لا أري جديدا يطمئن الناس في التعهدات الشكلية والضمانات الخداعية التي أطلقها الدكتور محمد مرسي مرشح الإخوان في الانتخابات الرئاسية.. بل ان "وثيقة مرسي" هذه خصمت من رصيده ورصيد الإخوان أكثر وأكثر. وإليكم بعض الانتقادات الموجهة لما اطلق عليها تعهدات وضمانات: * أولا.. ما معني تحويل منصب الرئيس إلي مؤسسة رئاسية؟ هل سيتم إنشاء مؤسسة رئاسة جديدة؟ أم تقصد ان الرئيس لن يحكم بمفرده ولكن بفريق من نوابه ومساعديه؟! إذا كنت تقصد الأولي فإنني اسألك: كيف تنشيء مؤسسة رئاسة لمؤسسة الرئاسة الموجودة فعلا؟ وإذا كنت تقصد الثانية أؤكد لك ان ذلك لن يتحقق أبدا إلا في حالة واحدة فقط هي أن يكون الرئيس ونوابه ومساعدوه كلهم من الإخوان وينفذون أوامر ونواهي وتعليمات المرشد العام.. وبالتالي لن تكون مؤسسة للرئاسة بل مؤسسة للإرشاد!! * ثانيا.. تعهد بأن يكون هناك نواب ومساعدون من مرشحي الرئاسة والشباب والأقباط "ان أمكن".. وطبعا لن يتحقق هذا الإمكان بمجرد ركوب الكرسي وحتي لو تحقق تحت ضغط ما فإنه سيكون في واحد فقط ولن يكون له أي دور يذكر. * ثالثا.. "حكومة ائتلافية" تعبير معروف ومفهوم ولا جديد فيه.. وأيا كان الرئيس القادم فإنه سوف يشكل حكومة ائتلافية.. لكن ما هو شكلها وممن تتكون ومن هو رئيسها؟ قال مرسي ان رئيس الوزراء "ليس بالضرورة" أن يكون من الإخوان.. ومعني ذلك انه قد يكون أيضا من الإخوان فهل فيما قال تعهد أو ضمانة؟! وقال أيضا انه "لا يمانع" كل من يرغب من الأحزاب الأخري في المشاركة بالحكومة.. وأقول له ان الذي يعطي نفسه الحق في عدم الممانعة يعطيها نفس الحق في الممانعة خاصة إذا كان هو الرئيس ومعه البرلمان بغرفتيه والحكومة وباقي مفاصل وصواميل الدولة! * رابعا.. ما قاله المرشح حول السعي إلي دستور يعبر عن جميع المصريين هو اعتراف صريح بأن الدستور لن يتم وضعه فعليا الا بعد ان تتضح الرؤية تماما لتفصيل دستور علي مقاس الإخوان لإنشاء الخلافة والقبض علي الدولة لقرون وليس لسنوات. ثم.. لقد استوقفني أمران في تعهدات وضمانات الدكتور محمد مرسي: * الأول.. انه لم يشر من قريب أو بعيد. صراحة أو ضمنا إلي شكل الدولة.. هل ستكون مدنية أم ثيوقراطية؟ ويقيني انه تجنب تماما الاقتراب من هذا الخط الأحمر الذي لو تناوله فسوف ينسف نفسه بنفسه ويخسر جولة الإعادة قبل دخولها. * الثاني.. انه قال من ضمن كلامه انه فلاح تربي وسط الفلاحين ويعلم جيدا مدي معاناتهم.. ولا أدري منذ متي هو فلاح وكيف يكون فلاحا حقيقيا ويخسر دائرته الانتخابية وأين تربي وسط الفلاحين؟ ربما في أمريكا التي يحمل أولاده جنسيتها!! يا دكتور.. تعهداتك زائفة لا تقنعنا. وضماناتك ما هي إلا مغازلة غير عفيفة لكافة القوي ومن المؤكد انها لن تنطلي علي الكثيرين منهم لأن سوابقكم في ان تخلفوا وعودكم كثيرة.. "وان كنت ناسي افكرك" بنسب الترشيح في الانتخابات البرلمانية وبالطمع في الحكومة والجمعية التأسيسية لاعداد الدستور وأخيرا بالترشيح في الانتخابات الرئاسية والتي تترشح فيها رغم وعودكم بعدم الترشح.. فكيف يأمن لكم الناس ويصدقون وعودكم وضماناتكم؟! حتي تبريراتكم في كل ما اخلفتم فيه وعودكم ساذجة ولا يصدقها أحد. الأمر الذي لا تريدون استيعابه حتي الآن هو ان شعب مصر قد فطم وبلغ سن الرشد فعلا ولن تنطلي عليه هذه الأكاذيب التي أصبحت مملة ومرفوضة. حفظ الله مصر وشعبها.