سئلة كثيرة وردت إلي "المساء الديني" من القراء تتعلق بالعبادات والعلاقات الاجتماعية بين المسلم وأخيه وكذا بين الزوجين.. بالاضافة للاستفسار عن المعاملات وبعض الأمور التي تتطلب رأي الدين وذلك لكي تمضي حياتهم في ضوء تعاليم الشريعة الإسلامية. يتم عرض هذه الاسئلة علي علماء الدين المشهود لهم بالورع والتقوي وامتلاك ناصية العلم. في حلقة اليوم نعرض اسئلة عدد من القراء متنوعة باجابات رجل من أهل العلم والصلاح الشيخ صبري عبادة وكيل وزارة الأوقاف بجنوب سيناء. * يسأل محمد محمود موظف: مررت بظروف قاسية صعبة كانت تهددني بالسجن وطلبت من زوجتي بيع مصاغها لكنها رفضت فاضطررت لأخذه منها بغير رضاها وبيعه مما قامت علي أثره بترك المنزل فما حكم الشرع في ذلك؟ * * المصوغات الذهبية خاصة بزوجتك وملك لها ولا حق لك فيه وعليك أن تبادر إليها وتصالحها وتعيدها إلي منزلك حتي لا تتطور الأمور خاصة أنه لا يجوز لك أن تتصرف في أموال زوجتك إلا برضاها ولا تأخذ منه شيئا إلا أن تهبه لك بطيب نفس لقول سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم "لا يحل مال امرئ إلا عن طيب نفس منه" رواه البيهقي وصححه الألباني والله اعلي وأعلم. * يسأل "محمد. خ": حدثت مشاجرة بين زوجتي وشقيقتي وأخذت زوجتي لمنزل شقيقتي لمصالحتها لكنها طردتنا مما دفعني لمقاطعتها فما حكم الدين في ذلك؟ * * يجيب الشيخ صبري عبادة: الإسلام حد حدودا ونظم العلاقات الاجتماعية وحفظ لكل امرئ قدره وأن ما فعلته هو لون من ألوان تقريب وجهات النظر والصلح بين زوجتك وشقيقتك إلا أن الإسلام جعل لكل إنسان حقه في التعامل مع الآخر ولم يأت نص ديني علي اجبار امرأتك لمصالحة شقيقتك باهانة ولكن يجب عليك أن تصل رحمك فهي علاقة شخصية بينك وبين أختك وعلي زوجتك أن تحترم اشقاءك وأن تكون همزة الوصل بينك وبينهم دون ضرر أو اضرار. * يسأل مبروك سيد علي: ما فضل صيام يوم عاشوراء؟ * * يجيب الشيخ صبري عبادة بقوله: صيام يوم عاشوراء فضلا عن أن فضله عظيم كما ثبت بالأحاديث أنه يكفر سنة ماضية إلا أننا نقول إن الإسلام احترم مشاعر الديانات الأخري ولم يعرف تفرقة أو بغضا ولكنه يعرف الحب والتعايش مع الآخرين وأن رسولنا الكريم رغب في صيام هذا اليوم لمشاركة اليهود فرحتهم بنجاة سيدنا موسي كليم الله والنبي صلي الله عليه وسلم صام يوم عاشوراء ليقول للدنيا انه نبي جاء من المشكاة التي أتي منها موسي وعيسي وبالرسالة التي جاء بها موسي وعيسي فلا تقتلوا ولا تباغضوا من أجل الدين وقد كان النبي صلي الله عليه وسلم يصومه في الجاهلية أيضا فقد جاء الحديث عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان يوم عاشوراء تصومه قريش وكان النبي صلي الله عليه وسلم يصومه في الجاهلية فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه فلما فرض رمضان ترك عاشوراء فمن شاء صامه ومن شاء تركه" متفق عليه. * يسأل عيد. م: حدث خلاف بيني وبين والديَّ بسبب تفضيلهما لشقيقي عليَّ واقسمت بعدم زيارتهما فما حكم الدين؟ * * اتق الله يا أخي فالإسلام العظيم لم يضع حداً لبر الوالدين والرسول صلي الله عليه وسلم قال في الحديث الصحيح: "الجنة محرمة علي العاق لوالديه" ومدح البار بوالديه فقال صلي الله عليه وسلم: "فليعمل البار ما شاء فلن يدخل النار" وأن والديك لهما الحرية الكاملة في تفضيل شقيقك وأن الذي سيحاسبهم علي ذلك هو الله ولا يكون ذلك سبيلاً لك لمقاطعة والديك فعليك أن تبر والديك وتوضح لهما ان هذا العمل مخالف لشرع الله لتنال رضا الله عز وجل في الدنيا والآخرة. * يسأل محمد علي: طلب مني أحد الأشخاص مبلغا مالياً لتوزيعه علي الفقراء والمساكين ولكم حدثتني نفسي أنه لم يوزع المبلغ الذي أخذه فما حكم الشرع في ذلك؟ * * يجيب الشيخ صبري عباده: بمجرد ان يخرج الإنسان الصدقة يكتب له الأجر والثواب فلقد كتب لك أيها السائل الثواب ولكن ما حدثتك به نفسك هو نزغ من الشيطان ليحدث خلاف بين الناس ويصدك عن الصدقة مرة أخري ولكن أن هذا الانسان الذي تحصل علي هذه المبالغ ان قام بالعمل المطلوب منه وتوزيع المال علي الفقراء فله الأجر والثواب كالمتصدق كما قال صلي الله عليه وسلم: "الدال علي الخير كفاعله" ولكن إذا أكل من هذا المال أو أخذ منه شيئا فإن حسابه شديد عند الله عز وجل لأن أكل أموال الناس بالباطل حرمه الإسلام فما بالك إذا كان صدقة.