أتواصل مع من يهمهم الأمر. فيما بدأته بمقال الأمس عن حقيقة أن الأهلي كاد يدفع الثمن غالياً بخروجه من بطولة أفريقيا بسبب غياب جماهيره. القاسم الأكبر في كل بطولاته وإنجازاته. لولا حالة التفوق المتفردة التي كان عليها النجم محمد أبوتريكة فأحرز ثلاثة أهداف حاسمة فاصلة. وليس هدفاً أو هدفين في مثل هذه الظروف. أعود مرة أخري إلي النقطة الجوهرية وهي غياب الجمهور عن المباريات. وكما أن الحديث بشكل خاص عن جمهور الأهلي لأن فريقه عاني الأمرين في صراع البقاء ببطولة أفريقيا. إلا أن الحديث يجب أن يشمل جمهور الزمالك أيضا وكل الأندية الأخري. خاصة أن الموعد -المفترض- لانطلاق مسابقة الدوري الجديدة "24 اغسطس" يقترب يوما بعد يوم. والغموض يكتنف مصير هذه العودة المرتقبة. وأتحدي الآن أن يخرج علينا "رجل" ليقول ويؤكد أن مسابقة الدوري ستنطلق فعلاً في هذا اليوم المحدد من الجبلاية.. وسبب هذا التحدي هو أن أسباب المنع مازالت قائمة ولا توجد مؤشرات لإزالتها وأهم هذه الأسباب حالة الاحتقان الباطنة والعلنية بين تحالف الألتراس الأهلاوي والزملكاوي. وبين وزارة الداخلية وكل رجال الأمن والشرطة. هذا الاحتقان ظهر أكثر من مرة حتي انفجر الوضع في واقعة استاد بورسعيد وتحولت الداخلية من جهاز أمن إلي متهم. بسبب تقصير بعض رجالها. وحتي لا نضع رءوسنا في الرمال أواجه الجميع بالحقيقة الخطرة. وهي أن تحالف الألتراس الأحمر والأبيض لا يري جانياً وقاتلاً في استاد بورسعيد إلا الداخلية ورجال الأمن. وتم ترسيخ هذه الصورة المدمرة في أذهان الشباب الصغير المتحمس. وتنشيط خلايا العنف لديه والدخول في لعبات خطرة مثلما حدث من أحد مرشحي الرئاسة الذي ذهب إلي برنامج تليفزيوني في إحدي الفضائيات وعندما تحدث عن الشهداء هتف قائلاً "يا نجيب حقهم يا نموت زيهم". والمفاجأة الأكبر أن الحضور الذي جاء به هذا المرشح كان من عناصر الألتراس وزاطوا بنفس الهتاف. بالله عليكم ما هذا. سوي أنه تحريض واضح علي القتل والاقتتال. ما علينا.. لست متشائماً إلي درجة اليأس في هذا الموضوع وهو حتمية عودة جمهور الكرة إلي الملاعب والمباريات وأن تزول حالة الاحتقان -غير المبررة- بين جماهير الألتراس ورجال الداخلية وهنا لابد من بعض العقلاء الذين يجب عليهم تقدم الصفوف في مجموعات الألتراس. وتفهم الحقائق بعمق لأنه طالما استمرت حالة الاحتقان فإن الجمهور سيبقي غائباً. والأخطر أن النشاط الكروي وربما الرياضي كله سيبقي في حالة جمود حتي يصيبه الشلل التام ويهوي إلي أسفل سافلين.. لذلك أناشد العقلاء من جماعة الألتراس ومسئولي لجنتي الشباب والرياضة في مجلسي الشعب والشوري أن يتحركوا جميعاً لمبادرة التصالح وإزالة الاحتقان بين الألتراس والداخلية. بأن يعقد اجتماع مشترك تحت القبة وبحضور رئيس المجلس القومي للرياضة ورئيس اللجنة الأوليمبية وأعضاء لجنة تسيير الأعمال في اتحاد الكرة. ويشهد عليها الإعلام بكل أنواعه. وفي هذه المبادرة التي يجب أن يحضرها وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم يجب التعامل معها علي أنها الفرصة الوحيدة والأخيرة لإصلاح ما تسبب فيه "اللهو الخفي" أياً كان. وأن تصفي النوايا حتي يعود لملاعبنا الأمان والمتعة والقوة والسمعة الطيبة.. وليس خافياً علي عاقل أن الصورة في ملاعب كرة القدم لها مردودها أيضا علي الاقتصاد والاستقرار السياسي والسياحي والأمن العام.. يارب تفهموها بقي.