في سنة 1911 تعرضت الأمة المصرية لخطر الانقسام الطائفي بين المسلمين والأقباط بعد اغتيال بطرس غالي باشا ناظر النظار أو رئيس الوزراء.. فقد اعتقد كثير من الأقباط أن الجريمة لم ترتكب إلا بدافع من التعصب الديني وأنه لم يغتل إلا لأنه قبطي في حين أن السبب الرئيسي لاغتياله يعود إلي أنه وافق علي مد امتياز قناة السويس لمدة 40 سنة مقابل أربعة ملايين جنيه.. ويقول المؤرخ أحمد شفيق باشا من معّية الخديوي عباس حلمي أن الصحف القبطية مثل الوطن ومصر راحت مطلعة صيحات الشقاق وزرع بذور الفتنة وتطالب الأقباط بالالتجاء إلي دولة قوية لتكون عوناً لهم في المستقبل.. وزادت هاتين الصحيفتين في طلباتهما بأن طلبت من الأقباط عدم منح المصريين الدستور والالتجاء إلي عموم الدول الأوروبية للنظر فيما آلت إليه حالتهم. وطالبت الأقباط بعقد مؤتمر خاص بهم لعرض مطالبهم وتحدث فيه توفيق دوس بك ومرقص حنا وغيرهم وكانت طلباتهم في معظمها تنحصر في ضرورة أن تكون قاعدة التعيين في الوظائف هي الكفاءة ووضع نظام يكفل تمثيل كل عنصر مصري في المجالس النيابية وغيرها من الطلبات.. وكان اعتمادهم في ذلك الوقت علي مساندة انجلترا لهم ولكن المفاجأة أن تقرير الدون جورست المعتمد البريطاني في مصر أن الإحصائيات سواء في وظائف الحكومة أو دور التعليم ما يثبت أن للأقباط حصة الأسد. كان هذا منذ أكثر من مائة عام.. وكما يقول الزميل مؤمن الهباء في كتابه "ضد الطائفية" إن هذا الوطن شهد عبر تاريخه أحداثاً طائفية مريعة تفصل بينها في العامة مسافات زمنية واسعة.. ولكن وتيرة هذه الأحداث أخذت تتسارع خلال عامي 2010. 2011 بشكل غير مسبوق. ويشعر المؤلف بأسف شديد وهو يتحدث عن خيانة بعض أقباط المهجر لوطنهم. وهم ينتمون إلي ما يسمي الجمعية الوطنية القبطية الأمريكية فأصدرت بياناً صادراً في 26 يونيه من العام الماضي حيث تقدموا بطلب رسمي لعرض الحماية الدولية علي مصر إلي الأممالمتحدة والفاتيكان وغيرهم.. ودعا الوفد في الخطابات التي سلمها إلي بعض الجهات لفرض الوصاية علي مصر مستندين في ذلك إلي الاضطهاد العنصري والتميز الديني في مصر. ويضف مؤمن الهباء هذه الفتنة.. أنها انتقلت من مرحلة الكلام وإطلاق البيانات إلي مرحلة الفصل وممارسة التآمر علي الوطن وابنائه بالطريقة نفسها التي مارس بها الأقدمون خيانتهم.. وأن هذا التحرك ليس إلا الجزء الظاهر من رأس الأفعي التي يتحرك من هناك في واشنطن لكي تحول مصر إلي عراق جديد وصومال جديد وسوريا جديد في إطار خطة التفكيك التي أعلنت عنها الولاياتالمتحدة. نفس السيناريو يتكرر وكما دعا بعض الأقباط في عام 2011 بعض الدول لحمايتهم والالتجاء إلي دولة قوية لتكون عوناً لهم في المستقبل.. راح بعض أقباط المهجر في عام 2011 إلي نفس النغمة أو طلب الحماية.. وأصبحوا في نظر جميع المصريين مسلمين ومسيحيين.. خونة واختطلت دماؤهم بالخيانة والفساد ولكن الأمر المؤكد أن مصر كلها ضد الطائفية.