انتهت مباراة القمة رقم 96 بين الأهلي والزمالك بالتعادل السلبي "العادل" ، وكانت مباراة قمة في التكافؤ بالفعل مثلما توقعت في المقالة السابقة. نهاية المباراة بالتعادل أراحت جميع الجماهير ، وكانت نتيجة رائعة لكي تستمر حالة النشوة والفرح عند الجمهور المصري ، وأيضا تستمر حالة التوحد الرائعة بين جمهور الفريقين وتستمر الروح الرياضية الرائعة سائدة في الوسط الرياضي. وبنهاية مباراة القمة ، أستطيع أن أقول أن هذه المباراة شهدت بالفعل عودة الزمالك أخيرا الى مستواه الحقيقي ، ونستطيع أن نقول "والله زمان يا زمالك" ، فبعد مرور عامين كاملين من التفوق الأهلاوي الكاسح ، وفوز الأهلي أربع مرات متتالية على الزمالك بسهولة ، شاهدنا هذه المرة مباراة متكافئة بين فريقين متكافئين تماما من الناحية الفنية مثلما كان يحدث من قبل. وفي رأيي الشخصي ، والذي قد يغضب البعض مني ، أن الزمالك كان هو الأفضل في المباراة بفارق ضئيل عن الأهلي ، وكان هو الفريق الأقرب للفوز ، وأضاع ثلاث فرص لا تضيع من يوسف حمدي ومصطفى جعفر وعبد الحليم علي ، والدليل على تفوق الزمالك هو احتساب 11 ركلة ركنية له في المباراة مقابل ثلاث فقط للأهلي. كاجودا فنيا بدأ المباراة بصورة رائعة ، وكان جريئا عندما اتخذ قرارا ببقاء حازم إمام على دكة البدلاء والدفع بمصطفى جعفر بجوار حمزة وحليم ، وبالفعل شكل هذا الثلاثي خطورة كبيرة على مرمى الأهلي وأدوا بشكل رائع. ولكني أعتقد أن كاجودا أخطأ في التبديلات التي أجراها في الشوط الثاني ، فجميعها أثرت بالسلب تماما على الفريق ولم يكن هناك أي داعي لخروج جعفر وحليم وتامر عبد الحميد رغم انهم أدوا مباراة رائعة ، بينما البدلاء الثلاثة الذين نزلوا إلى الملعب لم يقدموا أي شىء يذكر ، ويبدو أن حازم إمام مازال أمامه الكثير من الوقت لاستعادة مستواه خاصة بعدما أصبح مشغول بعمله الجديد في برنامج "البيت بيتك" ، وكان الأفضل ، في رأيي ، أن تتأخر تغييرات كاجودا أو حتى لا تتم بالمرة لأن الفريق كان جيدا ولم يكن هناك أي داعي للتغييرات لأنها أمر اختياري في المباراة وليس إجباري. على الجانب الآخر ، بدأ جوزيه المباراة بأفضل تشكيل متاح أمامه ، خاصة في ظل وجود عدد كبير من الغائبين بسبب الاصابات ، ووضح تأثر الأهلي سلبا بشدة بغياب الثنائي بركات وشوقي ، كما تأثر أيضا بغياب متعب "الغائب الحاضر" الذي كان متواجدا في الملعب بجسده فقط. وحقيقة ، فان تراجع مستوى متعب بشدة في الفترة الأخيرة يحتاج إلى وقفة سريعة من مسئولي الأهلي لأنه من أهم مهاجمي الأهلي ومنتخب مصر ، والوقفة مع متعب يجب أن تكون بأحد حلين ، فأما أن يسمح له بالاحتراف حتى يستفيد الأهلي من ورائه ماديا ويبدأ هو في رحلة جديدة لاستعادة مستواه ، واما أن يجلس لفترة على مقاعد البدلاء حتى يتعلم الدرس ويستعيد تركيزه ويستعيد مستواه العالي. تعادل الفريقان جعل الوضع يبقى كما هو عليه في قمة الدوري ، وأصبح الأهلي الأقرب بشدة للتويج بلقب البطولة هذا الموسم ، وإن كان جمهور الزمالك يجب أن يفخر أنه أصبح يمتلك فريقا جيدا ، وجهاز فني رائع ، ومجلس إدارة محترم ، وهو الشىء الذي كان يفتقده الفريق في الفترة الأخيرة.