تعيش شبه جزيرة سيناء بمحافظتيها شمال وجنوبسيناء حالة من تردي الأوضاع الأمنية منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير الماضي. وتكررت عقبها حوادث اختطاف الأجانب من قبل بدو سيناء. فضلا عن احتجاز رجال الشرطة. للضغط علي الحكومة لتحقيق مطالب معظمها يتمثل في الافراج عن مواطنين من البدو تم توقيفهم من قبل قوات الشرطة أو الجيش. أوالافراج عن مسجونين تم الحكم عليهم في ظل النظام السابق. قد بلغ عدد السياح الأجانب المختطفين منذ مطلع العام الجاري 37 أجنبياً منهم 25 صينيا. 4 أمريكان. 3 كوريين. برازيليان. ليبيان. وتشيكية. ففي 31 يناير الماضي قام أهالي الموقوفون علي خلفية تفجيرات طابا وشرم الشيخ باختطاف 25 خبيرا صينيا بمنطقة لحفن جنوب مدينة العريش عاصمة شمال سيناء. للضغط علي المجلس العسكري الذي يتولي إدارة البلاد منذ تنحي مبارك في الحادي عشر من فبراير قبل الماضي لاطلاق سراح المتهمين علي خلفيات تفجيرات طابا وشرم الشيخ بين عامي 2004 و2006. بدعوي أنهم مظلومون ولم يقوموا بأي أعمال تخريبية ولم يشاركوا في التفجيرات. وأن المتهم الرئيسي فيها حبيب العادلي وزير داخلية مصر في عهد الرئيس المخلوع. وتم تحرير الصينيين بعد الموافقة علي بحث مطلبهم. بعدها بأيام وفي 3 فبراير قامت مجموعة من البدو ينتمون إلي إحدي قبائل جنوبسيناء باختطاف سائحتين أمريكيتين ومرشدهما المصري ورجل شرطة يرافقهم. بعد توقيف حافلة تقلهم بمنطقة وادي السعال بسانت كاترين بمحافظة جنوبسيناء. للإفراج عن بدوي جري توقيفه من قبل قوات الجيش علي خلفية حيازة أسلحة آلية دون ترخيص. وتم تحرير السياح بعد الموافقة علي بحث مطلبهم. في 9 فبراير قامت إحدي القبائل البدوية باختطاف ضابطي شرطة و17 شرطياً من احدي النقاط الحدودية بمنطقة وسط سيناء. علي خلفية مقتل أحد أبناء القبيلة أثناء محاولته اجتياز الحدود المصرية تجاه الأراضي العربية المحتلة. وتم تحرير الضابط والجنود بعد استجابة السلطات علي مطلب أبناء القبيلة باعتبار القتيل ضمن الشهداء وتمتع أسرته بعدد من المزايا العينية والمادية. بعدها بيوم وفي 10 فبراير عاودت إحدي قبائل جنوبسيناء اختطاف ثلاثة سياح كوريين ومرشدهم المصري من بين مجموعة من السائحين بنفس المنطقة التي جري فيها اختطاف الأمريكيتين. لعدم وفاء أجهزة الأمن بالافراج عن بدوي تم توقيفه من قبل قوات الجيش علي خلفية حيازة أسلحة آلية بدون ترخيص. وتم تحرير السياح بعد موافقة السلطات علي بحث مطلبهم. وفي 9 مارس حاصر أهالي المعتقلون علي خلفية تفجيرات طابا وشرم الشيخ معسكر قوات حفظ السلام العاملة بسيناء بمنطقة الجورة جنوب مدينة الشيخ زويد لمدة ثمانية أيام. لاطلاق سراح المتهمين علي خلفيات تفجيرات طابا وشرم الشيخ بين عامي 2004. و2006. وتم إنهاء الحصار بعد موافقة السلطات علي الافراج عن ذويهم خلال شهر. اختطاف سائحين وفي 18 مارس قامت مجموعة من بدو سيناء باختطاف سائحتين برازيليتين ومرشدهما المصري وشرطي برفقتهم أثناء استقلالهم حافلة سياحية علي الطريق الدولي بجنوبسيناء بمنطقة وادي فيران. وذلك للضغط علي الحكومة للإفراج عن معتقلين من البدو بالسجون المصرية. وتم تحرير السياح بعد الموافقة علي بحث مطلبهم. وفي 20 مارس فرضت عائلة الشاعر بمدينة رفح المصرية حصاراً جديداً علي معسكر قوات حفظ السلام العاملة بسيناء بمنطقة الجورة جنوب مدينة الشيخ زويد لمدة يومين. علي خلفية توقيف الشرطة لاثنين من أبناء العائلة علي خلفية اتهامهما باختطاف مواطن مصري يحمل الجنسية الامريكية. وتم انهاء الحصار بعد موافقة السلطات علي فتح تحقيق جديد في القضية والاستماع لأقوالهما مرة أخري. وفي 22 مارس قامت إحدي قبائل وسط سيناء باختطاف مرشدة سياحية تحمل الجنسية التشيكية علي طريق دهب- طابا بمحافظة جنوبسيناء. للضغط علي الحكومة للافراج عن أحد أبنائهم الموقوف علي خلفية جنائية. وقام بدو جنوبسيناء بتحرير السائحة. والتنبيه علي بدو الشمال بعدم القيام بأعمال اختطاف داخل محافظة جنوبسيناء. والاستئذان عند دخول المحافظة. وفي 24 مارس قامت مجموعة من بدو سيناء باختطاف مواطنين يحملان الجنسية الليبية. أثناء قدومهما من ميناء نويبع المصري في طريق عودتهما إلي مدينة القاهرة. وذلك بمنطقة أبو رديس بجنوبسيناء. دون معرفة الأسباب. وتم تحريرهما من قبل قوات الجيش بعد ساعتين من الاختطاف وهروب الخاطفين. وفي 31 مايو الماضي قامت مجموعة من بدو سيناء باختطاف سائحين يحملان الجنسية الأمريكية. بعد مغادرتهما فندق هيلتون دهب في طريقهما إلي فندق سونيستا نويبع. وذلك بمنطقة رأس الشيطان علي الطريق الدولي بجنوبسيناء. للافراج عن أحد البدو تم توقيفه بمنطة وسط سيناء بتهمة حيازة مواد مخدرة. الشيخ محمد الساخن أحد مشايخ قبيلة المزينة بجنوبسيناء يستنكر اختطاف السياح الأجانب بشبه الجزيرة لأنهم طبقا لتقاليد القبائل البدوية ضيوف يجب رعايتهم وإكرامهم لا اختطافهم لأي سبب من الأسباب. وأن معظم أهالي سيناء خاصة منطقة الجنوب تعد السياحة مصدر رزق لهم. وأن تكرار اختطاف السياح الأجانب سيؤثر بالسلب علي حركة السياحة إلي سيناء. وبالتالي التأثير علي البدو أنهم ممن يعملون بمجال السياحة بالسلب مؤكدا أن حوادث الاختطاف للسياح تكون للفت انتباه الدولة والقائمين عليها لمشاكل البدو. وخاصة احتجاز وتوقيف أبناء البادية من قبل سلطات الأمن لأسباب واهية وغير معلومة. القانون العرفي طالب "الساخن" قبائل سيناء بتفعيل القانون العرفي وتغليظ عقوبة الاعتداء علي أراضي القبيلة الأخري وقيام البعض بأعمال من شأنها الاضرار بمصالح القبيلة صاحبة الأرض. ويري الشيخ علي فريج راشد رئيس جمعية القبائل العربية أن سيناء ملف شائك يحتاج إلي المعالجة الشاملة. فما يحدث في سيناء من انفلات أمني نتيجة التهميش والاهمال والحرمان الذي طال سيناء وأهلها خلال الثلاثين عاما الماضية. مؤكدا أن المشروعات التنموية التي أقرتها حكومة الانقاذ المتعاقبة والقانون الذي صدر بتملك أبناء سيناء لأراضيها مازال حبراً علي ورق. وأن التهميش مازال طائلا لسيناء. وهذا سبب قويا لما يحدث من تجاوزات بشبه الجزيرة. أضاف راشد أن بدو سيناء منذ عودتهم إلي حضن الوطن مصر كانت الدولة ترعاهم وتوفر لهم احتياجاتهم الأساسية عن طريق المعونات والمنح ووزارة الشئون الاجتماعية مما كان له الأثر في أن البدو كان لديهم اكتفاء ذاتي. إلي أن تنصلت الدولة من مسئوليتها تجاههم في عام 1995. وتركت الساحة لأجهزة الأمن وأمن الدولة ومكاتب مباحث المخدرات. وطالت القضايا الملفقة المئات من أبناء سيناء في ظل النظام الفاسد. وأصبح معظم البدو مطاردين. مما كان له بالغ الأثر في الواقع السييء الذي تعيشه سيناء الآن. بينما يري الخبير الأمني العميد رشدي غانم رئيس حزب التحرير المصري أن الموساد الاسرائيلي يقف وراء ما يحدث في سيناء. خاصة اختطاف السياح. لضرب السياحة في منتجعات سيناء. وبالتالي تحويل مسار الرحلات السياحية إلي اسرائيل بدلا من سيناء. محذرا من مخططات اسرائيلية لاثارة الفوضي في سيناء. واضعاف قوة الدولة. وأوضح رئيس مجلس قبائل وسط سيناء الشيخ عبدالله جهامة عضو البرلمان المصري أن القوي البدوية خاصة منطقة الوسط محرومة من كافة الخدمات والبنية التحتية. فضلا عن معاناة شباب البدو من البطالة وقلة الوظائف وأبسط الحقوق الحياتية. مما خلق نوعا من الغضب لدي البدو. مطالبا الحكومة باقرار مزيد من المشروعات بسيناء وتوصيل المرافق والبنية التحتية إلي القري المحرومة. الأمر الذي يساهم في استقرار سيناء الأمني. أضاف محمد هندي عضو ائتلاف الثوة أن النظام السابق وبعض العناصر الأمنية تقف وراء الفوضي التي تحدث في سيناء. وذلك كله يصب في صالح إسرائيل. مطالبا الجميع بالتكاتف والتعاون للعبور بسفينة الوطن إلي بر الأمان. طالب الشيخ عارف أبو عكر. شيخ قبلي. الدولة بفتح صفحة جديدة مع أبناء سيناء والافراج عن الموقوفين منهم بالسجون المصرية واسقاط الأحكام الجنائية والعسكرية حتي يسود الأمن والأمان. مؤكدا أن مشايخ القبائل بشبه جزيرة سيناء قرروا تشكيل مجلس أعلي للقبائل البدوية. يتم الرجوع إليه في كل ما يحدث بين القبائل. الملف الأمني من جانبه أكد اللواء السيد عبدالوهاب مبروك محافظ شمال سيناء أن حكومة الانقاذ الوطني برئاسة الدكتور كمال الجنزوري تولي أهمية قصوي بتنمية وتعمير سيناء. مضيفا ان الحكومة تعمل علي ملفين الأول الأمني والثاني التنموي. فالبنسبة للملف الأمني فلا يوجد معتقل سياسي من أبنآء سيناء بالسجون المصرية. وأنه تم الافراج عن 170 معتقلا سيناويا بالتنسيق مع حكومة الدكتور أحمد شفيق. و50 معتقلا آخرين بالتعاون مع حكومة الدكتور عصام شرف. أضاف المحافظ أنه تم الافراج عن 80 فردا من المحبوسين بسجن العريش المركزي. بالتعاون مع النائب العام. وإسقاط الأحكام الجنائية العسكرية عن 34 من أبناء سيناء. فضلا عن اسقاط الأحكام العسكرية الغيابية عن 130 محكوما عليهم اتخاذ الاجراءات القضائية. مؤكدا انه تم التنسيق مع وزير العدل بالافراج غير الشرطي عن المسجونين أبناء سيناء. مشيرا إلي أنه تم اعفاء نحو 3000 من أبناء سيناء ممن تخطوا سن الثلاثين من الخدمة العسكرية. لافتا إلي أنه لا يوجد أسير واحد بالسجون الاسرائيلية. انما يوجد مسجونون. وأن هناك تنسيقات للافراج عنهم بالتعاون مع الجهات المعنية. أما بالنسبة للملف التنموي قال المحافظ ان مجلس الوزراء وافق علي إعادة تشغيل المشروعات المتوقفة بسيناء كترعة السلام وخط السكة الحديد. واقامة مشروعات تنموية كبري وتطوير عدد من الموانيء والمطارات بشبه جزيرة سيناء.