تبذل الدولة جهوداً في أمر العلاج والحفاظ علي صحة المواطنين وللأسف هناك بعض الأشخاص يتسببون بتصرفاتهم في إهدار تلك الجهود وغالباً ما تكون عاملاً رئيسياً في اثارة غضب المواطنين تجاه أجهزة الدولة وعلي سبيل المثال فقد تلقينا اتصالا تليفونيا منذ يومين من مواطن من أبناء مركز الصف بمحافظة حلوان حدثنا وهو يبكي لتعرض طفله المولود حديثا للخطر بعد أن فشل في ايجاد حضانة يضعه فيها لكونه مولوداً قبل أن يكتمل نموه وانه من البسطاء ولا يملك أموالاً تمكنه من إيداع ابنه حضانة بأحد المستشفيات الخاصة. لقد ساعدنا الرجل بقدر المستطاع أنا وزملائي حتي وصل إلي حل ووجد حضانة باحدي مستشفيات الدولة وضع فيه طفله بعد أن استعنا بالرقم الساخن في وزارة الداخلية المختص بهذه الخدمة.. المهم ندعو الله أن يشفي المولود ويريح قلب والديه ولكن النجاح في حل مشكلة المواطن ليس هو الحل الأمثل خاصة بعد أن أكدت الاحصائيات ان حالات المواليد الذين يخرجون إلي الدنيا قبل أن يكتمل نموهم في زيادة مطردة وهذا الأمر لابد أن يدق الرءوس بقوة ويجعل هناك نظرة مستقبلية ولا يترك "الحبل علي الغارب" في هذا الأمر خاصة بعد أن نجح بعض الأطباء وهم قلة نادرة من العاملين في المستشفيات الحكومية في شراء هذه الحضانات ووضعها في عياداتهم الخاصة ويقومون بتوجيه من يتعرضون لهذه الظروف إلي تلك الأماكن والأب يكون معذورا ومضطرا لدفع المصاريف المطلوبة حتي ولو "باع عفش منزله" والغريب في الأمر انه حتي أصحاب هذه العيادات يهملون في الأطفال المرضي وان معظم تلك العيادات غير مرخصة ولعل آخر الوقائع ما حدث في مستشفي خاص للأطفال بكفر الزيات بعد ان توفيت طفلة داخله وببحث الأمر وجد ان المستشفي لم يحصل علي ترخيص بمزاولة هذا العمل وأحيل الطبيب المعالج للتحقيق وايقافه مؤقتا عن العمل. الأمر يحتاج إلي وقفة ولكن الأهم من ذلك كله ضرورة محاسبة كل مقصر ويا تري يطلع "ابن مين في مصر؟!" ذلك الطبيب الذي ينسي أحيانا انه ملاك الرحمة ونؤكد: زيادة الحضانات ضرورة.