كم في هذا البلد من أناس يجب أن نفتخر بهم ونتباهي انه يوجد في مصر بشر بهذا الرقي وتلك الثقافة الرفيعة. جاءتني دعوة كريمة من المستشار القانوني ابراهيم زكي لحضور صالونه الأدبي الذي يقام كل خميس من آخر كل شهر في نادي السيارات المصري.. فلبيت الدعوة لأنني أصلا أحب تلك التجمعات الثقافية ودائما تجيئني دعوات من صالونات كثيرة مختلفة لأكون متحدثة أو مستمعة. دهشت من هذه الكوكبة الرائعة من علية القوم وكريمة المجتمع من المثقفين ووجدتهم مجموعة منتقاة من الدبلوماسيين والقضاة والمحامين والإعلاميين ورجال الأعمال وأبطال من القوات المسلحة وأيضا من رجال الداخلية والكل مثقف ثقافة عالية وملم بكل شيء في هذا المضمار الجميل.. ووجدت أيضا بعضا من الجنسيات المختلفة من اللبنانيين وغيرهم وهالني بل افرحني الأناقة الشديدة التي كان عليها الجميع سواء السيدات أو الرجال والبارفانات الباريسية الرائعة والتي جعلت الصالة كلها ذات رائحة جميلة محببة. كما ادهشني واثار تركيزي وحاز علي اعجابي الشديد إبراهيم زكي نفسه وادارته لهذا المنتدي الثقافي الرائع وكان مثل المايسترو الماهر وهو طوال مدة اللقاء واقفا بين الجموع ويمشي هنا وهناك وينادي أيضا علي هذا وذاك ليقوم ويقول كلمته وعندئذ وجدت نفسي اسرح بخواطري إلي الماضي البعيد حيث صالون مي زيادة الشهير وقتئذ والذي كان يجتمع فيه رموز المجتمع وفطاحل الادباء في مصر مثل عباس محمود العقاد وتوفيق الحكيم وغيرهم من الباشوات والبهوات واقطاب مصر المثقفين ثقافة عالية وكان صالونها مثار اعجاب كل الوطن العربي. رجعت فورا من سرحاني هذا إلي الواقع الجميل الذي أعيشه في هذه اللحظة ونظرت حولي وفرحت حقا لأن هذه الندوة الادبية الراقية والمدهشة تتكلم عن كل شيء يخاطب الوجدان والمشاعر والعلاقات الإنسانية بين الرجل والمرأة وايضا الحاضرون كل يتكلم عن تجربته ودراسته العلمية وايضا الكتب والموسوعات التي قرأها حتي صرنا جميعا ملمين بما تعلمه الآخرون من معلومات شيقة.. وكل هذا والمستشار ابراهيم زكي أو الدينامو المحرك لكل هذه الكوكبة يتحاشي تماما الكلام في شيئين ألا وهما السياسة والدين لأننا جميعا نشعر اننا وحدة واحدة متجانسة وفقط كلنا علي حب مصر ونشعر بالحب للجميع لأن من أساس هذا المنتدي الأدبي الفاخر هو الحب. الحب يعني حب الآخر والتعلم من ثقافته وعلمه وبالتالي نكتسب كلنا معرفة كبيرة من المعلومات القيمة وهكذا مضي بنا الوقت سريعا ولم نشعر به وكأنه لحظة وبعد ذلك دعانا ابراهيم زكي إلي الانتقال إلي الجزء الذي به موائد الطعام لنتناوله وكل هذا من حسابه الخاص لأنه منذ البداية محب لهذه التجمعات الادبية وحقا كم فرحت بهذه اللمسات الجذابة من بعض المصريين الأفاضل وقلت وقتها بيني وبين نفسي حقا ان مصر ما زالت بخير طالما بها اناس مثقفون واعدون. همسة في أذنك: سأبقي العش في ذات واقدم العزاء لكل من قال في يوم انه يهواك.. سأبقي العشق في ذاتي قربانا اقدمه من قلبي لكل رجل سواك.. خمر بلا خمر اسقيه بشفتي يا سيدي لكل شفاه غير شفاك. لأني باختصار شديد وباختصار أشد لم أعد يا وهمي الكبير اهواك.. ولم يعد هناك للقصة بقية تجذبني للحوار أو تجعلني يا سيدي القاك.. نقطة في آخر السطر متبوعة بإمضائي تعني بأني في حياتي لم أعد ارضاك. مع الأصدقاء إلي الصديق الدائم التواصل السفير فخري عثمان شكرا كثيرا لايميلك الرائع وكم سعدت بكارت المعايدة والورود التي ارسلتها لي وكل عام وأنتم بخير. **** إلي الدكتور زايد عبدالفتاح شكرا للكلماتك الرقيقة التي ارسلتها لي وايضا كم فرحت لأنك مثلما تحب الأغاني القديمة أو بالأصح اغاني الزمن الجميل. ***** إلي الدكتورة نهي هشام السعيد جامعة القاهرة كم كان ايميلك رقيقا وكلماته راقية أما عن تعليقك علي صورتي فأنا اشكرك بشدة علي هذه المجاملة ولكن مازلت اقول ان الجمال هو جمال الروح وإلي تواصل دائم.