كشفت الجولة الأولي عن الاخطاء الجسيمة التي اقترفتها مختلف القوي السياسية في حق مصر الثورة بداية من عدم الاتفاق المبكر علي تشكيل مجلس لقيادة الثورة أو علي برنامج ثوري لمحاكمة رموز النظام السابق والقضاء علي ذيوله وخلاياه الفاسدة وأذرعه الاخطبوطية التي كانت تمسك بكيان ومقدرات الدولة وانتهاء بأزمة اللجنة التأسيسية للدستور. ومأزق انتخابات الرئاسة. خطايا الثوار.. تسببت في تلك الأزمة الراهنة وهذه التوجسات من عودة شبح الماضي في طرفة عين إذا وصل الفريق شفيق "الصديق الحميم لمبارك" لسدة الحكم. خطايا الثوار.. سمحت للجنرال "شفيق" في غفلة من الجميع بالعودة لحلبة المنافسة علي كرسي الرئاسة. رغم صدور قانون العزل السياسي. ولم تتخذ القوي الثورية موقفاً تصعيدياً أو حتي التهديد بمقاطعة الانتخابات لاخراجه من السباق. فماذا كان يضير صباحي أو أبوالفتوح لو تنازل أحدهما للآخر أو حتي للدكتور مرسي مرشح الحرية والعدالة وتم حسم معركة الرئاسة من الجولة الأولي ووأد تطلعات وأحلام النظام السابق للوثوب لسطح الحياة من جديد. ويبدو أن بريق السلطة قد غشي الجميع فعموا وصموا وحادوا عن الحق وجادة الصواب. لقد تنفس رموز الوطني المنحل الصعداء بعد نجاح مخططاتهم الشيطانية لإجهاض الثورة ووصول مرشحهم لجولة الإعادة وخروج عدد من مرشحي ميدان التحرير من المولد بلا حمص. خطايا الثوار.. ألقت بظلالها السلبية علي وجه الحياة السياسية والحزبية بانتهاج سياسة التخوين والتشكيك واستمرار التراشق والاتهامات عبر الصحف والفضائيات.. ولعب أعداء الثورة علي وتر الخلافات وفزاعة الدولة الدينية.. وأحسنوا استغلال الهجمة الشرسة التي شنها الليبراليون علي الإخوان وعلي الإسلاميين. ورغم قتامة وضبابية المشهد. فالثوار بشر يخطئون ويصيبون.. والأمل لايزال يلوح في التوحد والالتفاف حول الثورة من جديد.