تفاءلنا خيرا بعد تحرك حكومة د. كمال الجنزوري ونجاحها في مواجهة الانفلات الأمني نسبيا ووقف نزيف الاحتياط القومي من العملات الأجنبية.. والعمل علي عودة عجلة الانتاج للعمل. لكن هذا التفاؤل تبدد بعد ارتداء بعض وزراء هذه الحكومة ثوب الاشتراكية المهلهل القديم.. هذا الثوب الذي مزقته روسيا وكل دول الاتحاد السوفيتي بعد أن فشل فشلا ذريعا في ستر عورة شعوبها .. واتجهت هذه الدول صوب الديمقراطية الحقيقية في كل أمورها. وزير التموين د. جودة عبد الخالق المناضل الاشتراكي القديم بحزب التجمع لايزال يحلم بالاشتراكية البائدة التي طالما تغني بها فلول نام الرئيس عبد الناصر هذا الوزير هو صاحب فكرة توزيع أنابيب البوتاجاز عن طريق الكوبونات تصوروا مصر صاحبة أفضل ثورة في العالم كله في القرن الحادي والعشرين .. تعود الي عصر الكوبونات عصر الاشتراكية العقيمة والتي ثبت فشلها لأنها أضرت بالمجتمع ضررا بالغا. طبعا ننتر تنفيذ هذه الفكرة الجهنمية والتي ستكون وبالا علي المواطنين .. حيث يجب علي كل مواطن ان يقف في طابور لكي يحصل علي الكوبون أولا ثم طابور آخر للحصول علي الأنبوبة .. ومن ثم تعود الفوضي والبلطجة والمشاجرات تماما كما كان يحدث في طابور الجمعية. وزير البترول هو الآخر التقط الفكرة واقترح تطبيقها علي مجلس الوزراء برئاسة د. الجنزوري وطبعا وجد قبولا من هذه الخكومة حكومة الكوبونات لدرجة انه يعدها حاليا كمشروع متكامل لعرضها علي مجلس الوزراء خلال أيام. وزير البترول تفنن هو الآخر مسألة الكوبونات وقال انها سوف تصرف عن طريق ادارات المرور عند تجديد تراخيص السيارات وان الدعم سيكون لكل السيارات المنتجة حتي سنة 2000 دون النر لسعتها اللترية أما ما بعد 2000 فالدعم حتي 1600 سي سي وما بعدها ستسير بالسعر الحر. آه من هذه السياسة العقيمة التي تعيدنا الي الوراء عشرات السنين.. لأن وزير البترول يشجع استعمال السيارات القديمة بدعمها دعما كاملا أما الجديدة المتطورة غير الملوثة فلابد لصاحبها أن يتحمل كل الدعم. ان كوبونات أنابيب البوتاجاز والبنزين بداية لسلسلة أخري من الكوبونات في حياتنا مثل كوبونات الخبز والمواصلات وغيرها.. لنعود مرة أخري لعصر الستينيات .. ان حكومة الكوبونات لن تستطيع اعادتنا لعهد اللام والاشتراكية.