبي بين الأهلي والزمالك وهي نتيجة أفادت الفريقين وأراحت بال جمهور الناديين.. لأنها نتيجة حفظت ماء وجه البطل "الأهلي" من الانكسار المعنوي أمام غريمه التقليدي والأزلي وفي الوقت نفسه أرضت نتيجة التعادل فريق الزمالك وجماهيره لأنها حافظت علي تقدم الفريق وصدارته للدوري بفارق 6 نقاط.. وهو نفس الفارق الذي كان قبل انطلاق القمة.. ولكن في وجدان جماهير القلعة البيضاء حسرة دفينة لأنها كانت تريد الفوز والثأر من مسلسل انتصارات الأهلي ولكن خابت آمالهم وخرج الزمالك بالتعادل ليسجل الزمالك رقماً قياسياً وهو عجزه عن الفوز علي الأهلي في آخر 11 مباراة.. ولم تكن أفضل من تلك الفرصة في لقاء الخميس كي ينتزع الزمالك فوزاً يرد به اعتباره لكل خسائره في السنوات الست الأخيرة باستثناء فوز يتيم في ظروف خاصة وبعد ان حسم الأهلي بطولة الدوري بالفعل. المباراة في مجملها من الناحية الفنية غير ممتعة ولكنها حققت العديد من الأهداف التي سعي إليها عبدالعزيز عبدالشافي المدير الفني للأهلي وحسام حسن المدير الفني للزمالك.. وهي أهداف غير الأهداف التي تهز الشباك والتي لم نر منها واحداً طوال التسعين دقيقة رغم كمية الجري بطول الملعب وعرضه من لاعبي الفريقين ولكنه في مجمله كان جريا للتحليق علي الكرة وغلق الملعب خاصة الشوط الأول الذي اتسم بالندية وارتفاع معدل السرعات والرقابة الفردية الصارمة علي مفاتيح اللعب المؤثرة في الفريقين خاصة في الشوط الأول فيما اختلف الحال في الشوط الثاني عندما استطاع لاعبو الأهلي ان يستفيدوا من جهدهم فسيطروا علي الملعب بخبرة فارقة عكس لاعبي الزمالك الذين فقدوا تركيزهم التكتيكي وانصب جهدهم علي التصدي لهجمات الأهلي في نصف ملعبهم دون نشاط يذكر في اتجاه مرمي أحمد عادل. من الأهداف الجوهرية التي تحققت في القمة 106 ان الأهلي أكد ان لديه روح الفانلة الحمراء وهي مسألة كنا نظن انها تلاشت أو ضعفت علي الأقل في ظل الاحتراف الغالب علي جميع اللاعبين الآن ولكنها عادت من جديد في القمة 106 بعدما نجح عبدالعزيز عبدالشافي في إنمائها واشعالها من مكمنها.. وأظن ان الفائدة من إذكاء روح الفانلة الحمراء من جديد ستظهر إثارة في الجولات القادمة للفريق في الدوري ليخرج الفريق من كبوته الحالية وهذا هو الحل الوحيد لصحوة الأهلي في ظل مشاكله الفنية المتعددة والتي لن تنفرج في وقت قصير.. كما نجح زيزو في إدارة المباراة بعقلية تدريبية ناضجة لتفادي اصابة الأهلي بخسارة تهينه أو حماسة زائدة تؤدي إلي هذه الخسارة فكانت الخطة المتوازنة في الملعب والتي كان هدفها الرئيسي حرمان الزمالك من تحقيق حلم الفوز علي البطل.