أكد السفير محمد الخمليشي رئيس بعثة مراقبي الجامعة العربية علي الانتخابات الرئاسية أن جميع تكاليف ونفقات بعثة المراقبين تمت علي نفقة الأمانة العامة للجامعة وليس مصر. قائلا "حتي نكون أحرارا في المراقبة". قال في حواره مع "المساء" إن الجامعة العربية وقفت علي مسافة واحدة من جميع المرشحين ولم تدعم عمرو موسي مثلما اتهم البعض فريق المراقبين أثناء أدائهم مهامهم. مؤكدا في الوقت ذاته أن هناك فرقا كبيرا بين سيادة الدولة وملاحظة الانتخابات. موضحا أن الجامعة صممت علي عدم الإبلاغ عن أي خروقات أو ملاحظات علي الانتخابات لأن مهمتها فقط الملاحظة. أما مهمة وقف الانتخابات في اللجان حال حدوث مخالفات فهي مهمة مندوبي المرشحين باللجان باعتبارهم هم أصحاب الحق. * في البداية كيف تنظر إلي تجربة الانتخابات المصرية؟ ** بالطبع.. تجربة الانتخابات في مصر تعتبر تجربة جديدة وتعتبر فاصلا في تاريخ مصر حيث ينتظر الشعب المصري جمهورية جديدة في شكل جديد. فلأول مرة تقع فيها انتخابات حرة ديمقراطية لتحقيق ما نصبو إليه جميعا مثل الشعب المصري من تحقيق الديمقراطية وازدهار واستقرار وأمن هذا البلد. * لكن ألا تري أن 50 مراقبا فقط من الجامعة لمراقبة الانتخابات.. عدد قليل للغاية يجعله عاجزا عن مراقبة الانتخابات في جميع المحافظات واللجان؟ ** بالفعل لم نستطع تغطية جميع المحافظات نظرا لقلة أعداد المراقبين حيث تتكون بعثة المراقبين من 52 فردا. لتغطية 13 محافظة فقط وهي القاهرة والجيزة والقليوبية والإسكندرية والبحيرة والمنيا والمنوفية والفيوم والإسماعيلية وبورسعيد والسويس وبني سويف والشرقية. * ما أسباب قلة أعداد المراقبين لرئاسة انتخابات مصر مقارنة ببعثاتها لمراقبة الانتخابات في الدول الأخري سابقا؟ ** كان من الممكن أن يزيد هذا العدد ولكن لضيق الوقت لم نستطع أن نفعل أكثر مما فعلناه. خاصة أننا في مصر بالجامعة العربية عدد الموظفين الذين لا يحملون الجنسية المصرية قليل بالنسبة للدول الأعضاء. كما أن هناك بعضا من الأعضاء العرب ولكن يحملون جنسية مصرية أيضا مع جنسيتهم الأصلية وبالتالي في هذه المدة الوجيزة لا نستطيع ولم تتمكن الجامعة من زيادة عدد المراقبين. * ولماذا لم تطلبوا من وزارة الخارجية في وقت مبكر المراقبة علي الانتخابات؟ ** في الواقع تعودنا ان الدول التي تجري الانتخابات فيها هي التي تستدعي وتطلب من الجامعة المراقبة. ولكن مصر لم تطلب من البداية وفي الحقيقة لم يتم ابلاغنا بمراقبة الانتخابات الرئاسية إلا يوم الخميس قبل الماضي أي قبل أسبوع واحد فقط من الانتخابات وهي فترة غير كافية. * ولماذا رفضت الجامعة العربية الافصاح عن أي مخالفات إلا بعد اعلان النتيجة وما الفائدة من المراقبة إذن. ولماذا لم توقفوا اللجان التي بها مخالفات؟ ** هنا أريد ان اؤكد ان هناك فاصلاً دقيقاً جداً بين الرقابة والملاحظة والمواكبة والمتابعة "أي ان نراقب شيئاً ونقول رأينا فيه" وهناك فرق كبير بين سيادة الدولة والحرية. فالمراقب يلاحظ فقط ولا يتدخل وليس من حقه ان يتدخل ولا يناقش لا رئيس المكتب في شيء وانما يسجل الملاحظة التي يراها فقط في الاستمارة التي لديه خلال نصف الساعة التي يقضيها باللجان. ولكن الاعتراض يكون ممن ينوب المرشحين المتواجدين باللجان فهم أصحاب الحق وهم أيضاً يراقبون. وهم الذين يجب ان يحتجوا أما نحن في الجامعة العربية فاننا نسجل ما يجري فقط وندون الملاحظات. * ومن المسئول عن تكاليف انتقال واقامة فريق مراقبي الجامعة العربية؟ ** كل أماكن اقامة المراقبين وانتقالاتهم والدعم اللوجستي لهم تم من خلال الجامعة العربية وليس هناك أي مساعدة مادية أو لوجستية خارجية. فالمراقب لا يتلقي أي مساعدة مادية من اللجنة حتي نكون أحرارا في المراقبة. واعددنا السيارات وأماكن الاقامة لوفودنا. * وماذا عن المعوقات التي قابلت فريق مراقبي الجامعة. نظراً لاتهامات البعض بأنهم يدعمون عمرو موسي باعتباره كان أميناً عاماً للجامعة؟ ** ليس ذلك حقيقيا والجامعة العربية وقفت علي نفس المسافة من كل المرشحين وكان هدفنا الوحيد هو ان تمر الانتخابات في جو آمن سالم لا تشوبه شائبة من أجل ان يحقق الشعب المصري حقه في الحرية والديمقراطية والعيش الكريم وان يكون آمناً مستقراً مزدهراً.