عملها الأهلي الجبار.. وخلص علي الملعب المالي المنهار الذي استأسد في الشوط الأول ولكن أبوتريكة أجبره علي الاستسلام ورفع الراية البيضاء أمام مهاراته العالية مع نجمي الأهلي محمد بركات وعبدالله السعيد لينقذوا حلم مواصلة الرحلة في أدغال أفريقيا بحثاً عن العودة للعالمية.. وكان لقاء الملعب المالي بمثابة عقبة غاية في الصعوبة بعد ان خطف هدفاً في بداية المباراة ليضع الأهلي في مأزق حرج.. ولكن المارد الأحمر انطلق بعد ان اتزنق في الشوط الأول عندما نجح أبوتريكة في ترجمة تفوق الأهلي الميداني علي مجريات اللعب وهجومه الكاسح إلي ثلاثية مزيكا في مرمي الملعب المالي ليثبت ان المهارة الفردية والموهبة لها حسابات خاصة وقدرة علي التعامل مع المواقف الصعبة واستغلال أنصاف الفرص في التهديف ليحقق الأهلي أغلي انتصاراته في هذا الموسم الصعب علي الكرة المصرية.. وهو فوز استحقه الأهلي عن جدارة لأنه كان الأفضل والأكثر استحواذاً وسيطرة علي الكرة وهجوماً ولو حالفه الحظ لخرج فائزاً بنصف دستة أهداف علي الأقل ولكن جاء نزول أبوتريكة وتفوقه علي نفسه ليقلب موازين المباراة وينقذ حلم فريقه من الضياع والمارد الأحمر من السقوط مبكراً من بطولة الملايين الأفريقية طريق الأهلي للعالمية عندما تمكن من فك شفرة الملعب المالي وأطاح به من البطولة بعد ان ظن لاعبوه في لحظة أنهم باتوا الأقرب لاستكمال رحلتهم في المشوار الأفريقي مثلما فعل زملاؤهم في سيركل المالي الذي أخرج فريق إنبي في موقعة كروية مأساوية عندما اكتسحه بثلاثية نظيفة رغم ان إنبي سافر للعاصمة باماكو وفي جعبته فوز مطمئن في القاهرة 3/1 ولكن قلة الخبرة وضعف اللياقة وحرارة الطقس ولعنة كأس الكونفدرالية الأفريقية التي تطارد الأندية المصرية منذ انطلاقها بنظامها الجديد كانت وراء سقوط إنبي في مالي وخروجه بصورة غير لائقة لواحد من فرقنا الكبيرة ويقودها مدرب كفء هو حسام البدري الذي لا يجيد سوي لغة البطولات ولكن البطل المالي سيركل فعلها في الشوط الثاني وأجهز علي إنبي مستغلاً تفوقه البدني والثقة الزائدة التي سافر بها لاعبو إنبي ظناً منهم أنهم عبروا بعد الفوز في القاهرة ونسوا ان الكرة مستديرة وغدارة ليس لها أمان وان الاستهتار وعدم احترام المنافس نهايته الخسارة والخروج المؤسف من البطولات وإذا كنا نقول لإنبي هارد لك ونهنئ النادي الأهلي الذي لحق بالزمالك بدوري المجموعات لبطولة الملايين الأفريقية. بعد فوز الزمالك الرائع علي الفاسي المغربي "رايح جاي" وهي بداية مبشرة بالخير للقلعة البيضاء بأنها بدأت تضع أقدامها علي أول طريق العودة للمنافسة علي البطولات التي تغيب عن الزمالك منذ سبع سنوات ولعلنا نتفق ان عبور الزمالك للبطل المغربي يؤكد أنه يسير في الطريق الصحيح نحو استعادة قدراته في الوصول لمنصات التتويج لأن مواجهته مع الفاسي المغربي كانت أشبه بنهائي مبكر وجاء تفوق الزمالك لعباً ونتيجة ليثبت أنه بات جاهزاً لمواجهة كل التحديات.. مبروك للزمالك وللأهلي هذا الصعود وهو بمثابة انجاز تحقق في توقيت تعاني فيه الكرة المصرية من أزمة طاحنة بعد أن تسبب صداع تنظيمات جماهير الألتراس المشبوهة نتيجة لارتفاع وتيرة العنف والشغب والاحتقان فيما بينها لوقوع زلزال مباراة الموت المدمر الذي دمر الكرة المصرية وأدي لإلغاء الموسم وتجميد النشاط المحلي تماماً.. رغم ذلك تغلب القطبان علي هذا المأزق الخطير وعبرا ببراعة وهدوء لبر الأمان في رحلة الأدغال الأفريقية.