مازالت بعض المحافظات تبحث عن ظهير صحراوي لها. ومن هنا ظهرت مشاكل الحدود بينها. فنواب البحيرة علي سبيل المثال تقدموا بطلبات لاستعادة مدينة السادات من المنوفية وضمها إلي محافظتهم. ظلت المدن والقري الكائنة بزمام البحيرة التي أطلق عليها في ستينيات القرن الماضي المساحات الصحراوية مطمعا لمحافظتي المنوفية والغربية واللتين تتاخم حدودهما هذه المدن والقري ومحاولتهما ضمهما تحت زعم ايجاد ظهير الصحراوي لهما ونجحت أطماع المنوفية في ضم مدينة السادات وقري كفر داود والخطاطبة بالمشروع الذي بدأ في عام 1998 وانتهي بصدور القرار الجمهوري رقم 333 لسنة 1991 والمعدل بالقرار رقم 37 لسنة 1992 بضم هذه المناطق للمنوفية ونقلها اداريا من محافظة البحيرة رغم استياء الأهالي آنذاك وكان أبلغ تعبير عن ذلك هو قيام أحد أصحاب محلات الفراشة عقب صدور قرارات النقل بأن كتب لافتة علي محله باسم "فراشة ابناء البحيرة" في تعبير رمزي لاعتزازه بانتمائه لمحافظة البحيرة ولم تنته الأوضاع عند هذا الحد ومازاد الطين بلة قيام أحمد عز أمين تنظيم الحزب الوطني المنحل وعضو مجلس الشعب بالسعي لضم أجزاء أخري من أراضي البحيرة للمنوفية فقد حاول عام 2000 ضم عدد من قري مركز بدر وهي القري التي تحمل اسم "الخفوج" وباء سعيه بالفشل لأن هذه القري لم تكن صحراوية كما زعم وإنما كانت مأهولة بالسكان والمرافق والمنشآت وإذا كان أهل البحيرة ينظرون إلي ما حدث من انه ظلم قد وقع عليهم من النظام السابق إلا ان رحيل هذا النظام لم يشفع لهم في وضع حد لهذه الاطماع بعد أن تلقت لجنة الاقتراحات والشكاوي بمجلس الشعب "برلمان ثورة 25 يناير" اقتراحا من النائب محمد العدلي يطلب فيه ضم مركز كوم حمادة وقري التخوم الشرقية في المنطقة المحصورة بين مدينة السادات التابعة للمنوفية حاليا ومركزي حوش عيسي والدلنجات بالبحيرة إلي محافظة الغربية لتكون ظهيراً صحراوياً لها. وعقدت اللجنة اجتماعها يوم 8 مايو الجاري لمناقشة اقتراح عضو الشعب وتبين ان المساحات المطلوب ضمها تقع بمراكز بدر وكوم حمادة ووادي النطرون وحوش عيسي والدلنجات وان المساحات التي يطلق عليها صحراوية هي ضمن قري العزيمة والنجاح والثورة والكفاح وابوبكر الصديق وعبدالسلام عارف بزمام مركز بدر وقري شباب الخريجين بزمام البستان وهي أم المؤمنين ويوسف الصديق والإمام مالك وعبدالمنعم رياض والحسين واحمد رامي وعلي مبارك والغزالي وجميع هذه المساحات لم تعد صحراوية بل اصبحت أراضي مستصلحة تدعم الاقتصاد الوطني بأفضل انتاج من الخضراوات والفواكه والمحاصيل الأخري وهو ما شجع الغرفة التجارية بالبحيرة لإنشاء أكبر بورصة للخضر والفاكهة بمركز بدر علي مساحة 63 فدانا لتعظيم العائد من انتاج هذه المساحات وفتح آفاق جديدة أمام المزارعين للتصدير وهذا ما أكده مسئولو البحيرة للجنة الاقتراحات والشكاوي بمجلس الشعب والمؤسف ان هذا الموضع سبق مناقشته عام 2002 بمجلس الشعب الذي انتهي إلي وضع سياسات لتخصيص مساحات من أراضي التنمية علي ترعة السلام بشمال سيناء لمحافظة الغربية علي أن تقوم المحافظة بنقل كتل سكنية إليها وتعمل علي تنميتها وبالرغم من ذلك تم فتح الموضوع منذ ايام مرة أخري بدون أي داع رغم ان مقدمي هذه الطلبات لو تحولوا في المناطق التي يطلبون ضمها للقربتين من أراضي البحيرة سيجدون انها بالفعل لا يوجد بها شبر واحد صحراوي وهو ما يتنافي معه ضم هذه المساحات تحت زعم انها صحراوية. المهندس مختار الحملاوي محافظ البحيرة قال الموضوع تم اغلاقه تماما ولا يجب التحدث فيه لأن الحديث قد ينتج عنه مشاكل مؤكدا ضرورة العمل علي توحيد الصف بين ابناء الوطن والعمل علي رفع معدلات التنمية.