رفض بعض علماء الدين من المسلمين السنة والشيعة ما حدث مؤخراً بسبب أزمة "الحسينيات" والتي يطالب بها الشيعة لإقامة احتفالاتهم بآل بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم. حذر العلماء من ان إثارة مثل هذه الأحداث في هذا الوقت تحديداً ما هو الا نوع من الفتن والتضليل لاثارة الرأي العام وحتي تنشأ ضغينة وكره بين أبناء الوطن الواحد بهدف خدمة جهات أجنبية تسعي لبث الفرقة والعداوة بين السنة والشيعة في مصر. السؤال.. ما هي "الحسينية" وما أهدافها وكيف يمكن التقريب بين المذاهب الاسلامية؟ في البداية يقول د. حمدي طه الاستاذ بجامعة الأزهر وعضو نقابة الأشراف ان "الحسينية" هي بدعة من أهل الشيعة اخترعوها عندما تخلوا عن الحسين في كربلاء بعد ان أرسلوا إليه رسائل تأييد ومبايعة له ولما حدث ما حدث أحسوا بالذنب الذي ارتكبوه في حقه فقالوا ان هذا الذنب لا يمحوه إلا الدم.. ولذلك ابتدعوا ما يسمي ب "الحسينية" وهو ان يجرح كل منهم نفسه ويؤلم جسده تكفيراً لذنوبهم لتخليهم عن آل بيت رسول الله في موقعة "كربلاء" ويرد د. طه عليهم بأن هذا اعتقاد خاطيء لا يعترف به أهل السنة والجماعة.. أكد د. طه ان الوسطية في كل شيء مطلوبة ولو زاد الشيء علي حده انقلب إلي ضده فالشيعة غالوا وتغالوا في تأييدهم لآل البيت فلا يجب علي أهل السنة ان يغالوا في كره الشيعة ولكن يجب ان نبدأ حوارا هادئاً لنبين للأجيال ما كان عليه السلف الصالح. حذر د. سالم عبدالجليل وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة ان نشر المذهب الشيعي في هذا الوقت يزرع بذور الفتنة في بلد استقر في وجدان مسلميه أنهم أهل سنة وجماعة ووطد الأزهر الشريف علي مدي ألف عام وأكثر لهذا المذهب في مصر والعالم أجمع. يرفض د. سالم عدم نشر أي مذهب يخالف مذهب أهل السنة والجماعة وان يجتمع أبناء الوطن حول المنهج السني الوسطي وتلتف حوله كل التيارات الدينية وان اختلف بعضهم مع بعض في الفروع العلمية أو الوسائل الدعوية. الدكتور أحمد راسم النفيس استاذ الجهاز الهضمي بجامعة المنصورة ومؤسس حزب "التحرير التشيعي" يرفض هذه الاتهامات ويحمل الاعلام المصري ما حدث مؤخراً مؤكداً أنه يؤدي رسالة تخريبية وضرب مثلاً: كيف يسمح لاعلامي اجراء حوار مع شخص اقتحم بيتا ثم ينقل علي لسانه مجموعة من التهديدات بمليونية لاقتحام "الحسينيات" وهدمها وتمت إحالة البلاغ للنيابة العامة. يحذر د. النفيس من تخطيط جهات أجنبية للقيام بحملات إعلامية لاثارة الفتن والضغائن بين السنة والشيعة مشيراً إلي ان "الحسينية" ما هي إلا "مضيفة" للتجمع السلمي خاصة للشيعة المصريين وليس لها أي أغراض غير مألوفة فهي مكان للاحتفالات بآل البيت أو للأفراح والمآتم بالاضافة إلي أنه يوجد بها مكتبة ثقافية دينية كبيرة تضم أمهات الكتب لعلماء كبار وقدامي من السنة والشيعة فلماذا كل هذه الضجة؟ يقول ان هناك جهات تستخدم "فزاعة الشيعة" لتحقيق فتنة طائفية بين الدول الاسلامية المختلفة فإثارة مثل هذه القضية في هذا الوقت تحديد الهدف من ضرب ملف العلاقات السياسية بين مصر وايران فهذه أهداف سياسية في المقام الأول . أشار إلي ان هناك فتوي صدرت مؤخراً خاصة بالشيعة ترفض منع التطبيل والضرب بالسيوف وإسالة الدماء وحرمت أي نقطة دم تسيل علي الأرض في إيران كذلك نفس الشيء في لبنان والعراق وهذا دليل علي ان مثل هذه العادات في انقراض والدليل ان "الأخمسة والأربعين" الخاصة بالأموات في طريقها أيضاً للانقراض وأصبح معظم الناس لا يحتفلون بها لأنها عادات اجتماعية سوف تتآكل مع الوقت. يقول محمد الدغيني أمين تجمع آل البيت الوطني التحرري "البتول" إن إثارة مثل هذه المواضيع في هذا الوقت تحديدا الهدف منه إحداث فتنة بين أبناء مصر سنة وشيعة والدليل ان "الحسينية" ليست جزءاً من عقائد الشيعة فضلاً عن كونها "مندرة" خاصة لاقامة المناسبات سواء كانت للأفراح أو الأحزان أو للاحتفال بآل البيت وهذه سنة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم القائل "إن في قلوب المؤمنين لوعة عليك يا حسين حتي يوم الدين" ويوم الدين لم يأت بعد. إذن من حق الشيعة في مصر ان يحتفلوا بآل البيت ويقتدون بسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم بعيدا عن حملات التضليل والخداع والزيف وبعيداً عمن أرادوا إثارة الفتنة بين أبناء الوطن الواحد. يؤكد الدغيني ان "الحسينية" لم تكن يوماً ما مسجدا ولكن ما حدث مؤخرا الهدف منه ادخال مصر في حرب بالوكالة بين كل من السعودية وإيران والشيعة ليس لهم ناقة ولا جملا في هذا الموضوع وانما تم اقحامهم في ميدان حرب وأرادوا ان يستغلوا شيعة مصر لاثارة الرأي العام ضد إيران وهذا هو الهدف وليس الشيعة كما يعتقد البعض . تساءل الدغيني ان الشيعة في مصر يعيشون علي أرضها من قديم الزمان ولم يسعوا لبناء "حسينية" ولم يطالبوا بالحصول علي إذن للبناء فلماذا تمت إثارة هذا الموضوع هذه الأيام.. إذن هذا دليل علي ان هناك أعداء للوطن يتربصون به ويحاولون إثارة شعبه حتي تقوم حرب بين السنة والشيعة. أكد الدغيني ان الشيعة في مصر لم يمارسوا طقوسهم بلطم الخدود أو إيذاء الجسد أو ضرب بعضهم بالسيوف مثلما نشاهد علي الفضائيات فمثل هذه العادات في سبيلها للانقراض لكن ما يتم هو البكاء علي يالحسين تأثرا بما حدث له وهذا- علي ما أعتقد- مسموح به فمن حق كل شيعي ان يحتفل بآل البيت بطريقته طالما ان الاحتفال لا يسيء للآخرين ولا يخرج عن النطاق المألوف.