فجأة وفي ساعة مبكرة من صباح يوم أمس دق جرس التليفون في منزلي بالإسكندرية وعندما رفعت السماعة سمعت أصواتا عالية لم أفهم منها غير كلمة ظلم.. ظلم.. مش معقول.. وأخيرا تحدث الطالب قائلا الحقنا يا أستاذ.. عزلوا رجل المعمورة.. الدكتور الذي حول هذا المكان الي منتجع سياحي وأعاد صورة هذه الشركة لتكون مفخرة لواحدة من قطاع الاستثمار في مصر.. وحول خسائرها إلي مكاسب بالملايين. أقالوا الدكتور جمال عوض رئيس مجلس إدارة شركة المعمورة.. حاولت أن أفهم الحكاية.. ولكن الطرف الآخر علي التليفون لم يمهلني جاءت صرخاته.. واستغاثاته كطلقات الرصاص إلي أن عاد إلي هدوئه وطلب انقاذ اكثر من 1100 عامل في شركة المعمورة من الضياع. ولأنه لم يحاول منحي فرصة الرد.. قلت انتظرني سأكون أمامك بعد دقائق.. وبالفعل وصلت إلي منتجع المعمورة ولم تتجاوز الساعة التاسعة صباحا لأجد مجموعة كبيرة من العاملين وقد تجمعوا حول مكتب الشركة وسط المساكن في وقفة احتجاجية علي عزل رئيسهم.. وسألت لماذا.. وما هو السبب.. قالوا في نفس واحد.. إنهم أعداء النجاح رفضوا أن يكون هذا الرجل مخلصا في عمله.. منحنا كل حقوقنا لم نشعر بأي تأخير لمرتباتنا وحوافزنا حتي بدل الوجبات زادت إلي الضعف. قال العاملون لقد رفع الدكتور جمال عوض صندوق الخدمات من 300 جنيه الي 30 ألف جنيه. ترقياتنا مثل الساعة في أول يوليو.. قام بتثبيت 500 من ابناء العاملين المؤقتين وفتح بيوتهم. ليس هذا فحسب كما يقول العاملون لقد حول خسائر الشركة إلي مكاسب بالملايين عندما اوقف بيع أراضي الزراعة بشركة الكروم وأقام مشروعات في 6 أكتوبر ومدينة نصر وأرض البيرة بالاسكندرية والمعراج في المقطم فضلا عن التطوير الذي يشهده منتجع المعمورة السياحي سنويا. يضيف العاملون ان شركتنا الوحيدة التي لم يتوقف فيها العمل ولم تشهد أي وقفات احتجاجية أو طلبات فئوية لاننا لم نتأثر بما يجري في مصر بعد الثورة لأننا حصلنا علي مميزاتنا حيث زاد الحافز من شهرين إلي ثلاثة خلال اشهر المناسبات مثل شهر رمضان والاعياد القومية والدينية وزاد عليهم رأس السنة الهجرية إلي جانب صرف الارباح في موعدها. كل هذه الانجازات بات مصيرها مجهولا. قلت كيف.. ولماذا تم عزل الدكتور جمال عوض هل بسبب مخالفات ام هو صراع مناصب أو مصالح؟ قالوا ليس هناك مخالفات ولكنهم أعداء النجاح فقد اصدر رئيس الشركة القابضة للسياحة والسينما والفنادق علي عبدالعزيز قرارا انفراديا بالاطاحة بالدكتور جمال عوض وتعيين شخصية أخري هو باهي أبو الدهب الذي سبق له تصفية شركة بيع المصنوعات وكل روافدها بسبب كثرة الخسائر. ويقولون أيضا ان توقيت عزل الدكتور جاء في وقت غير مناسب بالمرة حيث بدأ موسم الصيف في منتجع المعمورة.. إلي جانب دخوله في يونيه أرض السينما واتفق علي جدولتها مع التأمين والمستثمرين وهي بمساحة 4 آلاف متر يقدر ب 250 ألف جنيه وخطط لها مشروعا يدر عائدا مليار جنيه. وفي الختام فقد وصلت شكوي العاملين التي تجمعوا في صمت يريدون ان يسمعهم احد حيث مطلبهم الوحيد الابقاء علي هذا الرجل ليحافظ بقدرته.. وذكائه وحسن معاملته علي كل المكاسب التي حققها دون ان تتأثر حقوق العاملين.. وحتي في وقفتهم الاحتجاجية كانوا عقلاء فلم اسمع أي هتافات ولم أر أي لافتة ولكنها صرخة يرسلها هؤلاء العاملون الي وزير الاستثمار وقطاع الاعمال ورئيس الشركة القابضة بمنع دخول أعداء النجاح وسط هؤلاء المخلصين ولعل مطلبهم هذا يكون عادلا أو نسمع تفسيرا يبرر قرار العزل.