نحمدك يارب.. أن أعطانا العمر لنشاهد أول انتخابات رئاسية في تاريخ مصر فقد جاءت اللحظة التي كان يتمناها الشعب المصري علي مدي 7000 سنة هي عمر الحضارة المصرية.. فلم يقف الشعب يوماً في طابور لينتخب رئيسه بل كان يفرض عليه لظروف خارجة عن إرادته مثل أن تقام ثورة فتأتي بأمثال محمد نجيب وجمال عبدالناصر أو توريث كالملك فؤاد وفاروق وغيرهما أو احتلال كأيام الاستعمار أو حتي تزوير مثل أيام السادات ومبارك. اليوم وغداً تتجمل مصر بعرس الديمقراطية والتي نتمني أن تنجح في الاختبار الصعب وتمتاز الانتخابات الرئاسية بالشفافية والعدالة المطلقة بعيداً عن التزوير والمجاملات وفرض الأمر الواقع فلسنا أقل من أي دولة ديمقراطية تختار رئيسها بحرية. حقيقة.. يعيش الملايين من الشعب في حيرة ولا يعرف الكثيرون الصواب من الخطأ ويسأل كل واحد الآخر "هتنتخب مين".. ولمن نعطي صوتنا ومن أحق بإدارة البلاد في هذه الفترة العصيبة التي لم تشهدها مصر من قبل ومن يستطيع أن يعبر بوطننا إلي بر الأمان ويحقق طموحات وآمال المواطنين بكافة شرائحهم بعد أن جثم النظام البائد علي صدورهم طوال أكثر من ثلاثين عاماً متواصلة قتل فيها الحلم والأمنية بالمستقبل المشرق؟ لاشك أن الشعب منقسم علي نفسه فلم يعد الاختلاف حول المرشحين مقصوراً في العمل أو الشارع وإنما وصل إلي داخل الأسرة الواحدة حيث تجد كل فرد فيها يفضل مرشحاً مختلفاً عن الآخر لدرجة أنه قد تحدث مشادات ومشاجرات بينهم.. ورغم أن هذه ظاهرة صحية لكن نتمني ألا يفسد الاختلاف في الرأي للود قضية. وفي كل الأحوال علينا أن نثبت للعالم أننا شعب متحضر نختار الرئيس بنزاهة ولا نقوم بأي أعمال بلطجة أو إثارة أي نوع من أنواع الشغب.. ويجب أن نتعلم من دروس الانتخابات البرلمانية السابقة التي نجحنا فيها رغم بعض السلبيات التي حدثت لكنها مرت بسلام. نحن أمام ثلاثة عشر مرشحاً لن ينجح منهم سوي واحد فقط نتمني أن يكون عند حسن ظن الشعب وأن يرضي الناس بالنتيجة التي بالطبع لن ترضي جميع الأطراف لكن في النهاية الرئيس القادم سيكون لكل المصريين.. من هنا يجب الالتفاف حوله مهما كانت انتماءاته حتي نتكاتف جميعاً وننهض بالبلاد ونعيد لها مكانتها المفقودة والأهم من كل هذا وذاك أن يستتب الأمن والاستقرار ويعيش الناس في أمان ورخاء.