(الحسينية) هي مجلس ديني علي الطريقة الشيعية، يتجمع فيه معتنقو المذهب الشيعي في الأفراح والأحزان واستوحيت هذه التسمية من اسم الإمام الحسين (رضي الله عنه).. هذا بالطبع لايشكل أي مشكلة طالما أنه يحدث في بلدان شيعية مثل إيران لكن المخاوف التي تسربت إلي قطاع عريض من المصريين وبخاصة رجال الدين المنتمون بطبيعة الحال للمرجعية السنية كان سببها ما تردد عن إنشاء أول حسينية شيعية علي أرض مصر بما يوحي بوصول المد الشيعي إلي بلد الأزهر الشريف. أثارت زيارة المرجع الشيعي اللبناني علي الكوراني لمصر واجتماعه بالمتشيعين في أكثر من مكان بمختلف المحافظات الكثير من الريبة والشك حول حقيقة إقامة وافتتاح أول حسينية شيعية في مصر، وحول مدي ترسخ الفكر الشيعي في مصر الذي تحاول إيران نشره بمختلف الدول، وهو ما لاقي غضبا شديدا وخوفا من انتشار وتوغل الفكر الشيعي في مصر خاصة في ظل الظروف الحالية التي تشهدها البلاد، في ظل أن المذهب الشيعي قبل الثورة ومنذ فترة قليلة كان محل الكتمان ولم يعرف سوي من خلال شخصيات بعينها. والحسينيات الشيعية هي المكان الذي خصصه شيعة أهل البيت في بادئ الأمر، ويقوم الشيعيون فيها بذكر الإمام الحسين والتعريف به وبمبادئه وبثورته وخصوصياتها وأثرها في حفظ الإسلام وذكر مصابه وما جري عليه والتفجع علي ما جري له ولأبنائه ونسوته من ظلم، ليكون ذلك إقتداء برسول الله وذويه الطاهرين الذين حثوا علي دوام ذكر الحسين وذكر مصيبته وإدامة حبه في قلوب الموالين له. كما أنها أصبحت أماكن لتجمع أتباع المذهب في الأفراح والأتراح في مواليد آل البيت ووفياتهم. يرتقي فيها المنبر خطباء يفسرون كتاب الله ويذكرون بعضاً من أحاديث النبي([) ويعظون الناس ويذكرونهم ويعلمونهم من علوم الدين والشريعة ثم تختتم الخطبة بذكر مصاب الإمام الحسين وفضائله ومآثره ، كما يقام فيها العزاء واللطم في الوفيات علي آل البيت. والسجود في الصلاة علي التربة الحسينية له فضل عظيم عند الشيعة، رجوعا إلي أن هذه التربة المقدسة جعل الله الشفاء فيها، حيث إنه ورد في ذلك روايات ونصوص حسب معتقدهم تؤكد الاستشفاء بتربة الحسين رضي الله عنه. إلا أنه وعلي الرغم من أهمية الحسينيات لدي الشيعة، ومن تردد هذه الأخبار، وما أثارته زيارة الشيخ علي الكوراني العالم الشيعي لمصر ولقاءه ببعض المتشيعين أحدث جدلا واسعا وأشاع إقامة "حسينية شيعية" في مصر إلا أنه ينفي الحقيقة، وهذا ما ورد علي لسان المتشيعين، والأزهر في مصر. فقد أكد محمد الدريني امين تجمع آل البيت التحرري أنه لم تقم أي حسينية شيعية علي أرض مصر وأوضح أن ذلك يتطلب بناء مكان خاص مثل الزوايا الصوفية لممارسة الشعائر الشيعية، كما أنه يتطلب الكثير من التصاريح والإجراءات الرسمية وهو ما يجعل الأمر صعبا ،مشيرا إلي أن ذلك له علاقة بمداهمة أنصار السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل لخيم "أم رشراش" في ميدان التحرير والاستيلاء علي محتوياتها بحجة أن بها شيعة . كما يؤكد أيضا د. أحمد راسم النفيس المفكر الشيعي أنه لم يتم افتتاح أي حسينيات شيعية في مصر وأن ذلك ليس سوي رد فعل علي الزيارة غير الرسمية للعالم الشيعي علي الكوراني واجتماعه ببعض الشيعة في مصر، واستطرد قائلا، لقد عانيت كثيرا والمذهب الشيعي في ظل النظام السابق ، فقد كان مبارك وأعوانه يعتبرونه كفرا، وكان يتعامل مع الشيعة بأجهزته الأمنية فقط، وتعاملوا مع الشيعة كملف أمني، وكان الرئيس السابق يستخدم النظام وأمن الدولة كوسيلة لمحاربة المذهب، وكانت استراتيجية النظام السابق تقوم علي السيطرة، وفي العموم كان دائما يجري اعتقال الشيعة بتهمة العمل علي إقامة تنظيم شيعي في مصر، وقد سبق اعتقالي في 03 مايو من عام7891م، حين وقعت محاولة اغتيال اللواء حسن أبو باشا وزير الداخلية الأسبق. وأشار النفيس إلي أنه لا يوجد إحصاء رسمي بعددهم، ففي بطاقة الرقم القومي لاتوجد خانة للمذهب، لذلك من المستحيل حصر عددهم، إلا أن البعض يقدر عدد الشيعة في مصر بما يتراوح بين مليون ونصف المليون شيعي، ونفي النفيس إنشاء أي حسينيات بمصر مؤكدا أنه أمر يحتاج إلي استخراج لتصاريح وغيره، وإنه ليس بالأمر السهل خاصة في ظل المعاملة التي يتلقاها الشيعة في مصر. يقول صادق صالح ناشط شيعي أنه لا وجود للحسينيات في مصر كما أنه يتمني وجود حسينيات شيعية في مصر لانها ستمثل بالنسبة لهم مرجعاً شيعياً هاماً، فنحن نحتاج إلي حسينيات أو أحزاب سياسية شيعية تعبر عن أفكارهم ورؤيتهم للأحداث الجارية في مصر والعالم، ولكن بعض شيعة مصر، وربما للظروف التي فرضها عليهم النظام السابق يتخوفون من هذه الخطوة ولا سيما أن الرئيس السابق. قد نشر روح التعصب والطائفية في المجتمع المصري ومازالت تلك الرواسب باقية إلي الآن وهو مايصعب من ممارسة الحزب إذا تمت الموافقة علي انشائه من ممارسة مهامه، كما أن المصريين الشيعة في أشد الحاجة إلي مؤسسات تعليمية ومراكز شيعية تكون لبنة لنشر ثقافة آل البيت عليهم السلام وفي نفس الوقت تكون نبراسا يهتدي به النشء في مصر لتحمل لواء آل البيت،. ويقول الشيخ عمر الديب وكيل الأزهر سابقا: لايجوز نشر فكر شيعي في بلد الأزهر والسنة، وأكد أنه لا يمكن أن تفتتح حسينية تدعم ذلك الفكر وتنشر الفتن والضغائن بين المسلمين وبعضهم.. أن جميع مساجد مصر تخضع لإشراف الأوقاف وأن أغلبها يتبع الوزارة تبعية كاملة ، علي مستوي محافظات مصر والباقي يخضع لجمعيات أهلية تحت إشراف الأوقاف أيضا وأنه لا يوجد أي مسجد في مصر يتبع الشيعة أو أي طائفة أخري. وأوضح أن العبرة ليست بالذين يدخلون المسجد بل بالذين يعتلون المنبر وبالكلام الذي يقال للناس فيه مؤكدا أن جميع المساجد يعتليها أزهريون يتبعون المنهج الوسطي بعيدا عن المذهبية والطائفية وليست مهمة الوزارة معرفة كل من يدخل المسجد قائلا ليست مهمة الوزارة التأكد من كل من يدخل المسجد أو التأكد من فكره أو مذهبه.