اليوم 85 مليون مصري يترقبون القول الفصل من القضاء في قضية القرن المتهم فيها الرئيس السابق مبارك ونجلاه جمال وعلاء وسبعة من كبار معاونيه. تري كيف سيكون الحكم؟!.. وماذا سيكون وقعه علي الشارع؟!.. وهل من تأثير ما علي انتخابات الإعادة في الرئاسة التي تشهد حالياً معركة تكسير عظام بين المتنافسين علي المنصب؟! الأسئلة تطرح نفسها في ضوء ما شاهدناه وتابعناه عشية إعلان نتائج المرحلة الأولي من الانتخابات واقتصار المنافسة بين المرشحين د.محمد مرسي والفريق أحمد شفيق وخروج حمدين صباحي بعد حصوله علي المركز الثالث وعبدالمنعم أبوالفتوح الذي حقق المركز الرابع. كان رد الفعل غريباً وعجيباً ولا يمت من قريب أو بعيد للديمقراطية التي ارتضيناها منهجاً للعمل في المرحلة الجديدة بعد ثورة 25 يناير وخيار الاحتكام إلي الصندوق الانتخابي. وما يسفر عنه سواء كان في صالح هذا أو ذاك. خرجت مظاهرات ووقعت حرائق في مشهد فوضوي يجب ألا يكون.. وحدثت تطاولات واتهامات لإخوة وأشقاء في المجتمع بدعوي أنهم صوتوا في جانب يري غيرهم أنه مرفوض. ولا يحقق آمال وطموحات الثورة. وبداية أقول: الاختلاف في الرأي ظاهرة صحية. ولكنه يجب ألا يفسد للود قضية.. ويجب ألا يكون أداة لتقسيم المجتمع علي أساس طائفي أو أيديولوجيات متنافرة.. لأن هذا ما فشل فيه الاستعمار. فكيف نفعله نحن بأنفسنا؟!.. ولماذا لا يكون الاختلاف حضارياً. وديمقراطياً. وفي إطار أفكار متباينة لمشروعات يري فريق أنها تحقق مصلحة الوطن. ويري غيرهم أنها لا تحقق ذلك.. بل ربما تكون ردة عن مثار الثورة التي انطلقت.. المهم أن تكون لكل منا قناعاته واجتهاداته التي تصب في صالح الوطن وتبعدنا عن فتن ودعاوي يتم ترتيبها حتي لا تقف بلادنا علي أقدامها وتحقق مشروعها القومي. دعونا نسلم بما جاء في الصندوق في أي جانب من الاتجاهين سواء اتفقنا أو اختلفنا. وأن نسعي جاهدين للحفاظ علي مكتسبات تحققت وهي أن رئيس الجمهورية ولأول مرة بالانتخاب الحر المباشر.. ولكي تظل عين هذا الرئيس علي الناخب. فيجب أن نحرص جميعاً علي ممارسة حق التصويت ولا نقاطع. فنعطي الفرصة إما لصناعة فرعون جديد أو التلاعب بأصواتنا.. ثم نبكي بعدها علي اللبن المسكوب. أيضاً ومن نفس المنطلق فإن أحكام القضاء يجب أن تحترم. وأن نلجأ إلي المسار الذي حدده القانون للطعن علي الأحكام مثلما يحدث في كل البلدان التي اختارت الديمقراطية نهجاً ومنهجاً.. وبعيداً عن أساليب الفاشية والديكتاتورية في الرأي.. وأسلوب: إما أن تكون معي أو ضدي. مشاعر تفرض نفسها في ظل المشهد الذي نعيشه الآن وحالة الانقسام الواضحة والاشتباكات التي أراها ليل نهار في وسائل المواصلات العامة بسبب انتخابات الإعادة التي انطلقت حملات الدعاية لها.. بل وداخل الأسرة المصرية الواحدة.. فالابن يتهم والده بأنه خان الثورة لأنه صوت في اتجاه يخالفه.. فهل هذا يليق؟!.. ولماذا لا نسأل عن الأسباب التي جعلت كتلة من البشر تذهب في مسارات تختلف عما ندعو له؟! بالتأكيد هناك خطأ ما يجب تداركه وإصلاحه. لكي يعود أصحاب هذا الاتجاه إلي الطريق الذي نراه نحن صواباً. هذه هي الديمقراطية.. ثم قبل هذا وذاك. فإن مدة القادم الجديد هي 4 سنوات.. وبأيدينا أن نغيره إذا فشل. أو نعيد التجديد له إذا حقق ما نريد.. فدعونا نجرب هذا الطريق بلا انفعالات ولا فوضي من أجل مصر.. وطني.. ووطنك.. فهل نفعل؟! أتمني. لقطات: ** قرر النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود إحالة جمال وعلاء مبارك ونجل هيكل و6 آخرين للجنايات لهفوا 2 مليار جنيه من بيع البنك الوطني المصري. * الله يرحم توفيق الدقن الذي قال: أغلي من الشرف مفيش!! ** المهندس عبدالله غراب وزير البترول قال: إن زيادة أسعار البنزين شائعات!! * البداية.. دايماً كده. ** أكدت بريطانيا أنها تتعهد برد أموال النظام السابق الموجودة لديها إذا قرر القضاء المصري أنها مسروقة! * يعني نستني سنين؟! ** أكد حمدين صباحي المرشح السابق للرئاسة في تغريدة علي تويتر رفضه للعنف. أو التعرض لمقر أي مرشح. * أهو ده الكلام. ** كلام أعجبني: د.علي جمعة مفتي الجمهورية: إن المشاركة في جولة الإعادة واجب وطني. والتأثير علي إرادة الناخبين باسم الدين أو الرشاوي حرام. نيافة الأنبا باخوميوس القائم مقام بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية: إن الأقباط أدلوا بأصواتهم كمواطنين مصريين. حسب اختيارهم الشخصي. العالم د.محمد غنيم: المقاطعة في جولة الإعادة غير مجدية وعلي الناخب أن يحسم رأيه بعيداً عن الضغوط الدينية أو الاقتصادية.