كلها أربعة أيام وتأتي اللحظة الفارقة التي ينادي فيها الشرفاء: الآن قلب وروح بيتقسموا. الآن وطن بيسلم حروف اسمه. يخلع آخر هدمة علي جسمه. الآن وطن بيغير العنوان. كلها أربعة أيام وتنتهي حيرة المصريين الذين أنهكهم التفكير فيمن سيختارون. وأتعبتهم المفاضلة بين خمسة مرشحين أكلوا الجو من باقي ال 13 مرشحاً الذين تاهوا في الزحمة. كلها أربعة أيام ويتوقف كل لسان عن سؤالك: "حتنتخب مين؟". ويخرس كل أبو نص لسان الذي ينصحك: لا تختار إلا واحداً من الميدان لأنه لو نجح واحد من الفلول. عيال التحرير هينزلوا ويعملوا مظاهرات ويولعوا في البلد وإحنا عايزين نستقر ونشوف أكل عيشنا. كلها أربعة أيام وترتاح ممن يحذرك : إوعي تختار موسي مُرشح النخب الذي لا يعرف شيئاً عن معاناة الغلابة والذي لم يفعل شيئاً وهو وزير خارجية في عهد المخلوع مع مشاكل المصريين في الخارج ولا حافظ علي كرامتهم ولا دافع عن المعتقلين المصريين في سجون الدول العربية ولا فعل شيئاً وهو أمين الجامعة العربية في أي قضية عربية خاصة قضية فلسطين وكان يتاجر بها مع أبوالفلول عمر سليمان. وإوعي تختار شفيق الفل ابن الفلول الذي أهدر من المال العام 4 مليارات دولار في بناء مهبط بالمطار لا حاجة لنا به وأعان مبارك ورموز نظامه في تهريب أموالهم للخارج وقت الثورة وتمت علي يديه مجزرة موقعة الجمل وأقسم الولاء لمبارك وقتها بأنه سيذيق الثوار المر لأنه "حد يعمل كده في بابا". وإوعي تختار أبوالفتوح الذي لا تاريخ نضالي ولا خبرة سياسية له وكل ما لديه أنه اعتقل وهو يقوم بعمل خيري تطوعي باسم نقابة الأطباء لانتمائه للإخوان قبل أن ينشق عنهم. وهو لا يملك حماس الثوار أو كياسة الاشتراكيين أو تحرر الليبراليين أو عناد كفاية أو إصرار 6 أبريل أو صراحة البرادعاوية. وإذا فاز فلن يطبق الإسلام الليبرالي الوسطي وإنما سيفرض الحجاب واللحية ويحرم عمل المرأة وصلاتها في المسجد. وإوعي تختار صباحي المعارض الكرتوني الوهمي الذي يردد شعارات عبدالناصر ليظهر نصيراً للغلابة وهو في الحقيقة وصولي باحث عن السلطة والمال يمثل علي الشعب وسيكون ألعن من مبارك الحرامي. وإوعي تختار الريس مرسي الاستبن الذي يفرق شعره من الجنب وطلع هربان من السجن أثناء الانفلات الأمني والذي لا يملك ترفع الكبار أو إخلاص المطحونين أو حميمية الأصدقاء أو نقاء المتدينين. كلها أربعة أيام ونكتشف جميعاً خطأ من نادوا بمقاطعة الانتخابات بحجة أن الرئيس القادم بلا صلاحيات وأنه لن يفوز إلا من بصم بالعشرة للمجلس العسكري الذي نجح في تفتيت الثورة لضمان السيطرة علي منصب الرئيس بالشرعية الشعبية في الوقت الذي نشط فيه جهاز الأمن الوطني ولا أيام سالفه أمن الدولة. كلها أربعة أيام وستكتشفون جميعاً أنني كنت أولي بأن تنتخبوني رئيساً.