اعتبر أهالي الشهداء والمصابين الحكم علي مبارك والعادلي بالسجن المؤبد وبراءة علاء وجمال ومساعدي العادلي بأنه تمثيلية هزلية لعودة نظام مبارك الفرعون مرة أخري وتساءلوا كيف يتم الحكم علي الرئيس السابق محمد حسني مبارك ووزير داخليته بالسجن المؤبد ويتم تبرئة مساعدي العادلي من التهم المنسوبة إليهم وأنهم المشاركون الأصليون في قتل الثوار وظلوا يرددون الهتافات المناهضة لهم مثل "القصاص القصاص.. قتلوا ولادنا بالرصاص".. "باطل.. باطل". عبر أهالي الضحايا عن سخطهم وغضبهم من الحكم مؤكدين أن الثورة ستعود من جديد إلي ميدان التحرير في حين أشار البعض منهم إلي أنهم سيقاطعون جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية وانهم سيظلون معتصمين بميدان التحرير تمهيدا لثورة جديدة ضد من أسموهم بفلول النظام. أكد موسي حسين من الإسكندرية وقريب أحد الشهداء ان الحكم تمثيلية علي الشعب المصري فقد برأ مساعدي العادلي ونجليه من التهم المنسوبة إليهم مشيراً إلي أنه كيف يتم ذلك علي الرغم من أن جمال مبارك كان من أهم الأسباب الرئيسية التي أدت إلي اندلاع ثورة يناير كما انه وشقيقه علاء قاما بنهب ثروات مصر وأموالها. أضافت حنان محمد والدة الشهيد كريم محمد انها كانت تنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر للقصاص من دم ابنها الشهيد ولتتلقي العزاء فيه بعد الحكم علي مبارك والعادلي وأعوانهم إلا أن الحكم أصابها بحالة من الصدمة الشديدة معتبرة الحكم بمثابة براءة لجميع المتهمين بممن فيهم مبارك والعادلي واصفة إياه بالظالم. وتساءلت بصوت عال والدموع تزرف من عينيها "أين حق الشهيد". حكم باطل أشار أحمد جاد المحامي إلي أن الحكم باطل ولم يستند إلي صحيح القانون وتساءل كيف تتم إدانة الشريك وتبرئة الفاعل الأصلي وهم مساعدو العادلي؟! مؤكداً أن رئيس المحكمة أعطي فرصة كبيرة للدفاع عن المتهمين للطعن علي الحكم بالنقض والحصول علي البراءة فيه. مسلسل هزلي أوضح محمد نبوي عضو مجلس أمناء الثورة ان هذا الحكم مسلسل هزلي يعيد النظام السابق من جديد ولابد من أن تكون هناك ثورة أخري في ميدان التحرير. مؤكداً ضرورة مقاطعة القوي السياسية والحزبية والثورية لانتخابات الإعادة لرئاسة الجمهورية. أضاف أن الحكم شابه العوار والبطلان لأن المسئول الأول والأخير عن قتل الثوار هو العادلي ومساعدوه. لذلك فإن هذا الحكم لإسقاط مصر وليس لبنائها مطالبا المحكمة بأن توضح الأسباب الحقيقية لحكمها الصادر. أشار إلي أنه وزملاءه الثوار سيعودون إلي الميدان مرة أخري تمهيداً لثورة جديدة ضد الفلول. أشار أحمد العطار إلي أن الحكم نال أكبر المتهمين سناً في حين حكم بالبراءة لصالح جمال مبارك الذي اعتبروهما أحد أهم أسباب اندلاع الثورة بسبب مشروع التوريث. أضاف ان هذا الحكم يعني فشل إعادة الأموال المنهوبة لأنه حكم سياسي من الدرجة الأولي وانه وزملاءه سيعودون إلي الميدان مرة أخري. فيما عبر عدد قليل من أهالي الشهداء رضاءهم عن الحكم الصادر بحق مبارك والعادلي ولكنهم حزينون علي براءة جمال وعلاء ومساعدي العادلي مؤكدين مشاركتهم في قتل المتظاهرين وإهدار المال العام. ثورة ثانية يقول "شاكر عبدالفتاح" والد الشهيد "مصطفي" كنا ننتظر من القضاء حكما رادعا بالإعدام لكننا فوجئنا بهذا الحكم الذي سيعيدنا إلي الميدان مرة أخري للقيام بثورة ثانية. في الوقت نفسه أصيب "خليفة أحمد" والد الشهيد "أحمد" بحالة هستيريا عقب النطق بالحكم وبدأ في التجوال بالكرسي المتحرك الذي كان يستقله ويردد عبارات ودعوات ضد كل ظالم ويقول "بأي ذنب قتل ابني؟" قائلا إن الحكم بطعم البراءة لكل المتهمين. صدمة للطلاب "دينا" طالبة بكلية العلوم جامعة عين شمس إن الحكم جاء بمثابة صدمة لنا جميعاً فلقد فقدت الجامعة شبابا من خيرة شبابها المتميزين وهم "علاء عبدالهادي" الطالب بالفرقة الخامسة بكلية الطب وزميله "أبوالحسن إبراهيم" الطالب بالفرقة الثالثة بنفس الكلية أثناء أحداث العباسية. علي الجانب الآخر توافد العشرات من أسر الشهداء وأقاربهم وأصدقائهم إلي ساحة أكاديمية الشرطة وبدوا في الانتشار بالساحة بالقرب من مسرح العمليات التي اتخذت القنوات الفضائية منها مكانا لوضح سياراتها ومعداتها وكاميراتها لتغطية الحادث بعد أن حرصت علي الحضور في الساعات الأولي من فجر أمس لإيجاد مكان متمير. شهدت الأكاديمية توافد أسر الشهداء وأقاربهم حاملين صورهم واللافتات المطالبة بالقصاص من القتلة اعتقاداً منهم في البداية أن الحكم سيصدر بالإعدام.. في الوقت الذي صرحت فيه القنوات الفضائية علي إجراء اللقاءات معهم لرصد ردود أفعالهم تجاه الحكم عقب إعلان هيئة المحكمة حكمها لتتحول ساحة الأكاديمية إلي حرب شعواء بين أنصار الشهداء وأسرهم وقوات الأمن احتجاجا علي حكم المحكمة. استخدم أهالي الشهداء الحجارة والزجاجات الفارغة والأحذية والعصي لتصيب منطقة التجمع الأول بالقاهرة الجديدة بحالة من الهلع والكر والفر بين طرفي المشاجرة التي بدأت ثورة غضبها اعتراضا علي الحكم. بعد إعلان رئيس المحكمة براءة نجلي الرئيس المخلوع ومساعديه تم علي إثرها نشوب مشادة كلامية ومشاجرات بين المتظاهرين وقوات الأمن وتصاعدت حدة الاشتباكات بين الطرفين أثناء مرور إحدي سيارات الشرطة بالطريق العام واعترض عدد من المحتجين علي أفرادها لتتجدد الاشتباكات مرة أخري في نهر الطريق وبالتجمعات السكانية الموجود بالقرب من الأكاديمية "تحت الإنشاء" لتصيب المنطقة بشلل مروري فتم فرض كردون أمني بالطريق للفصل بين المتظاهرين وقوات الأمن وسط رفض من قبل المتظاهرين للحكم وترديد الهتافات المطالبة بثورة ثانية.