وسط كل الأجواء السوداء والعكرة التي نعيش فيها هذه الأيام.. استطاع منتخب مصر الوطني لكرة القدم ان يضيء شعلة السعادة والبسمة لكل المصريين في ليلة حالكة شهدت مثل سابقاتها صراعات لا حد لها بين كل القافزين علي سطح الأحداث في هذا الزمان.. قدم منتخب مصر بقيادة بوب برادلي واحدة من أحسن مبارياته ونال أثمن فوز في نهاية اللقاء مع المنتخب الغيني.. وبصراحة شدني منتخب مصر لمتابعته من الدقيقة الأولي حتي الأخيرة.. مع السيناريو البالغ الإثارة والمتعة حتي ان المباراة شهدت مختلف الانفعالات والحالات.. فالفوز كان من نصيب الفريقين خلال المباراة وكان في البداية لصالح الفريق الغيني وانتهي للفراعنة والفريقان ذاقا طعم الخسارة والتقدم وكانت البداية للفراعنة والمرارة في النهاية للفريق الغيني في ملعبه وبين جماهيره.. وتعادل الفريقان مرتين الأولي أدركها المصريون بنتيجة 1/1 وفي المرة الثانية أدركها الغيني بنتيجة 2/2 تلك هي قمة الإثارة وعظمة المصريين الذين حققوا فوزاً تاريخياً في ظروف هي الأسوأ علي الاطلاق.. فالمنتخب المصري لم يمر بظروف في كل تاريخه أسوأ من ذلك في أنه يتدرب سراً ويخوض تجاربه خارج مصر ولا يشعر لاعبوه بقوة المساندة الجماهيرية مع جهاز فني انتحاري وفدائي حتي أنني أشدت في مقال سابق بشجاعة الأمريكي برادلي الذي يتمسك بالبقاء مع الفراعنة رغم كل الظروف السيئة التي لا يقبل بها أي مدرب آخر في أي مكان في العالم ولكنه ومعه ضياء السيد وزكي عبدالفتاح يصرون علي مواصلة مهتمتهم الانتحارية متمسكين بالأمل والهدف في التأهل لمونديال البرازيل 2014 رغم ان هذا الهدف هو محل شك كل المصريين لتكرار احباطاتهم السابقة في ظروف أفضل وأروع مما نحن فيه الآن. لذلك أقول إنهم في مهمة انتحارية وإذا تحقق هذا الهدف بالتأهل للمونديال سيكون حدثاً عالمياً يشهد له الفيفا لأنه ليس تأهلاً عادياً في ظروف عادية ورغم هذا الاحباط العام إلا ان صورة منتخبنا في مباراة غينيا لابد ان تبث فينا التفاؤل والثقة بهذا الفريق وهذا الرجل "بوب برادلي".